تنوعت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعى على كتاب "الفيسبوك آدابه وأحكامه" للمؤلف "على محمد شوقى" بين الإشادة به وبأنه "كتاب لا تندم على قراءته" والهجوم عليه باعتباره "محاولة للعب فى الوقت بدل الضائع" ويعكس تخوفًا من "التكنولوجيا بصفتها الصخرة التى تتحطم عليها الأوهام والخرافات"، وبين السخرية من الكتاب ومما جاء فيه.
ويتكون الكتاب من 7 فصول هى الآداب العامة لفيسبوك، ثم بيانات الصفحة الشخصية وبعدها آداب طلب الصداقة أو حذفها والحظر والإعجاب بالصفحات، وآداب النشر الفيسبوكى وقواعد الإعجاب بالمنشورات والتعليق عليها وأخيرًا آداب المراسلات الفيسبوكية.
وتتضمن الأحكام الواردة فى الكتاب أبرز الأسماء التى لا يجوز استخدامها للصفحات ومنها أسماء الله والآيات القرآنية والأسماء من قبيل عاشقة الرحمن، كما ذكر الكتاب أنه لا يجوز استخدام النساء أسماء رجالية لحسابهن والعكس، وكذلك لا يجوز انتحال الشخصيات ولا تزييف العمر.
وذكر الكتاب فى حكم الصور الشخصية أن صور الرجال جائزة بشرط "أمن الفتنة على النساء" فيما لا يجوز للمرأة نشر صورها لأن هذا "من التبرج وإظهار الزينة ووسيلة لافتتان الفتيان" وأوصى بتجنب نشر صور الأطفال لحمايتهم من الحسد.
وأباح الكتاب "الصداقة الفيسبوكية" بين المرأة والرجل بشرط إذن ولى الأمر طالما أن هذا يعنى متابعة المنشورات فقط أما التواصل والتعارف حتى لو بغرض الزواج فلا يجوز، ووصفه بأنه "من خطوات الشيطان".
وحذر الكتاب من التواجد فى صفحات ومجموعات "يكثر فيها اللغط والخصام والأفعال الفاجرة"، وحذر أيضًا من أن "اللايك" أحيانًا قد يكون ذنبًا على صاحبه إذا كان ينطوى على رضا بمعصية أو إعانة عليها.
وفى "آداب المراسلات الفيسبوكية" وصف الكاتب تصوير المحادثات "اسكرين شوت" دون إذن صاحبها بأنها "مكر وخديعة وخيانة للأمانة" أما نشرها للآخرين فهو زيادة فى التخون وهتك للأمانة.
وعن الكتاب والجدل المثار حوله على مواقع التواصل الاجتماعى كان لنا هذا الحوار مع الباحث الشرعى "على محمد شوقى"..
-
ما هو الهدف من كتاب "الفيسبوك آدابه وأحكامه"؟الهدف من كتاب: "الفيسبوك آدابه وأحكامه" ثلاثة أمور: الأمر الأول: أن أبين لجميع الناس سعة الألفاظ الشرعية الإسلامية، واستيعابها لكُلِّ متطوِّر. وهذا من أكبر الأدلَّة على كماله، وصلاحيته لكُلِّ زمانٍ ومكان.
الأمر الثانى: ما رأيتُه فى أثناء وجودى على صفحات الفيسبوك، من مشاحنات، ومشاجرات، تمامًا كما يحدثُ فى دنيا الناس؛ إذ لا فارق عندى بين موقع الفيسبوك، وبين حياة الناس اليومية، ولستُ أعتبره عالمًا افتراضيًّا بكُلِّ جوانبه، اللهم إلا فى شخصيات الناس. الأمر الثالث: أننى أؤمن بقضية تجديد الخطاب الدينى، وأرى أنَّ بيان هذا الجانب جزء من تطبيقاته فى الواقع.
-
ما هو أكثر شىء دفعك لتدوين الكتاب أو البحث؟ما عاينتُه شخصيًّا فى أثناء وجودى على هذا الموقع، ولأنَّه يضمُّ جميع الطوائف المختلفة فكريًّا، ودينيًّا، وعُمْريًّا.حتى صار وكأنَّه قد فرض نفسه على جميع الناس، بل هو كذلك فعلًا.
-
لماذا اخترت "فيسبوك" تحديدًا وليس مواقع التواصل بشكل عام؟لأنَّه أكثرُ جذبًا للشعوب على اختلاف عوائدها، وأديانها، وأفكارها، بخلاف بقية المواقع أو البرامج.
-
متى بدأت فى الكتاب ومتى انتهيت منه؟بدأتُ فيه فى شهر سبتمبر من عام 2016، وانتهيتُ منه فى شهر أغسطس 2017 .
-
ما هو المنهج الذى استندت عليه فى تحديد الأحكام الواردة فى فصول الكتاب؟منهجى له خطوات للوصول إلى الحُكم المُقرَّر، وذلك كما يلي:أولًا: تصوُّر المسألة؛ من حيث اسمها، وتاريخ حدوثها، ثم علاقتها بموقع الفيسبوك، ومدى تواجدها بين مشتركيه، وكذلك البحث عن إيجابياتها وسلبياتها.
ثانيًا: تصنيف المسألة، بمعنى: إرجاع المسألة للأصل الشرعى الذى تنتمى إليه، فأرجع النازلة الفيسبوكية إلى الباب الفقهى الذى تنتمى إليه، وإلى الدليل الذى تندرج تحته، سواء كان منصوصًا عليه، أو كان أصلًا فقهيًّا أو قاعدة فقهية.
-
آداب تسمية الصفحات هل هى نفسها آداب اختيار أسماء الأشخاص فى الإسلام؟نعم، هى كذلك؛ لأننى قلتُ فى منهجى: إرجاع النازلة الفيسبوكية إلى الباب الفقهى الذى تنتمى إليه.
-
أفردت مساحة كبيرة فى الكتاب لآداب اختيار الأسماء على فيسبوك.. ما السبب؟لأنَّ الاسم يُلازم صاحب الصفحة أكثر من كُلِّ شىء آخر، فهو معه إذا تكلَّم، وإذا سكت، وإذا انصرف.
-
الأسماء التى ذكرت أنه محرم استخدامها على فيسبوك ما مدى حرمانيتها؟يُثابُ الإنسان على قدر قصده للفعل ونيته فيه، فكذلك الإثم، وليس كلُّ فعل يحصل به الإثم، فقد يكون غير عالم بالحكم، ولكن يجبُ على أهل العلم أن يُبيِّنوا ولا يكتموا.
-
ما هى أبرز ردود الفعل على الكتاب منذ صدوره حتى الآن؟لقد لاقى الكتاب – بفضل الله - قبولًا كبيرًا فى الأوساط العامة، على اختلاف درجاتهم العلمية، وأفكارهم، وأعمارهم، بل ووصلت تحميلاته إلى أكثر من 20 ألف تحميل، فى شهرٍ ونصف، هذا فى بلدان مختلفة فى العالم العربى والإفريقى والأوروبى، وطُلبت ترجمته إلى أكثر من ثمان لغات، بينما لاقى كذلك هجومًا شرسًا من بعض الاتجاهات العلمانية واليسارية.
-
ما رأيك فى هجوم البعض على الكتاب؟لو كان هذا الهجوم هجومًا علميًّا، فليس هجومًا بل نقدًا بنَّاءً، يتسع به النظر، ويزدانُ به البحث، وتتلاقى على موائده العقول السليمة. لكنَّ الاتجاه الذى هاجمنى كان بين قائلٍ على ما لم أقُل، أو مُقتص لكلامى، وقاطع له، أو متهكِّم على الكتاب بصورة عامَّة. فأين قواعد البحث وآدابها؟ وأين أدب الحوار وحريَّة الرأى التى يدَّعونها؟
-
هل توافق على فكرة مراقبة مواقع التواصل أمنيا؟نعم، بل أدعو إلى ذلك؛ للتضييق على الجماعات الإرهابية، ومتابعة مساراتها، وقطع صلتهم بالشباب من خلال تلك المواقع.
-
هل سنرى كتابًا قريبًا يتحدث عن موضوع آخر من فقه الواقع مثل فيسبوك؟نعم بلا شك، سنرى ذلك ما بقيت شريعة الله السَمْحة السهلة على أرض الله.
هل عرضت الكتاب بعد الانتهاء منه على جهة أو عالم لمراجعته؟
نعم، عرضتُه على سبعةٍ من الفقهاء المعاصرين والباحثين، منهم خمسة من أساتذتى بالأزهر الشريف.
هل لك إصدارات أخرى؟ وما هى؟
إلى جانب هذا الكتاب صدرت لى 5 مؤلفات أخرى وهى "إتحاف الكرام بمئة وأربعين حالة ترث فيها المرأة أضعاف الرجل فى الإسلام"، "تكريم المرأة فى التوريث الإسلامى"، "تجديد الخطاب الدينى: أصوله، مقوماته، دعائمه"، "الحُلل الأزهرية على الأربعين حديثًا الفرضية"، "رسالة فى العربية" للعلامة عبد الله النبراوى الأزهرى، تحقيق ودراسة.
ما هو مؤهلك الدراسى وعملك الحالى؟
أنا أزهرى دراسة ومنهجًا لا كما يقول البعض أن هذه مجرد فتاوى سلفية، فأنا خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وأعمل باحثًا شرعيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة