ماجدة إبراهيم

حوار مع إرهابى!

السبت، 18 نوفمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم تكن المرة الأولى التى يحاور فيها إعلامى أو صحفى أحد الإرهابيين أو التكفريين الذين قاموا بعمليات إرهابية فى حق المجتمع سواء كانت عربية أو غربية.. فقد قام بها من قبل الإعلامى يسرى فودة فى برنامجة سرى للغاية، حيث قام بالذهاب إلى عقر دار القاعدة وأسامة بن لادن.
 
لكن ما فعله بالأمس القريب وبالتحديد يوم الخميس الماضى الإعلامى الكبير عماد الدين أديب على قناة الحياة مع الإرهابى لبيى الجنسية الذى كان شاهد عيان على عملية الواحات الأولى والعملية الثانية، لهو حقا خطوة جديدة فى فتح الأبواب المغلقة وتفنيد البراهين الواهية التى يرتكز عليها هؤلاء التكفيريون الذين لا يعرفون من الدين إلا أنهم على حق، وأن العالم من حولهم على باطل وكفر.
 
وأنهم هم وحدهم من يحمل شعله الإسلام ولهم الحق فى اتخاذ كل  التدابير من قتل وأسر وتدمير حتى تقام الخلافة الإسلامية التى لا يسعى إليها غيرهم وكأنهم قد جاءتهم تكليفات سماوية فى زمن انقطع فيه الوحى وتوقف نزول الأنبياء والرسل.
 
فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى قررت الأجهزة الأمنية إدارة حوار للتوصل لتفاهم ما بينها وبين الجماعات الإسلامية وقد أطلق على هذا الحوار ما يعرف «بالمراجعات الفكرية».
 
فى فكر كل هذه الجماعات التى تشعبت وانقسمت لعدد من الجماعات المتشددة.. واستطاع الحوار البناء والموضوعى التوصل إلى صيغة لحل الأزمة إلى حد كبير.. وتراجع وانحسار الإرهاب كثيرا.
 
والآن ونحن فى قمة المعمعة الإرهابية كان من المهم إجراء مثل هذه الحوارات الجدلية التى توضح للناس وأقصد هنا البسطاء من الشعب المصرى والعربى الأسلوب والنهج الذى يسير عليه هؤلاء التكفيريون الذى يستبيح دم الإنسان من أجل وهم اسمه الخلافة الإسلامية.. فهؤلاء ليسوا أهلا لرفع راية الإسلام ولا يملكون القدرة عن الدفاع عن كلمة الإسلام.
فالإسلام هو دين السلام والتسامح فكيف يدعو إلى قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق؟!
 
والحقيقة أن الإعلامى القدير عماد الدين أديب جعل التكفيرى الذى يدعى عبدالرحيم يبدو تافها أجوفا بلا عقيدة قوية ولا علم يمكنه من التحاور فقد ظهر كالقطيع يسير فى طريق مغمض العينين.. مغيب العقل والضمير وكل ما يهمه تنفيذ أوامر أمير جماعته أيا كانت هذه الأوامر.
 
أعتقد أن مثل هذه الحوارات تضىء الطريق أمام أصحاب النفوس الضعيفة التى مازالت مهتزة غير مستقرة وأقصد هنا المستهدفون من هذه الجماعات لاستقطابهم.
 
وأعتقد أن اتباع أسلوب الشفافية بين الأجهزة الأمنية فى عرض مشاهد المعارك بينها وبين هؤلاء الإرهابيين وعرض الأدلة والبراهين على عمليات تصفية هؤلاء القتلة يشفى غليل أمهات وأهالى الشهداء ويضع الأمور فى نصابها، فكثير من المتشككين فى قدرة الأجهزة الأمنية على محاربة هؤلاء المرتزقة يساعد على زعزعة الأمن الداخلى فى النفوس، ويقلل الثقة فى قدرة الدولة على حماية المواطن المصرى.
 
فنحن فى زمن كل المعلومات متاحة حتى ولو حاولت الدولة إخفاء بعض الأمور على الشعب فهذا لن يجدى.. لذلك محاولات الأجهزة الأمنية بتكليفات من السيد رئيس الجمهورية يعطى صورة صادقة لكيفية الأهتمام بعقل ومستوى إدراك المواطن المصرى.
 
فى نفس الوقت يضفى دفعا معنويا فى نفوس الضباط من الشرطة والجيش بأن ما يقدمونه لبلادهم مقدرا تقديرا كبيرا.
 
فعملية الواحات «2» التى قامت بها الأجهزة الأمنية لاستعادة أحد ضباطها الذى أخدته الجماعات التكفيرية رهينة لخير دليل أن الدولة بكل طاقتها ومقدراتها على قلب رجل واحد تسعى وراء هدف واحد كبير وهو القضاء على الإرهاب.. ذلك الإرهاب الذى نعانى منه فى منطقتنا العربية وخلفته حروب الفرقة والمصلحة ودعمه الغرب الذى يسعى لفرقتنا، ويسعى لبيع المزيد والمزيد من السلاح حتى تظل عجلة الحروب دائرة بلا نهاية.
 
ولأننى على يقين أن الحوار هو خير وسيلة للإقناع أو على الإقل إظهار العيوب والسلبيات لطرف ما.. وحتى ولو لم يحقق الحوار هدفه من إقناع المخطئ بالتراجع عن خطئه، فاعتقد أننا سوف نستفيد كثيرا لو أنقذنا من يحاول أو تسول له نفسه السير فى هذا التيار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة