أكد الدكتور ماجد عثمان، المدير التنفيذى لمركز بصيرة، أنه تم إجراء دراسة عن التفاوتات المختلفة بين المواطنين فيما يتعلق بقضايا الرأى العام، وذلك بمراجعة نتائج الدراسات التى أجراها المركز على مدار الخمس سنوات الماضية.
وأضاف عثمان، خلال الندوة التى نظمها المركز، اليوم، الثلاثاء، بمناسبة مرور 5 سنوات على إنشاء المركز، أن 33% من المصرين راضون عن أداء البرلمان، و33% راضون عن أداء الحكومة، وذلك فى استطلاعين مختلفين، وعلى الرغم من تساوى النسبة، إلا أن اللافت للنظر هو أن أصحاب التعليم المنخفض أقل رضاء عن أداء الحكومة، فيما يرتفع رضاء أصحاب التعليم المرتفع عن الحكومة، والعكس يظهر بالنسبة الرضاء عن البرلمان، حيث يقل رضاء أصحاب التعليم المرتفع عن البرلمان، فى الوقت الذى ترتفع فيه نسبة رضاء أصحاب التعليم المنخفض عن البرلمان، كما أن الأعلى دخلا هم الاكثر رضاء عن استمرار فرض حالة الطوارىء.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين الدين والديمقراطية، أشار عثمان إلى ان اللافت للنظر هو أن الشباب هم الاكثر محافظة فيما يتعلق بالافكار الدينية مقارنة بالاكبر عمرا، وهو الأمر الذى يستحق الدراسة ويستدعى كذلك سكان الوجه القبلى، لافتا أنه فى هذا الجزء كان يتم وضع 5 أسئلة استفزازية بالبحوث لقياس الاتجاهات الدينية المحافظة، مثل: "هل تؤيد قال المسلم إذا ارتد عن الإسلام، وما رأيك بوجود الأحزاب الدينية".
وأضاف عثمان أن الدراسات كانت تشتمل على سؤال "من هو رئيس الجمهورية الأسبق؟"، دون التطرق للرئيس الحالى، وذلك بهدف معرفة اتجاهات التفكير غير المباشرة للمواطنين، موضحا أن إجابة هذا السؤال تغيرت بشكل لافت خلال الأربع سنوات الماضية، حيث انخفضت نسبة الرضاء عن جمال عبد الناصر من 51% إلى 25%، وارتفعت نسبة الرضاء عن محمد حسنى مبارك من 9% إلى 25%، وارتفعت نسبة من لم يملكون رأى واضح من 5 إلى 19%، فيما لم تتغير نسبة الرضاء عن محمد انور السادات عن 32%، فيما لم تشهد نسبة الرضاء عن "عبد الناصر" تغيرا بمحافظات الوجه القبلى، وذلك باعتباره ينتمى بصعيد مصر، على العكس من تغيير الاتجاهات بالوجه البحرى والحضر.
وأوضح أن تراجع شعبية جمال عبد الناصر، هو أمر يستحق الدراسة حول اتجاهات الرأى العام، ومدى تأثير الإعلام على اتجاهات المواطنين.
وفيما يتعلق بمؤشرات المساواة بين للجنسين، أشار المدير التنفيذى لمركز بصيرة، إلى أن المؤشرات الخاصة بتلك القضية مازالت سيئة، حيث مازال هناك معارضة كبيرة لتولى المرأة للمناصب القضائية، كذلك يرفض 20% عمل المرأة خارج المنزل وسفرها للخارج، واللافت للنظر أن إجابة السؤال لم تختلف باختلاف أن المستوى التعليمى والمستوى المعيشى، إلا أن الموافقة على عمل المرأة كرئيس أو رئيس وزراء يرتفع مع ارتفاع المستوى التعليمى.
وأشار عثمان إلى أن ملخص الدراسة يشير إلى أن محافظات الوجه القبلى تعد الاكثر محافظة بالنسبة لعلاقة الدين بالديمقراطية، كذلك الأمر بالنسبة للشباب، فيما تعد الإناث أكثر محافظة بالنسبة للذكور، ويعد الشباب والإناث الأقل رضاء عن الأوضاع الاقتصادية والمؤسسات السياسية، كما أن التعليم الجامعى يرفع مستوى الوعى، رغم ذلك لا تتعدى القوة التصويتية للجامعيين لا يتخطى 18%، لافتا أن تلك النتائج يجب دراستها بشكل معمق من قبل صانعى القرار، وذلك لأن درجة وسرعة الاستجابة للقرارات تختلف حسب الفئات العمرية، كما تختلف درجة الاستجابة من شريحة لأخرى.
وفى سياق متصل، اكدت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، عضو المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية، تعليقا على الدراسة، انه يجب التفرقة بين "الاتجاهات الدينية المحافظة" وبين الانتماء للإخوان المسلمين، لأنها تشير بصورة أكبر لوجود تيار سلفى، كما أن تراجع شعبية جمال عبد الناصر يمكن ربطها بشكل أكبر بتراجع الايمان بفكرة الاشتراكية، وليس لشخص عبد الناصر، خاصة أن أفكار ثورة 25 يناير كانت شديدة القرب من الاشتراكية.
وأضافت انه يجب التركيز على ارتفاع نسبة من لا يملكون إجابة واضحة للأسئلة، لأن ذلك يشير إلى حالة من عدم الوعى والتخبط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة