رئيس الإنجيلية: 7 تحديات أمام الكنيسة.. ونشكر السيسى والمسلمين المعتدلين (صور)

السبت، 18 نوفمبر 2017 07:18 م
رئيس الإنجيلية: 7 تحديات أمام الكنيسة.. ونشكر السيسى والمسلمين المعتدلين (صور) جانب من الاحتفال
سارة علام - تصوير كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حصلت "اليوم السابع" على كلمة القس الدكتور أندرية زكى التى يلقيها بعد قليل فى الاحتفالية الكبرى بمرور ٥٠٠ سنة على الإصلاح الإنجيلى.

عدد زكى فى كلمته التحديات السبعة التى تواجه الكنيسة، ووجه الشكر للرئيس السيسى والمسلمين المعتدلين.

وإلى نص الكلمة:

فِى البِدايَةِ يُسعِدُنى أنْ أرحِّبَ بحَضَرَاتِكُم جَميعًا فى الاحتِفالِ الرَّسمى للطَّائفةِ الإنجيليَّةِ بمِصْرَ بمرُورِ خُمسمَائَةِ عَامٍ عَلَى الإصْلَاحِ الدِّينيّ.

لَقَد قَدَّمَ الإصْلاحُ الدِّينى حَرَكةً إصلاحيَّةً تهدِفُ إِلى تَجديدِ الفِكْرِ؛ فَكانَ فاتَحةَ التَّحوُّلِ باتِّجاهِ رؤيَةٍ حَدَاثيَّةٍ فى الثَّقافَةِ الأوروبيَّةِ، إِذْ مَهَّدَ لولادَةِ الحدَاثَةِ وظُهُورِ العَقلانيَّةِ، وصولاً إلى الحدَاثَةِ السِّيَاسِيَّةِ المتجسِّدَةِ فى الدِّيمقرَاطِيَّةِ وحُقوقِ الإنْسَانِ والتَّعدُّديَّةِ والمسَاوَاةْ، كذَلِكَ سَاهَمَ فى دَفْعِ أورُوبَّا نَحوَ الرَّأسمَاليَّةِ وميلادِ الدَّولةِ القَوميَّةْ، كَما أنَّهُ أبعَدَ القَدَاسَةَ عنِ السُّلطَةِ السِّياسيَّةِ.

إنَّ التَّأمُّلَ اللاهُوتى لعَمَليَّةِ الإصْلاحْ يَعودُ إلَى السَّيِّدِ المسِيحْ لَهُ المجْدْ؛ فالسَّيِّدُ المسِيحُ كَانَ مُصلِحًا ثَوْرِيًّا، فَلَقَد تَعَامَلَ مَع الكتَابِ المقدَّسِ فِى أيَّامِهِ (العَهْدِ القَدِيم) باحتِرَامٍ شَديدٍ؛ فهو لَم يغيِّرِ النَّصَّ المقدَّس، بَلْ أَعَادَ تَفسِيرَهُ بطَريقةٍ جَديدةٍ وخَلَّاقَةْ، مُؤكِّدًا أنَّهُ لَم يأتِ ليَنقُضَ النَّامُوسَ بل ليُكمِّلَهُ.

قدَّمَ السيِّدُ المسيحُ قِرَاءَاتٍ جديدةً وثوريَّةً للنَّصِّ المقدَّسِ غيَّرتِ التَّارِيخَ الإنسَانى بأكْمَلِه. وعَلَى نَفسِ المنْوَالِ، وبَعْدَ سَنَوَاتٍ كَثيرةٍ، جَاءَ مَارتنْ لُوثَر مُتَمَثِّلاً بسيده السيد المسِيحِ؛ فقَامَ بتَرْجَمَةِ الكِتَابِ المقَدَّسِ إلى الألمانِيَّةِ ليَجْعَلَ النَّصَّ المقدَّسَ مُتَاحًا للجَميعِ، وفَتَحَ بَابَ الاجْتِهَادِ الدِّينى مُؤكِّدًا على حُرِّيَّةِ التَّفسيرِ، وذَلِكَ فى إِطَارِ إِرْشَادِ الرُّوحِ القُدُسْ.

لَقَدِ ارتَبَطَ الإصْلَاحُ الدِّينى بالكِتابِ المقدَّسْ، مُؤكِّدًا عَلى سَمَاحَةِ وقدسية النَّصِّ ورَافِضًا جُمودَ التَّفسِيرِ، مُلتَزِمًا بالسِّياقِ ومُدرِكًا لِلَّحْظَةِ التَّاريخيَّةِ والثَّقَافَةِ السَّائِدَةْ. مِنْ هُنَا يُمكِنُنَا التَّأكيدُ عَلَى أنَّ الإصلَاحَ حَدَثٌ تاريخى لكلِّ زَمانٍ ومكانٍ، وعَمَلِيَّةٌ مستمرَّةٌ لا يُمكِنُ سَجْنُهَا فِى ثَقَافَةٍ مَا أَوْ زَمَنٍ مَا، لذَلِكَ أَصْبَحَ مِنَ الضَّرورى التَّأكيدُ عَلَى أهمِّيَّةِ دَوْرِ المصْلِحِينَ دُونَ أنْ نُقدِّسَهُم؛ فإنهم بَشَرٌ مِثلُنَا أَسْرَى الزَّمَانِ والمكَانِ الَّذِى تَحَدَّثُوا فِيهِ، وَعَلَى ذَلِكَ نُقَدِّرُ ونُثَمِّنُ دَوْرَهُمْ ونَحْتَفِلُ بِهُمْ.

جَاءَتْ حَرَكَةُ الإصْلَاحِ الدِّينى إلَى بِلَادِنَا مِنْ خِلَالِ ينَابِيعَ غَربيَّةٍ، إلَّا أنَّهَا اكتَسَبَتْ عَبْرَ تَاريخِهَا طَابعًا مَحَلِّيًّا مُتأصِّلًا مَكَّنَهَا مِنْ أَنْ تُصبِحَ جُزءًا طَبيعيًّا مِنْ هَذَا الشَّرْقِ، تَنْهَلَ مِنْهُ وتُسْهِمَ فِيهِ وتُغنِيه.

مَاذَا يَعنِى الإِصْلَاحُ بالنِّسبَةِ لَنَا اليَوْمْ؟ ومَا هِى التَّحدِّيَاتُ التِى تُواجِهُهَا الكَنيسَةُ اليَومْ؟

يَأتِى التَّحدِّى الأَوَّلُ مُتَمَثِّلًا فِى العَوْلَمَة، ففِى إِطَارِ تَناقُضَاتِها، أَصْبَحَ الاحتِمَاءُ بالهُويَّةِ أَمْرًا هَامًّا وضَروريًّا؛ فالنَّاسُ يَلجَأونَ إلى الاحتِمَاءِ بالعَقِيدَةِ فِى إِطَارِ الْمَجَالِ الدِّينيّ، وبالهُويَّةِ الفَرْعِيَّةِ فى إِطَارِ المجَالِ القَوْمِيّ.

فالعَوْلَمَةُ أَرَادَتْ تَنْمِيطَ البَشَرِ والعَوْدَةَ إِلى الخُصُوصِيَّةِ، أَصْبَحَتْ ظَاهِرَةً عَالَمِيَّةً، فِى هَذَا السِّيَاقِ، يَبرُزُ أَمَامَنَا هَذَا السُّؤالُ الهَامّ: كَيفَ تُوازِنُ الكَنِيسَةُ بَينَ الحفَاظِ عَلَى الثَّوَابِتِ والعَقِيدَةِ وفِى نَفْسِ الوَقْتِ تُركِّزُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّجديدِ والانفِتَاحِ وبِنَاءِ الجُسُورِ مَعَ الآخَرِينْ؟ هَذِهِ العَمَلِيَّةُ مِنَ الاتِّزَانِ ضَرُوريَّةٌ وهَامَّةٌ.

ان الكنيسة الانجيلية بطبيعتها هى كنيسة مصلحة وبها مساحة حقيقية من الرأى والرأى الاخر وإننا كمصلحين نرفض ارهاب الفكر وفى نفس الوقت نرفض محاكم التفتيش ولكننا ايضا ملتزمون بثوابتنا الانجيلية فإيماننا بعصمة الكتاب المقدس والخطية الاصلية والميلاد العذراوى ولاهوت المسيح وموته وقيامته وان الله هو الخالق وصاحب الكلمة الاولى والاخيرة فى الاحداث والزمن وغيرها من القضايا اللاهوتية هو ايمان ثابت.

التَّحدِّى الثَّانِى الَّذِى يُواجِهُ الكَنِيسَةَ اليَوْمَ هُوَ القُدْرَةُ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ الشَّبَابْ؛ فَعَلَيْنَا الاعْتِرَافُ بِأنَّ هُنَاكَ فَجْوَةً جِيْلِيَّةً ولُغَوِيَّةً، وَفَجْوَةً فِى القَنَاعَاتِ، لِذَا أَصْبَحَ مِنَ الضَّرُورى عُبورُ هَذِهِ الفَجَوَاتِ والوُصُولُ إِلَى أَرْضِيَّةٍ جَديدةٍ للتَّوَاصُلِ، فعلينا أن نشجع شبابنا للمشاركة والإبداع فالكثير من الشباب لديهم العقول المتميزة والقوة الإيجابية. 

كَمَا تُوَاجِهُ الكَنِيسَةُ اليَوْمَ تَحدِّيًا ثَالِثًا، أَلَا وَهُوَ رِسَالَتُهَا؛ فرِسَالَةُ الكَنِيسَةِ الأسَاسِيَّةُ هِى الدَّعْوَةُ للخَلَاصِ وجَذْبِ البَعيدِينَ عَنِ اللهْ إِلَى الإِيْمَانْ. لكنَّ الكَنيسَةَ مَدعُوَّةٌ أيضًا لمنَاصَرَةِ الفُقَرَاء وَأَنْ تَكُونَ صَوْتَ المظْلُومِين وَأَنْ تَبنِى الجُسُورَ مَعَ الآخَرْ، هَذِهِ العَمَلِيَّةُ الشَّامِلَةُ لِرِسَالَةِ الكَنِيسَةِ تَتَطَلَّبُ قُدْرَاتٍ إِبدَاعِيَّةً فِى قِرَاءَةِ الوَاقِعِ والتَّلاحُمِ مَعَ قَضَايَا النَّاسِ وَعَدَمِ فُقدَانِ الرِّسَالَةِ الخَلَاصِيَّةِ الأَسَاسِيَّةْ.

أَمَّا التَّحدِّى الرَّابِعُ فَهُوَ استِخْدَامُ وَسَائِلِ التَّواصُلِ الاجتِمَاعِيّ، وَفِى هَذَا الإِطَارِ نُؤكِّدُ عَلَى الأَهَمِّيَّةِ المطْلَقَةِ لحُرِّيَّةِ التَّعبِيرِ والتَّعدُّدِيَّةِ فِى الآرَاءِ، وضَرُورَةِ النَّقْدِ الذَّاتِى والموْضُوعِى الَّذِى يُسْهِمُ بشَكْلٍ كَبيرٍ فِى تَقَدُّمِ الكَنِيسَةْ، إِلَّا أَنَّ عَمَلِيَّةَ الفَبْرَكَة وتَقدِيمَ أنصَافِ الحَقَائِقِ وإِهَانَةَ الآخَرِ بحُجَّةِ حُرِّيَّةِ الرَّأي، وَأَنْ يَتَحَوَّلَ الظَّالِمُ إِلَى مَظْلُومْ والجَانِى إلَى ضَحِيَّةٍ، هَذِهِ العَمَلِيَّةُ مِنَ النَّحْرِ الإلِكْتِرُونِى تَحتَاجُ إِلَى وَقْفَةٍ. وَمَعَ ذَلِكَ فالفَضَاءُ الإِلِكْتِرُونِى أَصْبَحَ ضَرُوريًّا للمَعْرِفَةْ، ومَعَ أَنَّ الحُرِّيَّةَ غَيرَ المسْئُولَةِ تُسَبِّبُ قَلَقًا واضْطِرابًا، إِلَّا أَنَّ وَسَائِلَ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِى تُمثِّلُ مِسَاحَةً جَديدةً هَامَّةً لرِسَالَةِ الكَنِيسَةِ. لَا تَنَازُلَ عَنْ مِسَاحَاتِ الحُرِّيَّةِ.

يَتَمَثَّلُ التَّحدِّى الخَامِس فى المرْكَزِيَّةِ واللامَرْكَزِيَّةْ؛ فالعَلَاقَةُ بَيْنَ الكَنِيسَةِ المحلِّيَّةِ والمجْمَعِ أَوْ رِئَاسَةِ المذْهَبِ تَحْتَاجُ إِلَى تَوَازُن فِى الأدْوَارْ وخَلْقِ مِسَاحَاتٍ حَقيقيَّةٍ وجَديدةٍ؛ حَيثُ إِنَّ ارتِكَازَ السُّلْطَةِ فِى رِئَاسَةِ المذْهَبِ أَوِ المجْمَع، وَضَعْفَ أَدْوَارِ الكَنِيسَةِ المحَلِّيَّةِ يؤدِّى إِلى رَأسٍ مُتضَخِّمٍ وجَسَدٍ هَزيلْ، لِذَا فَإِنَّ إِعَادَةَ تَوزِيعِ الصَّلَاحِيَّاتِ الإدَارِيَّةِ والمالِيَّةِ وتحقِيقِ التَّوَازُنِ بَينَ المرْكَزِيَّةِ واللامَركَزِيَّةِ يُسَاهِمُ فِى تَفعِيلِ دَوْرِ الجمَاعَةِ وتَعظِيمِ تَأثِيرِهَا عَلَى المستَوَى المحَلِّى والعَامّ، ويُعَزِّزُ الدَّوْرَ المؤسَّسَاتِى للكَنِيسَةِ.

التَّحدِّى السَّادسُ الذِى يُواجِهُ الكَنِيسَةَ اليَوْمَ هُوَ العَلَاقَاتُ المسْكُونِيَّةُ، أَوِ العَلَاقَةُ مَعَ الكَنَائِسَ الأُخْرَى. والمتَابِعُ لِهَذَا الشَّأْنِ سَوْفَ يَجِدُ أَنَّ العَلاقَاتِ بَينَ الكَنَائِسَ فِى مِصْرَ تَطَوَّرَتْ بِشَكْلٍ إِيجَابِى خِلَالَ السَّنَوَاتِ الخمْسِ الماضِيَةْ، والَّتِى أَثمَرَتْ عَنْ إِنْشَاءِ مَجْلِسْ كَنَائِسْ مِصْرْ. اليَوْمْ، يَرغَبُ كَثِيرُونَ مِنَ المصْرِيّينَ المسِيحيِّينَ فِى وِحْدَةِ الكَنَائِسْ، وَهَذَا أَمْرٌ جَيِّدٌ وَرَائِعٌ. وَهُنَا نَحْنُ لَا نَتَحَدَّثُ عَنْ وِحْدَةٍ إِدَارِيَّةٍ بِقَدْرِ مَا نَتَحَدَّثُ عَنْ وِحْدَةِ الموَاقِفِ والرَّأيْ؛ فلِكُلِّ كَنيسةٍ عَقِيدَتُهَا وَنِظَامُهَا، وَمَعَ ذَلِكَ فَهُنَاكَ خَطَرٌ نَائِمٌ تُوقِظُهُ بَينَ الحِينِ والآخَر أَصْواتٌ مُتطرِّفةٌ تَسْخَرُ مِنْ عَقِيدَةِ الآخَرِ وَتُحَاوِلُ هَدْمَ هَذَا التَّوجُّهِ نَحْوَ المسْكُونِيَّةْ. وَفِى هَذَا الإِطَارِ نُؤَكِّدُ إيمَانَنَا بحَقِّ الاخْتِلَافْ.

التَّحدِّى السابع هو العَلَاقَةُ بَينَ الكَنيسَةِ والسِّيَاسَةِ، وهو ُيمثِّلُ أَيضًا تَحدِّيًا هَامًّا؛ فَفِى الوَقْتِ الذِى يَشْهَدُ تَوجُّهًا عَامًّا يَرَى بَأهَمِّيَّةِ عَدَمِ انخِرَاطِ المؤسَّسَاتِ الدِّينيَّةِ ومِنْهَا الكَنِيسَةْ فِى العَمَلِ السِّيَاسِيّ، يَرَى البَعضُ أَهمِّيَّةَ انشِغَالِ الكَنِيسَةِ بالشَّأْنِ العَامّ دُونَ التَّدَخُّلِ فِى العَمَلِ السِّيَاسِيّ؛ فتَشْجِيعُ النَّاسِ عَلَى المشَارَكَةِ فِى العَمَلِ العَامْ أَوِ الانتِخَابَاتْ هُوَ أَحَدُ مَحَاوِرِ الاهْتِمَامِ بالشَّأْنِ العَامْ، أَمَّا التَّدَخُّلُ فِى الانتِخَابَاتِ مَثَلًا، فهُوَ عَمَلٌ سِيَاسِى مُبَاشِرٌ، وَهُنَا فَإِنَّ الفَصْلَ بَيْنَ العَمَلِ السِّيَاسِى المبَاشِرِ والاهْتِمَامِ بالشَّأْنِ العَامْ، هُوَ تَحَدٍّ لَيْسَ سَهْلًا، وَلَكِنَّهُ ضَرُورَةٌ فِى ظِلِّ السِّيَاقِ المصْرِيّ.

هُنَاكَ العَديدُ مِنَ التَّحَدِّيَاتِ التى يُمكِنُ رَصْدُهَا والحدِيثُ عَنْهَا، لَكِنَّنِى آثَرْتُ تَقدِيمَ هَذِهِ النَّمَاذِجِ القَليلةِ حِرْصًا عَلَى الوَقْتْ. إلَّا أنَّ التَّحدِّيَاتِ الأُخْرَى والكَثِيرَةَ الَّتِى تُواجِهُ الكَنِيسَةَ لَيْسَتْ أَقَلَّ أَهَمِّيَّةً مِمَّا ذَكَرْت.

أَوَدُّ أَنْ أَختِمَ حَديثى بتقْدِيمِ الشُّكْرِ والتَّقْدِيرِ لإِخْوَتِنَا المسْلِمِينَ الَّذِينَ أَظْهَرُوا تَمَاسُكًا حَقِيقِيًّا مَعَنَا وَلَاسِيِّمَا بَعْدَ ثَوْرَتِى يَنَاير وَيونيَه، تَجَلَّى هَذَا التَّمَاسُكْ فِى الموَاقِفِ المتعَدِّدَةْ والجَادَّةِ مِنَ المثَقَّفِينَ المصْرِيّينَ فِى مُوَاجَهَةِ أَحْدَاثِ التَّوتُّرَاتِ الدِّينيَّةِ، وكَذَلِكَ فِى تَوَجُّهِ الموَاطِنِ العَادِيّ، الَّذِى اعْتَبَرَ اللُّحْمَةَ الوَطَنِيَّةَ أَمْنًا قَوْمِيًّا، وهُنَا نَحنُ لَا نُنْكِرُ أَوْ نَتَنَاسَى وُجُودَ بَعْضِ المتَطَرِّفِينَ الذِينَ لَا يُريدُونَ الخيرَ لَنَا ولبِلَادِنَا ويَسْعَوْنَ بانتِظَامٍ إِلَى دَفْعِ التَّوتُّرَاتِ الدِّينيَّةِ عَلَى السَّاحَةِ، لكِنَّ مَا نُؤكِّدُ عَلَيْهِ هُوَ أَنَّ الموَاقِفَ المشرِّفَة للنخبة و العَامَّةِ هِى رَصيدُ وطننا العزيز مصر الغالية. 

كَمَا أتَوَجَّهُ بالشُّكْرِ للدَّوْلَةِ المصْرِيَّةِ، وَعَلَى رَأْسِهَا سِيَادَةِ الرَّئيسْ عَبْدِ الفَتَّاحِ السِّيسِي، الَّذِى يَسْعَى بقوة إِلَى دَعْمِ الموَاطَنَةِ وتَحقِيقِ التَّعايُشْ.

 الاصلاح الحقيقى لا يحدث إلا إذا قام كل شخص بتطوير خدمته المحلية اى ان كانت هذه الخدمة كبيرة او صغيرة فى قرية نائية او فى كنيسة كبيرة او فى مركز إداري، لا يمكن لشخص ان يدعو للإصلاح وهو بأبسط الكلمات لا يقوم بمسئولياته الأولية التى أوكلت اليه، ان الإصلاح بيداء عندما يقوم كل شخص بدوره فى موقعه أولا.

إنَّ الإصْلاحَ الحقيقى هُوَ الَّذِى يُدرِكُ أَهمِّيَّةَ البِنَاءِ وَلَا يَعرِفُ التَّدْمِيرَ للماضى ولا القَهْرَ للمُغَايِر؛ إِنَّهُ القُدْرَةُ الملهِمَةُ الدَّافِعَةُ للتَّجدِيدِ، والمشَجِّعَةُ للمُبَادَرَاتِ الفَرْدِيَّةِ والملتَزِمَةُ بالعَمَلِ الجمَاعيّ.

 


 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة