مع كل الاحترام والتقدير للآراء التى تبرر التعليق السخيف الذى جاء على لسان إحدى المطربات المصريات بإحدى الحفلات الخارجية فى دولة عربية شقيقة، والذى لاقى استهجانا شديدا من قبل جموع المواطنين، بأنه «عفوية وطيبة زائدة»، أرى أنه لا يمكن أن يتم تصنيف هذا الخطأ الجسيم تحت هذه التسمية، لأنه تكرر قبل ذلك من الشخص نفسه عدة مرات، فتكرار التطاول فى مناسبات عديدة لا يمكن أن نطلق عليه أبدا «عفوية وطيبة»، لأننا بهذا نعطى لهذا الشخص مبررا لتكرار زلات لسانه غير المقبولة مستقبلا تحت دعوى أننا نتفهم أن ذلك لا يأتى نتيجة تردى ثقافته أو ضعف ثباته الانفعالى أو عدم إيمانه بالكلمات التى يتغنى بها، وإنما يأتى نتيجة طيبته الزائدة وعفويته المتكررة، فالفنان الحقيقى لابد أن يدرك المسؤولية العظيمة التى يحملها على كتفيه، فهو سفير لبلده فى كل مكان يذهب إليه، فلابد أن يحرص على أن يكون قدوة فى كل عباراته وأفعاله، ولن يتأتى ذلك إلا إذا عمل طوال الوقت على اكتساب كل ما يرتقى بفكره وثقافته وسلوكه وأخلاقه، ولنا فى موسيقار الأجيال وكوكب الشرق والعندليب الأسمر وغيرهم من العظماء الذين حملوا لواء فننا الأصيل خير مثل وقدوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة