استولى جيش زيمبابوي، على السلطة فى البلاد، صباح اليوم الأربعاء، بعد سيطرته على مقر التليفزيون الرسمى فى العاصمة "هرارى"، وانتشاره فى شوارع زيمبابوي، فى خطوة تصعيدية للإطاحة بالرئيس روبرت موجابى، البالغ من العمر 93 عاما، الذى يُعد أكبر رؤساء العالم سنًا، وذلك بعد ساعات من تصريحات قائد القوات المسلحة، التى أكد فيها استعداده للتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال إمرسون منانجاجوا.
ورغم إعلان الجيش السيطرة على مقاليد الحكم، إلا أن قائده نفى وقوع انقلاب عسكرى، مع تأكيده التحفظ على الرئيس وزوجته، وذلك فى الوقت الذى اعتقل فيه مسئولين فى الحكومة من بينهم وزير المالية، وفى ذات الصدد، أعلن الجيش احتجازه للرئيس وزوجته، ورغم أن "موجابى"، أبلغ رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، بأنه محتجز قيد الإقامة الجبرية، إلا أن زوجته "جريس موجابى"، أعلنت بعد ذلك أنه هرب إلى ناميبيا، وفيما يلى يوضح "اليوم السابع"، فى سؤال وجواب، التفاصيل الكاملة للاضطرابات التى تشهدها زيمبابوي.
س: ما الأسباب وراء تحرك جيش زيمبابوى للسيطرة على الحكم؟
ج: "جريس موجابى"، زوجة الرئيس الحالى، كانت الشرارة الأولى لتدخل الجيش، بسبب حملة التطهير ضد أنصار نائب الرئيس السابق إيميرسون منانجاجوا، الذى أقيل من منصبه بإيعاز من السيدة الأولى للبلاد.
س: وما دور جريس موجابى السياسى داخل زيمبابوى؟
ج: "جريس موجابى"، عضو حزب الاتحاد الوطنى الأفريقى الزيمبابوي، (الجبهة الوطنية الحاكمة)، وعينها الرئيس عينها أمينة الشئون النسائية فى الحزب الحاكم عام 2014.
س: وما علاقتها بالأزمة السياسية فى البلاد؟
ج: السيدة موجابى، البالغة من العمر 52 عامًا، تسعى لإفساح المجال أمامها لخلافة زوجها فى رئاسة البلاد، حيث كانت سببًا وراء إقالة نائبة الرئيس السابقة جويس موجورو، وأعقبها التخلص من نائبه الأخير إيميرسون منانجاجوا، الأمر الذى أثار غضب قيادات الجيش والمعارضة فى آنٍ.
س: كيف كانت بداية تحركات الجيش للسيطرة على السلطة؟
ج: بدأ الأمر بصدور تهديد من قبل قائد القوات المسلحة، كونستانتينو تشيونجا، بالتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد حلفائه فى الحزب الحاكم، من أنصار نائب الرئيس السابق إيميرسون منانجاجوا، وبعد عدة ساعات تحركت دبابات الجيش صوب العاصمة "هرارى".
س: وما هى الخطوة التالية التى أعقبت تحركات الآليات العسكرية؟
ج: سيطر الجيش بالكامل على هيئة البث فى زيمبابوي (زد.بى.سى)، ثم بث ضباط بالجيش، بيانًا عبر التليفزيون الرسمى، نفوا فيه وجود انقلاب عسكرى فى بلادهم، وأكدوا أن الرئيس روبرت موجابى، بخير، وأنهم يستهدفون المجرمين المحيطين بالرئيس، كما أشاروا إلى أن الجيش استولى على السلطة، وحالما تُنجز مهمته سيعود الوضع إلى طبيعته.
س: وهل كان هناك اجراءات أخرى عقب بيان السيطرة على السلطة؟
ج: ألقى جيش زيمبابوي، القبض على وزير المالية، إجناشيوس تشومبو، الذى يعد عضوا بارزا فى جناح بالحزب الحاكم، ويعرف باسم (جى 40)، وتتزعمه جريس زوجة موجابى، كما سيطرت قوات الجيش على مقر البرلمان، والمحاكم، إضافة إلى تأمين القوات جميع المنشآت الحكومية.
س: وما مصير رئيس زيمبابوى عقب سيطرة الجيش على السلطة؟
ج: أعلن متحدث باسم جيش زيمبابوي، أن الرئيس روبرت موجابى، وزوجته، رهن الاحتجاز، فيما أبلغ الرئيس موجابى، رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، بأنه قيد الإقامة الجبرية، وهذا فى الوقت الذى قالت فيه زوجة "موجابى"، أن "روبرت موجابى"، إن زوجها غادر البلاد متجها إلى دولة ناميبيا.
س: هل أُبعد رئيس زيمبابوى عن منصبه عقب تحركات الجيش؟
ج: لم يعلن الجيش أى معلومات بخصوص هذا الأمر حتى الآن، فيما أكدت وسائل إعلام محلية، أن الرئيس موجابى، ينتوى التنحى عن منصبه.
س: ما هو موقف الحزب الحاكم فى زيمبابوى من تحركات الجيش؟
ج: وصف الحزب الحاكم فى زيمبابوي، تحركات الجيش، وسلوك قائده، بأنه "خيانة"، كما أكد أنه ملتزم "بسيادة السياسة على السلاح"، واتهم قائد القوات المسلحة، كونستانتينو تشيونجا، بمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار.
س: ما هى ردود الفعل الدولية على تحركات جيش زيمبابوى؟
ج: نصحت بريطانيا رعاياها فى زيمبابوي، بعدم النزول إلى الشارع حتى يتضح الوضع السياسى، وكان الموقف ذاته من قبل السفارة الأمريكية، فى زيمبابوى، التى دعت رعاياها إلى الاحتماء بسبب الأحداث التى توشك بحدوث انقلاب عسكرى ضد رئيس زيمبابوي، كما حث الخارجية الأمريكية، كل أطراف النزاع، للجوء إلى حل الأزمة بهدوء وسلمية.
س: وماذا عن ردود الفعل الإقليمية؟
ج: أعلن حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى الحاكم، فى جنوب أفريقيا، أنه لن يتدخل لحل الأزمة فى زيمبابوى، فيما قال جاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا، إنه يأمل ألا تنتهى التطورات فى زيمبابوى إلى تغيير غير دستورى للحكومة، ودعا الحكومة والقوات المسلحة إلى حل المأزق السياسى وديًا والتحلى بالهدوء وضبط النفس.
جريس موجابى
س: ما هى أبرز المعلومات عن "جريس موجابى" زوجة رئيس زيمبابوى؟
ج: جريس ماروفو، ولدت فى بونى بجنوب أفريقيا فى 23 يوليو 1965، وتبلغ من العمر 52 عامًا، تنتمى دينيًا للكنيسة الكاثوليكية.
تزوجت "جريس ماروفو"، قبل معرفتها بالرئيس موجابى، وزوجها السابق يدعى ستانلى جوريرازا، فيما بعد عملت "جريس"، سكرتيرة لدى "روبرت موجابى"، حتى تزوجها قبل وفاة زوجته الأولى عام 1990، رغم مخالفة ذلك لعقيدتهما الدينية، ثم أعاد موجابى، زواجه من "جريس"، فى 17 أغسطس 1996، طبقا للمراسم الدينية الرومانية الكاثوليكية، والسيد موجابى، لديها 4 أطفال هم "راسل" من زوجها السابق و(بونا – روبرت- تشاتونجا) من زوجها الحالى.
"جريس موجابى"، هى عضو حزب الاتحاد الوطنى الأفريقى الزيمبابوي (الجبهة الوطنية الحاكمة)، وعينها الرئيس، أمينة الشئون النسائية فى الحزب الحاكم عام 2014، ومن الوقائع التى لاحقتها اتهامها بالاعتداء على عارضة أزياء عشرينية فى فندق، فى جوهانسبرج، أغسطس 2017، ما اضطرها إلى التغيب عن حضور قمة إقليمية بسبب واقعة الاعتداء، حيث سلمت نفسها للشرطة وطلبت حصانة دبلوماسية وعادت إلى بلادها.
ومن أبرز الأعمال التى قامت بها وكان لها تأثير كبير فى نشوب الأزمة الحالية، حرصها الدائم على التخلص من جميع نواب الرئيس، ومنهم نائبته السابقة جويس موجورو، وأعقبها نائبه الأخير إيميرسون منانجاجوا.
نائب رئيس موجابى
س: من هو "إيمرسون منانجاجوا" نائب رئيس موجابى؟
ج: ولد "إيمرسون دامبودزو منانجاجوا"، نائب رئيس زيمبابوي السابق، فى 15 سبتمبر 1942، و يبلغ من العمر 72 عامًا، انضم للحركة الطلابية خلال الدراسة وانتخب فى السلطة التنفيذية، وطرد من كلية هودجسون التقنية عام 1960 للنشاط السياسى الذى أدى لحرق بعض الممتلكات، إلا أنه التحق بجامعة زامبيا عام 1973، وحصل على درجة البكالوريوس وبرنامج آخر فى الدعوة عام 1975، وبعد أن أكمل بنجاح دراساته القانونية، دخل إلى نقابة المحامين العليا فى زامبيا عام 1976.
وعلى سلم التدرج السياسى، عين "منانجاجوا"، وزيرًا لأمن الدولة فى الفترة من 1980 حتى 1988، ثم وزيرًا للعدل عام 1988، وفى عام 2000 أصبح رئيسا للبرلمان حتى عام 2005، كما شغل منصب أمين الشئون الإدارية فى "زانو-يف" من يوليو 2000 إلى ديسمبر 2004، حتى أصبح أمينًا للشئون القانونية فى "زانو-يف" فى ديسمبر 2004.
وأصبح "منانجاجوا"، أيضًا، أصبح وزيرًا للإسكان الريفى فى الفترة من 2005 حتى 2009، وعين وزيرًا للمالية لبضعة أشهر فى العام 2009، ثم ترقى وزيرًا للدفاع فى الفترة من 2009 حتى 2013، كما شغل منصب وزير العدل والشئون القانونية والبرلمانية عام 2013.
وفى 10 ديسمبر 2014، عينه الرئيس روبرت موجابى، نائبًا له، واستمر "منانجاجوا" فى منصبه وزيرًا للعدل حتى التعديل الوزارى فى أكتوبر 2017، وفى أغسطس 2017 تعرض "إيمرسون منانجاجوا"، إلى تسمم غذائى خلال اجتماع عام مع الرئيس موجابى، وخضع لعملية جراحية فى جنوب أفريقيا للعلاج من حالة التسمم، ثم عاد "منانجاجوا" إلى بلاده يوم 21 أغسطس 2017، وظهر فى حالة صحية جيدة.
وفى 6 نوفمبر 2017، أقال الرئيس موجابى، نائبه "إيمرسون منانجاجوا"، بدعوى أنه أبدى سمات تدل على عدم الولاء وهرب إلى جنوب أفريقيا، وبذلك يكون قد أقال الرئيس موجابى، أخر رفاق السلاح، من منصبه، حيث كان "إيمرسون منانجاجوا"، أحد الداعمين للرئيس موجابى، منذ الاستقلال عن بريطانيا فى عام 1980، كما ظل "منانجاجوا" تابعا لـ"موجابى" وتحت حمايته وبجانبه خلال العقود الخمسة التى شهدت السجن وحرب العصابات وحكومة ما بعد التحرير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة