أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى اكتشاف جذور مصر فى القارة الأفريقية عبر اللقاءات والزيارات المكثفة التى يجريها مع القادة الأفارقة خلال السنوات الأخيرة، والعمل على إقرار السلام فى الدول الأفريقية التى تشهد صراعات مسلحة وحثها على ضرورة التركيز على التنمية فى تلك البلدان.
واستضافت القاهرة اجتماعا خلال الفترة من يوم 13 نوفمبر وحتى 16 نوفمبر الجارى للحركة الشعبية لتحرير السودان بشقها الحكومى ومجموعة القادة السابقين، حيث تم التوقيع بمقر المخابرات العامة على وثيقة إعلان القاهرة لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الأوغندى يورى موسيفنى.
ويعد توقيع وثيقة إعلان القاهرة خطوة هامة على طريق دعم السلام ووقف الحرب فى جمهورية جنوب السودان الشقيق، الأمر الذى يعد مدخلا سياسيا لعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية.ويمثل الجهد السياسى المصرى الأوغندى بالتعاون مع جنوب السودان ركيزة أساسية لدعم الاستقرار الإقليمى.
كما اتفقت الأطراف على قيام المخابرات العامة المصرية بالتنسيق مع الأطراف المعنية ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
بدوره قدم رئيس وفد حكومة جنوب السودان، فى محادثات القاهرة، من أجل توحيد صفوف الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولمصر حكومة وشعبا لجهود إنهاء الحرب وتوحيد صفوف الحركة الشعبية.
وقال رئيس الوفد الحكومى بجنوب السودان، خلال مراسم التوقيع على اتفاقية القاهرة، إن الحرب الأهلية المستمرة منذ العام 2013 أدت إلى تشريد الملايين ومعاناة شديدة لشعب جنوب السودان، مشيرًا إلى المجهودات التى قامت بها دول الإيجاد من أجل حل الأزمة.
وأكد رئيس الوفد الحكومى بجنوب السودان، على أن سبب الحرب الأهلية الدائرة فى البلاد منذ 2013 هو الاختلافات والصراعات داخل صفوف الحركة الشعبية، متعهدًا بتنحى كل الخلافات جانبا من أجل عودة السلام إلى ربوع البلاد.
فيما ثمن رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان، مجهودات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى العمل على وقف الحرب الأهلية بجنوب السودان وإعادة الأمن والاستقرار فى ربوع البلاد.
وقال رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان، خلال مراسم التوقيع على اتفاقية القاهرة، لتوحيد صفوف الحركة الشعبية لجنوب السودان، إن مصر استضافت خلال الأيام الماضية وفد الحكومة والحركة الشعبية، من أجل توحيد صفوف الحركة الشعبية، كاشفا عن انعقاد اللجنة الفنية المعنية بالاتفاقية فى أوغندا، وتنظيم اجتماع موسع للقيادة السياسية للحركة الشعبية فى القاهرة من أجل الاتفاق على إجراءات لبناء الثقة بين الطرفين والعمل على توحيد الحركة وإنهاء الحرب وإعادة بناء ما دمرته الحرب، مما يقود عملية البناء والسلام فى ربوع وادى النيل وتعاون شعوبنا فيما هو خير ومستقبل شعوبنا فى المنطقة كلها.
رئيس جنوب السودان سلفا كير
وأشار رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان، إلى أن الأطراف المعنية اتفقت على أهمية تنفيذ اتفاقية أبوجا لتوحيد الحركة الشعبية، مختتما بقوله: اتفاق اليوم سيؤدى إلى سرعة وتيرة إنهاء الحرب وتوحيد الحركة الشعبية.
فيما أكد عدد من المراقبين، على أن الاتفاق الذى أعلن عنه بالقاهرة يعد خطوة إيجابية لتوحيد الحزب الحاكم فى جنوب السودان ويمهد للتوصل لحل سياسى ينهى الصراع المسلح على السلطة الذى عصف بالبلاد منذ منتصف عام 2013، وفرصة لتوحيد الحزب الحاكم وإنهاء الخلافات الداخلية التى تعد أساسا للصراع العسكرى المسلح فى البلاد.
وأشار عدد من المراقبين، إلى أن الاتفاق من شأنه أن يدفع الأطراف المتصارعة للالتزام بتوحيد الحزب على مستوى القيادة والأعضاء، ومن ثم إجراء إصلاحات ديمقراطية موسعة لتنظيم وتحويل الحزب.
وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر 2013 مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لرياك مشار.
وتعود جذور هذا الصراع، إلى خلافات داخل الحزب الحاكم بين مجموعة سلفاكير، ورياك مشار، ومن يعرفون بالمعتقلين السابقين، بدأت فى منتصف 2013 حينما عقد مشار ومجموعة المعتقلين مؤتمرا صحفيا شنوا خلاله هجوما على رئيس الحزب سلفاكير، متهمين إياه بالفشل فى إدارة البلاد وانفراده بالسلطة، بعد أن أطاح بهم الأول من الحكومة لاتهامات تتعلق بالفساد.
جنوب السودان
وعقب ذلك قرر سلفاكير عقد اجتماع مجلس التحرير القومى الذى هو أعلى سلطة فى الحزب لإجازة الدستور الذى تعترض عليه مجموعة مشار وبقية المعتقلين السابقين بصفتهم أعضاء فى المكتب السياسى للحزب، وتوترت بعدها الأوضاع ليبدأ الصراع المسلح فى منتصف ديسمبر 2013.
وتم فصل ريك مشار من منصبه بالحزب بقرار من رئيسه سلفاكير، بعد خروجه من العاصمة جوبا عشية اندلاع الأحداث، بينما تم تقديم المعتقلين السابقين لمحاكمة مدنية بتهمة تدبير انقلاب عسكرى، لكن تم الإفراج عنهم لاحقا بعد تدخل الرئيس سلفاكير وإيقاف إجراءات المحاكمة ضدهم.
قوات جنوب السودان
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، إن اندلاع القتال فى مناطق بجنوب السودان، قد أجبر الآلاف على الفرار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وتسبب القتال فى جنوب السودان أيضًا فى إعلان المجاعة فى عدد من المناطق بالبلد الشقيق بسبب مزيج وحشى من القتال والجفاف، ما دفع بأزمة اللاجئين فى جنوب السودان الأسرع نموا فى العالم.
سراعات مسلحة
وبحسب بيان صحفى لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بلغ عدد النازحين من جنوب السودان إلى المناطق المجاورة 1.6 مليون شخص، ووصل عدد النازحين من جنوب السودان إلى أوغندا حوالى 2000 شخص يوميا، وبلغ التدفق ذروته فى فبراير الماضى بمعدل أكثر من 6 آلاف فى يوم واحد.
جنوب السودان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة