لسنوات طويلة كانت إمارة قطر من أقرب الدول فعلا وقولا إلى مصر، وكان المصريون معلمون وأطباء ومهندسون وخبراء فى شتى المجالات يعملون فى قطر ويتقاضون رواتبهم من بلدهم، وحتى بعد الطفرة النفطية الأولى قدمت الدولة القطرية لمصر مساعدات ملحوظة واستمرت علاقات التعاون والتآخى بين الشعبين حتى انقلاب حمد بن خليفة فى عام 1995 وبعدها زعم ضلوع مصر فى انقلاب مضاد وبدأت مرحلة من الشقاق والعداء المكبوت بفعل حمد وبطانته من الإسرائيليين الذين سيطروا على مقاليد الأمور فى الدوحة ووضعوا الخطوط الاستراتيجية لتحرك قطر فيما كان يعرف بمحيطها العربى والعالم كله.
وبالأمس، أصدر المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة»، دراسة حول وجهات نظر المصريين تجاه عدد من الدول العالم، ومن بينها الإمارة القطرية، والمفزع أن %65 من المصريين، كما أوضحت الدراسة، يرون قطر عدوا مباشرا لمصر، وتأتى فى المرتبة الثانية بعد إسرائيل من حيث عداوتها لمصر، فكيف احتلت قطر هذا الموقع الكريه لدى المصريين خلال عشرين عاما أو أكثر قليلا؟ كيف تحولت من دولة مقربة يكن لها المصريون أسمى المشاعر الطيبة إلى عدو مباشر؟
منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها حمد بن خليفة مقاليد الحكم فى قطر بدعم مطلق من الإسرائيليين وهو يضع نصب عينيه توظيف كل موارد الدولة من الغاز لدعم أعداء ومنافسى مصر والسعودية أكبر دولتين عربيتين وأكثر دولتين يكرههما حمد وشريكه فى تنظيم الحمدين الإرهابى حمد بن جاسم، ما من نقطة أمن حساسة لدى مصر والسعودية إلا وسعى للتأثير عليها تنظيم الحمدين، وهو استعان على ذلك بخطط إسرائيلية للحروب الحديثة، فالأمير القطرى وشريكه بن جاسم يعلمان أنهما لا يملكان جيشا ولا موارد بشرية يعتديان بهما على القاهرة والرياض لكنهما يملكان الحقد والكراهية وموارد الغاز وخطط لتحريك البشر وشراء العصابات ودعم الأعداء.
عمد تنظيم الحمدين إلى التغلغل داخل مصر والسعودية بطريق غير مباشر، عبر الجمعيات الخيرية وشراء نفوس الأقليات والأفراد المارقين حتى يمكن التحكم فيهم عن بعد إما بوسائل الإعلام التحريضية أو بالتوجيهات السرية كما كان يفعل من خلال دعم جماعة الإخوان الإرهابية فى دول الخليج ومصر وكما يفعل بدعم غلاة الشيعة فى المنطقة الشرقية بالمملكة والبحرين، وكذلك الجماعات الإرهابية من غلاة السلفية بمصر من خلال بناء المساجد الضرار ووقف المخصصات على قيادات السلفية وتوجيههم.
أيضا سعى تنظيم الحمدين للتآمر على السعودية والملك عبد الله وتدبير محاولة لاغتياله بالتنسيق مع القذافى، وفى الوقت نفسه دعم الفوضى فى ليبيا وتسليح الجماعات الإرهابية هناك تمهيدا لتوجيهها لارتكاب جرائم فى مصر ودفع السودان لإيواء مجرمى الإخوان والسلفيين الهاربين من محاكمات على جرائم فضلا عن السماح لهم بالحياة فى قطر والتجنس بجنسيتها.
لم تتوقف جرائم تنظيم الحمدين عند هذا الحد، بل سعت لتمويل سد النهضة الإثيوبى عندما أدارت مصر معركة دبلوماسية ناجحة لمنع المؤسسات الدولية من تمويله لإضراره بدول المصب، لتسهم بذلك فى دعم كل جبهات العداء المفتوحة على الدولة المصرية، ولتستحق أن يعتبرها 65 بالمائة من المصريين عدوا مباشرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة