رغم صعود سعد الحريرى رئيس وزراء لبنان المستقيل على شاشات التلفاز مساء أمس، الأحد، ليخرس الألسنة ويؤكد على أنه حر أثناء إقامته فى المملكة العربية السعودية، وسيعود قريبا ليقدم استقالته دستوريا، إلا أن الإعلام الإيرانى ومسئولى طهران، لايزال يروج لمزاعم تحديد اقامته، بدافع من الحقد والمزايدات على المملكة، ولإحداث الفتن بين بيروت والرياض، وهى نفس المزاعم التى حاول حزب الله المدعوم من طهران ترويجها منذ إعلان الحريرى استقالته من الرياض الأسبوع الماضى.
وفى محاولة لاستغلال الفرصة وتأجيج الوضع فى لبنان وخلق أزمة بين الأخيرة والسعودية، وصف المستشار السياسى لرئيس البرلمان الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان الذى دأب على الترويج لمزاعم احتجاز الحريرى داخل المملكة، وجود رئيس وزراء لبنان المستقيل فى الرياض بالاختطاف قائلا فى تغريدة له على تويتر: "يذكّرنا باختطاف الإمام موسى الصدر فى ليبيا ولكن بصيغة جديدة".
وفى هذا التوقيت الحرج الذى أصبح فيه لبنان فى مفترق طرق، بسبب التدخلات الإيرانية ودعمها لفصيل حزب الله الذى سعى للزج بلبنان فى الأزمات الاقليمية على غرار قتاله فى سوريا ووقوفه إلى جانب الحوثيين فى اليمن ضد الرياض، كثّف المسئولين الإيرانيين من تصريحاتهم التى حملت رسائل كراهية للمملكة، وتهدف لضرب اسفين فى العلاقات اللبنانية السعودية.
ليس هذا فحسب بل رصد اعلام طهران مقابلة الحريرى، ونشرت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثورى الإيرانى مقال تحليلى، ردت فيه على ما أسمته "كلام جديد من ولى العهد السعودى"، واعتبرت أن حزب الله لن ينفذ بالضرورة مطالبات الانسحاب من سوريا، قائلة "الحزب سيقوم بما تمليه عليه مصلحته بعد الانتهاء من غائلة الإرهاب فى سوريا فإن كانت مصلحته البقاء في سوريا فهو سيفعل ذلك وإن كانت مصلحته الخروج منها فسوف يفعل ذلك أيضا". مضيفة أن الهدف سيكون الضغط على الحزب من أجل الملف اليمنى.
وحاولت الوكالة التغطية على استخدام إيران لحزب الله ذراعا لها فى الحرب الدائرة فى سوريا، وتبرير وجوده الحقيقى فى سوريا وهو من أجل الوقوف إلى جانب بشار الأسد، قائلة: "لا يخفى على أحد ان سبب دخول حزب الله فى ثوبه الإقليمى هو الإرهاب الّذى تواجد على طول الحدود اللبنانية مع سوريا مما دفعه إلى الدخول فى المعترك السورى لإنقاذ لبنان من التهديدات الوجودية التى كان يتعرض لها ولمسها عبر التفجيرات الإرهابية طوال سنوات تواجد الإرهاب على الحدود اللبنانية السورية".
المحاولات الإيرانية للنفخ فى النار لم تنتهى، ومساعى إعلامها لحشد الداخل اللبنانى للدخول فى معركة مدبرة مع السعودية، وزعمت الوكالة فى مقالها أن تصريحات الحريرى عبارة عن كلام جديد من ولى العهد السعودى جاء على لسان رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، معتبرة أن خلاصة حديثه هو أن سقف الأهداف السعودية من قطع الأذرع الإيرانية فى المنطقة قد انخفض إلى "إجراء مفاوضات على دور حزب الله الإقليمى"، وهو ما يؤكد هدف طهران المغرض فى بث الإشاعات المغرضة بين المملكة ولبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة