فى السنوات الماضية، نجحت الدولة المصرية فى بذل العديد من المحاولات الناجحة من أجل العودة لقلب أفريقيا بعد سنوات من التجاهل والإهمال المتعمد فقدت فيها القاهرة الكثير من نفوذها وشعبيتها داخل القارة السمراء، وفيما يلى يرصد "اليوم السابع" محطات تم تجاوزها فى طريق العودة.
اليوم شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع نظيره الزامبى إدجار شاجوا لونجو، رئيس جمهورية زامبيا، مراسم توقيع 3 مذكرات تفاهم بين مصر وزامبيا للتعاون فى مجالات الشباب والرياضة والصحة والدواء والسياحة، وإجراء جلسة مباحثات بين الطرفين مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية فى مصر الجديدة "قصر الاتحادية".
حصاد الجهود فى الفترة الماضية
توقيع مذكرات التفاهم بين مصر وزامبيا، سبقها العديد من الجهود الدبلوماسية من أجل العودة لقلب أفريقيا، وأبرزها كان فى 25 يونيو 2014 توجه الرئيس السيسى إلى غينيا الاستوائية ليرأس وفد مصر فى أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقى، التى أقيمت تحت شعار "الزراعة والأمن الغذائى بالقارة الأفريقية".
وتكمن أهمية تلك الزيارة الأولى أنها جاءت بعد تجميد الاتحاد الأفريقى عضوية مصر، عقب سقوط نظام الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، وآنذاك قال الرئيس المصرى فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة: إن مصر ترحب بعودتها للاتحاد الإفريقى واستئناف عملها فى أنشطة الاتحاد.
أمّا المحطة الثانية كانت فى 27 يونيو 2014، وفى زيارة استغرقت عدة ساعات قبل عودته إلى مصر قادما من قمة الاتحاد الأفريقى فى غينيا، وبينما المحطة الثالثة كانت فى 30 و31 يناير 2015 بأثيوبيا "شرق القارة السمراء" من أجل المشاركة فى أعمال القمة الـ"24" للاتحاد الأفريقى، وتكررت زيارة الرئيس لأديس أبابا فى مارس 2015، ويناير 2016 للمشاركة فى القمة الأفريقية.
وخلال شهر ديسمبر 2016، أجرى الرئيس جولات فى شرق أفريقيا شملت كل من كينيا وأوغندا لتلبية دعوة من نظيره الأوغندى الرئيس يورى موسيفينى، وفى فبراير 2017 أجرى الرئيس زيارة للعاصمة الكينية نيروبى، بينما آخر جولات الرئيس السيسى فى أفريقيا كانت فى أغسطس الماضى وشملت كل من دول تنزانيا ورواندا وتشاد والجابون.
تقييم لما تم إنجازه
وعن تقييم الخطوات التى اتخذتها الدولة المصرية للمضى قدمًا داخل القارة السمراء فى الفترة الماضية، يقول دكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة :"الأداء المصرى فى أفريقيا أداء جيد، وهناك اهتمام كبير من القيادة السياسية، ويترجم هذا على أرض الواقع، وهناك اجراءات حقيقية اتخذت يعنى على سبيل المثال فى منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، فى 10 توصيات تم اتخذها 3 منها تتعلق بالقارة السمراء، وهذا يعكس مدى اهتمام الدولة المصرية"، مضيفًا: "الأمر الآخر استحدثنا أدوات للدبلوماسية الناعمة جديدة فى أفريقيا وتجاوزنا المرحلة القديمة التى كان فيها صندوق التنمية الفنية ومرورًا بشركة النصر للاستيراد والتصدير".
وتابع أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة: "الأدوات الجديدة للتعامل مع أفريقيا تتمثل فى فتح مركز للدراسات الأفريقية، واهتم بالقضايا الأفريقية، والأمر الثانى تقدم رؤية جديدة للدعم المباشر بسبل مختلفة عما مضى، والأمر الثالث هو عدم غياب الرئيس السيسى عن كل المؤتمرات البارزة بالقارة، فى رسالة مهمة أن مصر لديها ما تقدمه لأفريقيا، رغم وجود منافسة من دول أخرى لمصر".
ويضيف فهمى: "أرى أن مصر ماضية على الطريق الصحيح، وتفعل الدائرة الأفريقية استنادًا على وقائع التاريخ منذ الستينات وهذه ستأخذ بعض الوقت لكن للأمانة الدولة أنجزت حضورها بشكل جيد فى القارة"، مضيفًا :"الأدوات والأذرع المطلوبة لابد أن يكون بها إطار هيكلى مؤسسى ومن أجل هذا سيتم إقامة مركز دراسة أفريقية جديد، كما أن لغة التخاطب مع البلدان الأفريقية تم تعديلها كزيادة المنح والبعثات للطلاب الأفارقة، وسيتم تخفيض الأمور الخاصة بالرسوم بالنسبة لهم، وخلاصة الحوار من وجهة نظرى أن الخطوات التى تمت جيدة وستأتى ثمارها لكن فى نفس الوقت يجب التسليم بحقيقة وجود صراع قوى يقابل مصر داخل القارة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة