أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

المسار الطبيعى للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المسار الطبيعى للاتصالات والجهود الإقليمية والدولية التى تجرى حالياً على صعيد القضية الفلسطينية، أن تنطلق مرة أخرى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أسس جديدة، تعطى قدرا من الطمأنينة للمفاوض الفلسطينى أنه لن يدور مرة أخرى حول نفسه، دون أن يحصل على جديد يقدمه لشعبه، وفى نفس الوقت يحدث تجاوب إسرائيلى مع المطروح على طاولة المفاوضات بحيث تكون المحصلة النهائية إيجابية لكل الأطراف.
 
أقول المسار الطبيعى، لأن مصر التى أطلقت مبادرة قبل أكثر من عام، تجاوب معها الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى، فضلاً عن القوى الإقليمية والدولية الرئيسية والفاعلة فى ملف المفاوضات، تسير وفق ما طرحته القاهرة وقتها، والتى يمكن وصفها بخارطة طريق مصرية، بدأت بالمهمة الصعبة، وهى العمل على توحيد القرار الفلسطينى، من خلال إنهاء حالة الانقسام، وحتى نقضى نهائياً على المبررات الإسرائيلية الدائمة بأنه لا يجد شريك فلسطينى قادر على التفاوض والتنفيذ أيضاً، وهو ما دفع القاهرة إلى العمل على الأرض مع كل الفصائل الفلسطينية للاتفاق على الأسس التى تقضى من خلالها على الانقسام الداخلى، وفى نفس الوقت توحد القرار والرؤى الفلسطينية أيضاً، بما يعطى المفاوض الفلسطينى القوة المطلوبة فى مواجهة التعنت الإسرائيلى المتكرر.
 
القاهرة تسير فى هذا الملف بمنطق أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بأن «المصالحة الفلسطينية مسألة حيوية ومهمة للشعب الفلسطينى، ونحن شجعنا جهود المصالحة وواكبناها ونعتبرها مصلحة خالصة للفلسطينيين.. ونأمل أن تصب نتائج المصالحة فى خدمة مسيرة السلام.. والمنطقة تحتاج إلى السلام، لأن غيابه كلف المنطقة كثيرا واستنزف طاقاتها».
 
على الجانب الآخر هناك أحاديث ومشاورات لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأعتقد أن هناك شعورا بالرضا بين كل الأطراف حالياً حول الدور الذى تقوم به مصر فى هذا الملف، فهى لا تريد فرض رأى على أحد، وإنما تبحث عن التوافق، وهو ما شرحه أيضاً الرئيس بقوله «نحن نسعى مع كل الأطراف التى تستطيع أن تدلى بدلوها فى هذا الموضوع، ونعتبر أن أمريكا هى القوة الرئيسية القادرة على دفع عملية السلام إلى آفاق أفضل.. ونستطيع نحن العرب بجهودنا أن نقنع الرأى العام الإسرائيلى بفوائد السلام التى يشكل السلام المصرى - الإسرائيلى دليلا عليها.. وأن إيجاد حل للقضية الفلسطينية يدخل المنطقة فى وضع جديد، وأشقاؤنا فى الخليج يتفهمون هذه المسألة»، مع الإشارة أيضاً إلى إن الجهود المصرية ستستمر حتى التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يسهم فى استعادة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وتهيئة المناخ اللازم لتحقيق التنمية والتقدم الاقتصادى بما يلبى طموح شعوب جميع دول المنطقة».
 
من هذا المنطلق أجرت ولا تزال تجرى القاهرة مشاورات مع الجميع، وربما يكون ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية قبل أيام حول أن فريق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أقدم على وضع خطة جديدة لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، تتخطى كل المبادرات الأمريكية السابقة، يأتى فى هذا الأطار أيضاً، بل أستطيع التأكيد أنه يأتى متوافقاً مع الجهود المصرية، والتشاور المستمر بين القاهرة وواشنطن حول هذا الملف المهم والحيوى، خاصة أنه منذ اللحظة الأولى ظهر توافقاً مصرياً أمريكيا حول أهمية البحث عن آليات جديدة للحل، تتجاوز خلافات الماضى، وبالفعل خلال العشرة أشهر الماضية شاهدنا الكثير من اللقاءات المصرية الأمريكية التى تمحورت حول الهدف ذاته، وهو أن تخرج عملية السلام فى المنطقة من الطريق المسدود، للتوصل إلى ما يصفه ترامب بـ «الصفقة النهائية».
 
للتعرف أكثر على التفاصيل، نعود إلى ما نشرته الصحيفة الأمريكية التى قالت إن فريق ترامب جمع «وثائق أولية» تبحث مواضيع مختلفة على ارتباط بالنزاع الفلسطينى الإسرائيلى، ونقلت عن مسؤولين قولهم، إنهم يتوقعون أن تتطرق لنقاط الخلاف القائمة كوضع القدس والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، مع الإشارة إلى أنه رغم عدم إعلان ترامب التزامه بدولة فلسطينية، فإن الخبراء قالوا إنهم يتوقعون أن يتمحور مخططه حول ما يسمى بحل الدولتين، الذى كان فى صلب جهود السلام طيلة سنوات، ونقلت عن جايسون غرينبلات، مبعوث ترامب للسلام بالشرق الأوسط وكبير مفاوضيه، قوله إن واشنطن لا تنوى فرض خطتها على الأطراف المعنية، ولا وضع «جدول زمنى مصطنع»، مضيفا : «هدفنا هو تسهيل، وليس إملاء، اتفاق سلام دائم لتحسين ظروف عيش الإسرائيليين والفلسطينيين والوضع الأمنى بالمنطقة»، على حد تعبيره.
 
هذه التحركات يمكن القول إنها جادة نحو الوصول إلى الهدف النهائى، خاصة مع حالة اليقين بأن بقاء الوضع على ما هو عليه ضار بالأمن الإقليمى والدولى أيضاً، فضلاً عن رغبة الجميع فى أن يعم الاستقرار بلدان المنطقة، حتى يسهل مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وهو ما يدلل على ما قلته فى بداية المقال بأن المسار الطبيعى لكل ما يحدث حالياً هو الوصول إلى اتفاق سلام شامل، آخذاً فى الاعتبار كما ذكرت الجهود المصرية الكبيرة سواء فى ملف المصالحة الفلسطينية التى يتولاها الوزير خالد فوزى رئيس جهاز المخابرات، أو ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة