بالرغم من أن الحل السياسى فى سوريا كان عنوان بيان مشترك بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين، فما يزال هذا العنوان جزءا من مجموعة عناوين وملفات للدول الكبرى، فالزيارة التى يقوم بها الرئيس الأمريكى لآسيا لها أهداف متعددة، أهمها المصالح والصفقات الاقتصادية، وبالطبع فإن سباقات النفوذ تشغل الحيز الأهم فى كل العناوين.
الصين التى تمثل تحديا اقتصاديا هو الأكبر للولايات المتحدة كانت طرفا فى صفققات اقتصادية، وأعلن الرئيس الأمريكى إنه عقد فى الصين عقودا تجارية بقيمة 253.4 مليار دولار، ووقع اتفاقا آخر بحوالى 43 مليار دولار لاستخراج الغاز الطبيعى من آلاسكا، وأعلن ترامب أنه لا يلوم الصين على فائضها فى الميزان التجارى، ولكنه يلوم الإدارات الأمريكية السابقة.
هذه الصفقات التى يعقدها ترامب مع الصين تأتى بعد أن كانت المواجهة مع الصين عنوان حملة ترامب الانتخابية، لكن الواقع يفرض على ترامب أن يتعامل مع الصين كأمر واقع اقتصاديا، وفى نفس الوقت يسعى ترامب إلى الحصول على دعم أكبر فى الضغط على كوريا الشمالية لانتزاع أو تقليص قدراتها النووية وتهديداتها، جددت الزيارة الهجوم المتبادل بين ترامب وكيم جونج اون.
ترامب جدد انتقاداته لبيونج يانج والرئيس الكورى الشمالى كيم جونغ أون، ووصف بلاده بجحيم لا يستحقه أحد، وأنه ليس هذا حلم جدك، يقصد «كيم إيل سونج مؤسس كوريا الشمالية»، واعتبر ترامب فى خطابه أمام البرلمان فى كوريا الجنوبية قبل توجّهه إلى الصين، أن السلاح النووى لكيم جونج أون يجعل نظامه «فى خطر جسيم»، ووجه تهديدا وحذر من اختبار صبر الولايات المتحدة.
ترامب أيضا عرض حواراً على بيونج يانج لـ«إبرام صفقة» تسوّى أزمة برنامجيها النووى والصاروخى، وقد أشار مسؤولون فى إدارة ترامب إلى أنه خفف من حدة خطاب كان ينوى إلقاءه بناء على نصائح مستشاريه. كما ألغى زيارة إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، وأعلنت الإدارة الأمريكية أن إلغاء الزيارة كان بسبب الضباب، لأن الرئيس الكورى الجنوبى سبقه قبل الضباب، لكن محللين قالوا إن إلغاء الزيارة جاء بناء على نصائح مستشارى ترامب حتى لا تبدو الزيارة استفزازا لبيونج يانج.
وترافق دونالد ترامب فى رحلته الآسيوية التى يزور فيها كوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين، واليابان ثلاث حاملات طائرات تحمل 17 زورقاً و200 طائرة وحوالى 20 ألف جندى، وهى ضمن عملية التأمين التقليدية للرئيس الأمريكى لكنها تحمل رسالة مبطنة إلى كوريا الشمالية.
وبالرغم من خلط الهجوم بالصفقات فى خطاب ترامب، ردت كوريا الشمالية على خطاب الرئيس الأمريكى بعنف، ووصف مسؤول بالخارجية الكورية زيارة ترامب الآسيوية إنها «لتأجيج الحرب» ومحاولة لتخليص جمهورية كوريا الشعبية من درعها النووى الدفاعى.
اللافت أن ترامب رد فى مقابلة تليفزيونية أثناء زيارته الآسيوية عما إذا كان قد فكر سابقا فى الجلوس مع الزعيم الكورى، قال ترامب «سأجلس مع أى شخص.. لا أعتقد أن ذلك قوة أو ضعف، لا أظن أن الجلوس مع الناس أمر سيئ»، بينما وصفت بيونج يانج ترامب بأنه «عجوز مختل عقليا لا أمل فى علاجه». ورد ترامب فى تغريدة على حسابه بتويتر من هانوى «لماذا يُقدم كيم جونج اون على إهانتى ويصفنى بـ«العجوز» فى حين أننى لن أصفه يوما بالقصير والبدين؟.
فيما بدا استمرارا لسعى ترامب للتوصل إلى حل أو صفقة مع بيونج يانج يمكن أن تمثل نجاحا لإدارته فى ملف معقد وربما تكون إيران هى الأخرى ضمن ملف ترامب الذى تختلف سياساته الحالية، مع تصريحاته التى اتسمت بالعنف أثناء الحملة الانتخابية تجاه كوريا والصين، لكنه اليوم يبدو أكثر مرونة، يسعى لصفقات تجارية واقتصادية مع الصين واتفاق مع روسيا حول سوريا والحل السياسى ويبحث عن دعم من موسكو وبكين لسياساته تجاه كوريا الشمالية.