السفير اليمنى: دور الأمم المتحدة فى الأزمة اليمنية منقوص
محمد على مارم: الدوحة فى مأزق بسبب سياسات تميم
السفير اليمنى: نعانى أزمة فى الرواتب بسبب استنزاف الحوثيين والسلطة الشرعية تتحمل عبء دفعها
أكد الدكتور محمد على مارم السفير اليمنى بالقاهرة عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين اليمن ومصر، موضحا أن قوة هذه العلاقات لا تقبل أى تشكيك وأن ما حدث باليونسكو تجاه مصر خطأ فردى لن تتهاون صنعاء فيه، ولا يعبر عن رؤية اليمن التى تحرص على تعضيد دور مصر وتقف فى صفها وصف دول التحالف العربى، مشيرًا إلى امتنانه لوقوف مصر بجانب الشعب اليمنى فى أزمته، مطالبًا الدول العربية والأمم المتحدة بمواقف أكثر قوة تجاه أزمة اليمن.
وأعرب عن تقديره لجهود الرئيس السيسى فى استقبال واحتواء الجالية اليمنية التى فرت من بلادها جراء انتهاكات الحوثيين، مؤكدًا أن الأزمة اليمنية لن تفيد أى مبادرات لحلها إلا بالرجوع للمرجعيات الأساسية للحل المرتكزة على مخرجات الحوار الوطنى، الذى أفرز المبادئ الدستورية الأساسية ، وتنفيذ القرار الأممى 2216.
كما تطرق للعديد من الملفات العربية المهمة ..وإلى نص الحوار ..
السفير اليمنى يتحدث لليوم السابع
*
تقارب إيرانى قطرى ملحوظ يزداد يوما بعد الآخر.. ترى ما دور هذا التحالف فى تعميق أزمات المنطقة؟** بالتأكيد إيران تلعب دور يؤثر على استقرار المنطقة، وفعلت هذا بأشكال متعددة عندما صنعت ما يشبه النتوءات فى الدول العربية من خلال دعم جماعات العنف فى لبنان وسوريا، ولكن حينما يصل الأمر إلى زرع دولة مثل قطر تكون مخالفة للتوافق العربى فهذا أمر خطير لزعزعة استقرار المنطقة، وقطر أرادت أن ترتمى فى أحضان إيران كرد فعل على المقاطعة العربية وبالتأكيد هذا خطأ.
وفى اليمن دفعت بالحوثيين إلى صعدة وعدن للسيطرة على مياه البحر الأحمر، وهى تدعمها بالأسلحة والأموال، والحقيقة أن هذا لن يضر اليمن وحدها، فإيران أيضا تستهدف خنق مصر والدول العربية، فمن الأهمية لمصر الاستفادة بشكل أفضل من البحر الأحمر وقناة السويس .
قطر لابد أن تعود لرشدها للحظيرة العربية وتصحح أفعالها، حتى لا تتساقط الدول العربية واحدة تلو الأخرى.
*
ولكن قطر تستمر فى أفعالها ضد مصلحة الأمة العربية وآخرها استضافة "الجزيرة" الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام وإطلاق تهديداته للإمارات والسعودية.. فما تعليقك؟** الحوثيين إمكاناتهم لا شئ، تهديداتهم لا تأثير لها على قوة العرب أو على قوة اليمن الشرعية، وهذا الهجوم نتيجة نجاح التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن ، ولكن لابد من محاسبة المسئول عن هذه التصريحات والترويج لها ، بلا شك أن هذه تصرفات لا تنم عن رجال دولة، فكيف تفتح قناتها أو تتحالف مع فئة غير شرعية تنتهك حقوق دولة أخرى شقيقة، هناك أفعال خاطئة غير مسئولة من الساسة فى قطر ولن يفيدها التحالف مع إيران التى تستهدف زعزعة استقرار الوحدة العربية، ويجب عليها احترام الأمة العربية، وهى بالطبع لن تؤثر على قوة الدول العربية، لكن قطر فى مأزق بسبب سياسات تميم الخاطئة، وستكون الخاسر الوحيد فى هذه الأزمة، ففى اليوم الأول للمقاطعة خسرت 8 مليار دولار فى البورصة البريطانية، وإذا استمرت ستلحق بها خسائر اقتصادية لا تتوقعها، هناك من يحاول تسييس قطر وأعنى إسرائيل وإيران لتخريب العالم العربى.
قطر مازالت الفرصة سانحة أمامها للاستقواء بالتحالف مع العرب إذا اعترفت بخطأها وعادت للأمة العربية فلتنظر وتقتاد بما فعله برزانى فمن هى قطر بدون العرب لا مساحة ولا قوة ولا اقتصاد، لكن التكبر لن يفيدها فلا مناص لها سوى الحضن العربى، عليها أن تنظر ما حدث للعراق وليبيا، وكانت إمكانياتهما أكبر من قطر فهم دول مصدرة للنفط ولديها عمق وعراقة وتاريخ، فلابد أن تقرأ جيدا تجارب هذه الدول لتعى وضعها وأنها لا شئ بدون الأمة العربية، لا قوة لها بدون دول الخليج.
محمد مارم
قال ملك البحرين لن نشارك فى قمة بها قطر فى تلميح لطردها من مجلس التعاون الخليجى.. هل تؤيده؟
** لابد من ممارسة كل الضغوط على قطر لإرجاعها لرشدها، ولكن نحن أسرة عربية واحدة وإذا شت فرد منها فالكبار يحاولون احتواءه ، فأنا لست مع البتر، و انا أرى أن وجود جسم غريب داخل المنطقة العربية أدى لتدهور الأمور وأقصد هنا "إسرائيل"، فلا ننكر أن استخدام الجزيرة منصة للتهديد الحوثى للعرب خطأ فادح لابد أن يحاسب المسئول عنه، ولكن لا نستأصل قطر كدولة فهى تصرفات تميم المسئول عنها بالدرجة الأولى، ولكن تميم لا يعنى قطر ككل، فنحن نعتز بالشعب القطرى، وهناك تقارب تاريخى بين الشعبين السعودى والقطرى، فإذا أصاب القيادة السياسية بقطر"ألزهايمر" فى أسلوب قيادتها كجزء من المفترض من الوطن العربى، لابد ألا يؤثر هذا على علاقاتنا بالشعب القطرى.
*هل تتفق مع الآراء التى أكدت محاولة قطر شراء الأصوات باليونسكو أثناء الانتخابات الماضية؟
** محتمل، خاصة أن هناك شبه حرب بين مصر والقيادة القطرية.
السفير فى جانب من الحوار
*ما تفسيركم لما حدث باليونسكو ..هل كان بالفعل من حاول التواصل مع القطريين بداخل المنظمة دبلوماسى يمنى وكيف تعاملتوا مع هذا الموقف؟
** السفارة على تواصل دائم بالخارجية اليمنية حول هذا الموضوع، ولكن حتى الآن لا يوجد معلومات واضحة حول الموقف، وهو شخص يدعى أحمد الصيادى و لم يكن دبلوماسيا لكنه موظف فى التربية والتعليم، وتم ترشيحه للحضور باليونسكو ممثلا للجانب الفنى التعليمى فقط وليس له أن يقحم نفسه فى الشأن الدبلوماسى، وجارى بحث الأمر بين وزارتى الخارجية والتربية والتعليم، حيث طالب وزير الخارجية وزارة التربية والتعليم برفع تقرير مفصل عن الواقعة ، والوزير أكد أنه إذا ثبت أنه قام بذلك سيتم عزله فورا فتوجه دولة اليمن واضح نحو مصر.
*ألا يتوجب على موظفى الدولة الرجوع للخارجية قبل اتخاذ أى خطوة دبلوماسية خاصة فى فترة شديدة الحساسية مثل انتخابات اليونسكو؟
** هذا الإجراء الطبيعى فى الظروف الاعتيادية، لكن اليمن تعانى من تشتت كبير فى مؤسسات الدولة، وتفتقر لآليات التواصل بالشكل اليسير كما يحدث بالبلدان المستقرة، وهذا ينتج عنه مشكلات كبيرة مثلما حدث فى موقف اليونسكو.
*هل ترى محاولات للوقيعة بين مصر واليمن؟
** نعم، بالتأكيد هناك محاولات لوضع شوائب فى العلاقات المصرية اليمنية، خاصة أن مصر تعضد اليمن والجماعات الداعمة للحوثيين هناك أفراد منهم بداخل مصر، وقد يعملوا على نشر الشائعات من وقت لآخر، ولكنها بالتأكيد لن تفلح مع العمق والترابط الموجود بين مصر واليمن.
*
ننتقل للأزمة اليمنية .. ما الجهود المستقبلية المرتقبة للمساعدة فى التوصل لحل الأزمة؟** السفارة تترجم رؤية الجمهورية اليمنية ولدينا مهمة أخرى تفرضها الأوضاع الحالية ونزوح اليمنيين من بلدهم بسبب انتهاكات الحوثيين، وهدفنا يتلخص فى دستور يحافظ على حق المواطن اليمنى، والرئيس عبد ربه منصور ترجم رؤيتنا فى مؤتمر الحوار الوطنى الشامل فى مارس 2015 بمشاركة 650 عضوا، وخرج بدستور يلبى مطالب الشعب اليمنى سلم للجنة صياغة الدستور، لإجراء الاستفتاء بالمرحلة الانتقالية، وانتخاب برلمان شرعى، لكن فى 21 سبتمبر 2015 عادت نفس الفئة لتنقلب على الدولة وسط مخاوف منها أن يطبق الدستور ويعود الاستقرار لليمن ووقتها تعزل خارجا.
محمد مارم فى حواره لليوم السابع
*
كيف تقيم الدور المصرى والعربى فى الأزمة اليمنية؟
* أود التقدم ببالغ الشكر والتقدير للدولة المصرية وقيادتها ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى على كل الدعم المقدم لليمنيين والاحترام الذى يلقاها المواطن اليمنى فى بلده الثانى مصر، ولدينا اتفاق جيد جدا مع الأمن الوطنى فيما يخص إجراءات الإقامة والدراسة وإن كنا نأمل فى المزيد من التسهيلات.
وأؤكد أن مصر والسعودية هما القوة الكبرى للوطن العربى، وكان لمصر موقف واضح ودور قوى منذ بداية الأزمة على المستوى الرسمى مع عدد من الدول العربية والإسلامية السعودية والإمارات والأردن والسودان فى الاتفاق على ضرورة إعادة الشرعية باليمن، بالإضافة أن مصر احتضنت الجالية اليمنية التى عانت التشتت بعد أزمة بلدهم.
وساعدت هذه الدول اليمن على نقل وترجمة موقفها للأمم المتحدة لاستعادة استقرار اليمن وبالفعل سارع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتبنى قرار رقم (2216) عام 2015، الذى نص على إخراج الحوثيين من كافة مؤسسات الدولة، و فرض عقوبات تمثلت فى تجميد أرصدة وحظر السفر للخارج، طالت زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى، وأحمد على عبد الله صالح نجل الرئيس السابق، والقائد السابق للحرس الجمهورى اليمنى، المتهمين بـ"تقويض السلام والأمن والاستقرار" فى اليمن، والتفت الدول العربية على هذا القرار لدعم شرعية اليمن.
* هل ترى أن دور الأمم المتحدة منقوص فى هذه الأزمة؟
** نعم، كان لها موقف بدا قويا فى بداية الأزمة، ولكن كان عليها استكمال ذلك بخطوات تكميلية أخرى، وحراك لتطبيق القرار الدولى الذى يحقق استقرار اليمن، ولا نعلم ما الذى يعيقها عن تطبيقه.
سفير اليمن
ما الذى تطلبه باسم اليمن من المجتمع العربى والدولى؟
* موقف أكثر قوة، فالموقف العربى كان قويا ومناسبا فى بداية الأزمة، ولكن بمرور الوقت الأمر يحتاج تغييرا، واتخاذ خطوات أكثر ردعا وحسما، والضغط لتطبيق القرار الأممى 2216، بشكل أكثر فاعلية، ولابد من حصار الحوثيين اقتصاديا، نحن لا نريد مزيدا من الدماء مثلما حدث فى عدن أو تعز.
*
ما تقييمك لمخرجات اجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان هيئات التحالف الذى عقد مؤخرا بالرياض؟** التقاء هذه القيادات بحد ذاته يبعث رسالة قوية للعالم، ونتائجه بشكل عام إيجابية، ولكن يجب تناول قضية اليمن بتفاصيلها الدقيقة للوصول لحل، فلابد من حراك سياسى حقيقى للسعودية والإمارات ومصر فى هذه الفترة حتى ننقذ اليمن.
محمد مارم
*هل من حلول تلوح فى الأفق للأزمة اليمنية؟
**طرحت فى السابق حلول كثيرة لكن التعنت الحوثي فى التفاوض أو قبولها يقوض تلك الجهود وكان آخرها المحاولات التى تمت فى الكويت لمدة 72 يوما، وهم للأسف يحاولون إضعاف الموقف الدولى والأطروحات تتم حاليًا فيما يتعلق بالأزمة على الصعيد الإنسانى الرئيس عبد ربه وحكومته يبذلون جهودًا كبيرة لإيصال المساعدات لليمنيين فى المناطق المحررة وغير المحررة، وحل لمشكلات الملحة خاصة أزمة الرواتب هم يستنزفون 57 مليار ريال شهريا تأتى من ميناء الحديدة المفترض توجه للخدمات والرواتب، لكن الحوثيين لا يدفعون الرواتب منذ 12 شهرا والسلطة الشرعية هى من تتحمل ذلك العبء، وتتواصل مع المجتمع الدولى لمحاولة إيجاد حلول لهذه الأزمات الإنسانية .
*هناك مبادرات عدة طرحت لحل أزمة اليمن أممية وعربية ..هل تراها كافية وأيهم ترجحه ؟
**أى مبادرة تأتى برؤية جديدة تخرج عن المرجعيات الأساسية فهى لا تقدم حلا حقيقيا للأزمة، وهذه المرجعيات هى لا يمكن أن تستقر اليمن بدونها وهى تتلخص فى تطبيق ثلاثة مبادئ رئيسية لإعادة الحوار مع الحوثيين وهى اتفاقية التسوية السياسية الخليجية فى 2011 وبناء عليها سلم على عبد الله صالح السلطة وأجريت انتخابات واليوم هو يتحد مع الحوثيين للسيطرة على السلطة مرة أخرى، ومخرجات الحوار الوطنى الذى أفرز المبادئ الدستورية الأساسية ، وتنفيذ القرار الأممى 2216.الذى يقر بضرورة تسليم كافة مؤسسات الدولة للسلطة الشرعية .
* وما مدى احتمالات نجاح مبادرة ولد الشيخ وقبول الحوثيين بها؟
** قد لا تجمع كل الآراء على جميع بنود المبادرة، والحوثيون لم يقبلوا بأى مبادرات وليس لهم رؤية، وعلى العالم العربى أن يعى أن السكوت على تمادى الأزمة سيدفع المنطقة لمشكلات كبيرة.
* على عبد الله صالح لديه عمق داحل الدولة اليمنية ..هل يمكن أن يكون لعلى عبد الله صالح دور فى المعادلة اليمنية الجديدة؟
** صالح ليس له عمق فى الشارع اليمنى بدليل أنه لجأ للتحالف مع الحوثيين بعد أن خرج اليمنيون فى 2011 ليعلنوا رفضهم له، فلن يمكن أن يكون جزءا من السلطة الشرعية فى اليمن.