أكرم القصاص

كيف غيرت السلطة صورة ترامب المتهور؟

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السلطة والمصالح، تغير كثيرا من اتجاهات الساسة والرؤساء.. وهناك فرق بين ما يطرح فى المؤتمرات الانتخابية، وما يحدث على أرض الواقع، وأبرز مثال هو العلاقة بين الرئيس الأمريكى ترامب، والصين.. كانت الحملة الانتخابية لترامب ترفع شعار «شراء الأمريكى وتوظيف الأمريكى»،  وكانت هناك تصريحات ووعود بمواجهة التفوق الصينى الاقتصادى على الولايات المتحدة، والمفارقة التى رصدتها الصور، أثناء حقل تنصيب ترامب أن مؤيديه كانوا يرتدون قبعات حمراء عليها شعار «لنجعل أمريكا عظيمة» مصنوعة فى الصين وفيتنام وبنجلاديش، يومها بدا شعار المواجهة ضعيفا يفتقد للواقعية.
 
وتحدث الرئيس الأمريكى كثيرا عن إجراءات حمائية للصناعة الأمريكية، وفرض رسوم وضرائب على المستورد، كان يداعب الداخل بوعود توفير فرص عمل للأمريكيين، لكنه كان يواجه تيار العولمة والتجارة الحرة المستقر من التسعينيات، وأسهمت أمريكا والدول الصناعية الكبرى فى صنعه، وتحول العالم كله إلى سوق مفتوح.. بدا خطاب ترامب عاطفيا.
 
اليوم تأكد هذا فقد ظهر خطاب مختلف، حيث وقع ترامب على عقود مع الصين  بأكثر من 253 مليار دولار، وعقدًا للتنقيب عن البترول فى ألاسكا، أى أنه يمنح الصينيين موطئ قدم فى الأراضى الأمريكية، وقال ترامب إنه  لايلوم الصين على فائضها فى الميزان التجارى ولا يرفض أن تهتم بمصالحها. 
 
وفى نفس الوقت أبدى ترامب مرونة ما تجاه كوريا الشمالية، حيث ألقى فى كوريا الجنوبية خطابًا يحمل تهديدًا، وأيضا عروض وتسويات وصفقات، وصلت إلى تويتات يعرض فيها صداقته على كيم جونج أون.. والصفقة تعنى رفع الحصار والعقوبات مقابل اتفاق لترتيب السلاح النووى الكورى. 
 
ترامب يبدو بعد السلطة وبناء على نصائح وخطط مستشاريه، أكثر مرونة مما كان أثناء حملته الانتخابية، فهو يسعى لعقد صفقات تجارية مع الصين ويتقارب مع روسيا ويدافع عن علاقته بها، بالرغم من استمرار الاتهامات الموجهة من خصومه بوجود تدخلات روسية فى الانتخابات الأخيرة.. وهى اتهامات تهدد رئاسته.
 
لكن هذا لم يمنع ترامب من مهاجمة  من أسماهم الأغبياء والحاقدين، الذين يمارسون ألاعيب سياسية فى العلاقة مع روسيا، ترامب أعلن ذلك فى تغريدة على تويتر، وانتقد من يهاجمون جهوده لإقامة علاقة عمل مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى التقى به عدة مرات على هامش قمة ابيك قال ترامب: «العلاقة الجيدة مع روسيا هى أمر جيد وليس سيئا.. أريد أن أحل أزمات كوريا الشمالية وروسيا وأوكرانيا والإرهاب، وروسيا بإمكانها تقديم مساعدة هائلة».. ترامب خلال رحلته لهانوى قال للصحفيين على الطائرة الرئاسية: إنه يعتقد أن بوتين كان صادقًا عندما أبلغه نفيه التدخل فى الانتخابات الرئاسية. 
 
ومن روسيا للصين قال ترامب: إن الرئيس الصينى شى جينبينج وافق على تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووى.. وبالرغم من عدم العثور على تصريحات واضحة للرئيس الصينى تجاه سلاح كوريا، بدا أن ترامب يطرح ذلك بعد الصفقات التجارية مع بكين.. تغريدات ترامب حول موقف الصين من الملف الكورى تتناقض مع تغريدات أطلقها فى يوليو الماضى هاجم فيها الصين: «أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء الصين.. سمح قادتنا الحمقى السابقون لهم بجنى مئات مليارات الدولارات سنويا فى التجارة وهم لا يفعلون شيئا من أجلنا مع كوريا الشمالية عدا الكلام».
 
ترامب ما زال يواجه الهجوم من قبل الديمقراطيين، الذين يتهمونه بالتهور ويبدو أنه يسعى عمليا لتغيير صورته، التى شاعت طوال حملته الانتخابية.. من خلال تقارب مع روسيا والصين، وهما خصمان تقليديان لأمريكا لكن ترامب يحاول نفى صورة الرئيس المتهور، ويسعى لحل أزمات عجز الديمقراطيون على مواجهتها.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة