لم يُجدِ المنع نفعًا مع أى سلعة لها جمهور منذ أن وطئت قدم الإنسان سطح الأرض، بدليل أن القتل والمخدرات لم ينتهيا من العالم لمجرد أن عقوبتهما الإعدام، والفتوى الشاذة ليس أقل خطورة من الأغنيات المبتذلة والأفلام الهابطة، والقبح والإفتاء بجهل، فى العموم أصبحتا سلعتان رائجتين فى الشارع المصرى، وصار «الكلام الأبيح» لغة للمزاح بعد أن كان خروجًا عن المشاعر والأدب فى لحظات الغضب، فهل ساهمت كل مظاهر الحضارة والمدنية التى يعيشها الناس الآن فى تحسين أخلاقهم أو تخفيف تطرف بعضهم؟.. وليس أسوأ حالًا من أمة تبحث عن انطلاقة نحو المستقبل، إلا أن تترك ما فى يديها وتنشغل فجأة بفتاة رخيصة تتعرى، أو فنانة شهيرة تمزح على قدر ثقافتها، ستقول لى، إن الدين والفن أيضا من أداوت بناء الأمم، أنت على حق، ولكن ليس بالمنع والمطاردة والتنافس بين المؤسسات الدينية فى منح التصاريح للمفتين، علينا فقط أن نترك للسلعة الجيدة مهمة طرد البضاعة الفاسدة.