نشطاء السبوبة، وأدعياء الثورية، ونخب العار، صدعونا، بضجيجهم الزاعق تارة، والصارخ تارة أخرى، قبل إصابة مصر بسرطان 25 يناير، عن فساد مبارك وأبنائه ونظامه، وكم من المليارات قد هربوها خارج البلاد، وللأسف صدقهم بضع من المصريين وساروا خلف شعاراتهم الكاذبة والخادعة، فكانت النتيجة يوم 28 يناير 2011، أو ما يطلق عليه اصطلاحا «جمعة الغضب» حيث عاشت مصر فيه حالة رعب لم تشهد لها مثيلا عبر تاريخها المتجذر فى عمق تاريخ الإنسانية، من حرق أقسام الشرطة وهدم السجون، وخروج المجرمين والقتلة الذين ملأوا الشوارع رعبا وخوفا.
وكان لهم ما أرادوا يوم 11 فبراير عندما تنحى مبارك عن الحكم، وهى اللحظة التى دخلت فيها مصر عصر الفوضى، وتصدر المشهد مرضى التثوراللاإرادى، وجماعة الإخوان الإرهابية، وانتظر الشعب المصرى إعادة الـ 70 مليار دولار التى قالوا إن مبارك ونظامه هربوها، وانتظروا أيضا تحول مصر إلى جنة خضراء، ورفاهية العيش، ولكن استيقظوا على كابوس أن كل ما تردد عن الـ70 مليار دولار المهربة، والشعارات والوعود ما هى إلا قصاصات ورق من تحقيق صحفى مفبرك نشرته جريدة الجارديان البريطانية.
هنا أدرك المصريون أنهم وقعوا فريسة لكذب وخداع التيارات الفوضوية والجماعات والتنظيمات التكفيرية والإرهابية، وأن هؤلاء ينفذون مخططا محكما لإسقاط مصر فى بحور الفوضى، ومرت الأيام والشهور، وتأكد بما لا يدع مجالا لأى شك، حقيقة المؤامرة، عند وصول الإخوان للحكم، وإعادة مصر لعصور الظلمات، فخرج المصريون فى ثورة 30 يونيو لاستعادة وطنهم المختطف، وفى تلك الأثناء وجدنا بعض نشطاء السبوبة، ونخب العار يعلنون عن ندمهم واعتذارهم لمبارك ونظامه.
نفس السيناريو طبقه أدعياء الثورية مع الفريق أحمد شفيق الذى تعرض لإهانات بالغة، وتآمروا عليه لطرده من منصبه كرئيس مجلس الوزراء، ثم هددوا بحرق مصر لو نجح فى انتخابات الرئاسة 2012، ضد المعزول محمد مرسى، ودشنوا شعار «ما بيننا وبين شفيق دم» ودعموا الإخوان ومكنوهم من السيطرة على كل السلطات فى مصر.
ومؤخرا، وبعد أن أعيت الحيلة أدعياء الثورية وجبهة العواطلية بزعامة ممدوح حمزة، فى إيجاد مخرج حقيقى لكراهية الشارع بكل طوائفه وميوله السياسية والفكرية لهم، واندثار وجودهم وتأثيرهم فى الناس، اندثار الديناصورات من كوكب الأرض، دفعهم للتفكير جديا فى إحداث الفتن، والوقيعة بين شرفاء هذا الوطن، الذين يمثلون الإجماع الشعبى، ظنا منهم أن خطتهم ستجد طريقا للنجاح.
لذلك قرروا الترويج بأن عهد مبارك كان أفضل من العهد الحالى، وأن الأسعار كانت رخيصة، وقدموا اعتذرا له، وللأسف تلقفه أبناء مبارك، وصدقوا رواية كهنة يناير، كما بدأوا اللعب أيضا على وتر أن الفريق أحمد شفيق مرشحهم القوى فى انتخابات 2018، لمنافسة السيسى، والهدف بالطبع ليس حبا فى شفيق، أو من باب المراجعات الفكرية والندم على ما اقترفوه فى حق بلادهم بتشويه الشرفاء، ولكن انطلاقا من نظرية «عدو عدوى صديقى».
وبما أن الفريق أحمد شفيق، فى اعتقادهم، ومخيلتهم المريضة، هو الوحيد القادر على مواجهة السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، لتحقيق أمرين، إما تفتيت أصوات الكتلة الداعمة للرئيس عبدالفتاح السيسى، وانقسامها بينه وبين شفيق، ما يمنح الفرصة لمرشح ثالث لانتزاع المقعد الرئاسى، أو أن يحقق شفيق المفاجأة ويفوز بمقعد الرئاسة، وهنا سيتحول إلى «ألعوبة» فى أيديهم، يحركونه كيفما يشاءون، ويسيطرون على قراراته، وإجباره على الموافقة على تنفيذ مخططاتهم ومطالبهم، فإنهم قرروا التمسح بقوة فى شفيق دون خجل.
وهكذا أدعياء الثورية وجبهة العواطلية بقيادة المورد الأعظم للملابس الداخلية لثوار التحرير، ممدوح حمزة، ودواسة تويتر، أدركوا الحقيقة ناصعة البياض، أنهم فقدوا القدرة على تحريك شارع فى حارة «مزنوقة» وأن الغالبية الكاسحة للمصريين تعلمت الدرس وأدركت أن المؤسسات هى الدرع والحصن، لذلك قرروا ممارسة لعبة الفتن، وزرع الشك ونشر الشائعات والتسخيف والتسفيه من كل إنجاز تحققه مصر، ومن كل خطوة نجاح تخطوها، فكانت هرولتهم لتقديم الاعتذار المذل والمهين لمبارك وشفيق، قناعة منهم أن إذلالهم وإهانتهم أمام «شفيق» على سبيل المثال، يهون، أمام الهدف الأسمى فى معركتهم مع النظام الحالى، ومحاولة إسقاطه بكل الوسائل الممكنة.
هؤلاء اندثرت من وجوههم حمرة الخجل، وانتزعت من صدورهم كل القيم الوطنية والأخلاقية، ولا يهمهم مصلحة الوطن العليا، ولكن كل ما يهمهم فقط مصالحهم الشخصية، وشبق الجلوس على مقاعد السلطة، والبقاء تحت دائرة الضوء والشهرة، دون أى حيثية مهنية أو وطنية!!
اعتذار كهنة يناير المذل والمهين لمبارك وشفيق، يؤكد أن معاركهم وقضاياهم باطلة، ومغرضة، ولا يمكن تصديقهم، وتأسيسا على ذلك فإن معارضتهم للنظام الحالى مغرضة وتحمل أهدافا خبيثة لضرب استقرار وأمن مصر.
ولك الله يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة