تزخر محافظة الإسكندرية بالعديد من المزارات السياحة الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، لتحتضن بين جنباتها أهم الأماكن الأثرية الدينية، ليس على مستوى المحافظة أو مصر فقط بل على مستوى العالم أجمع.
المرسى أبو العباس
"المرسى أبو العباس" من مقبرة "باب البحر" إلى أشهر مسجد فى المدينة
يعد مسجد المرسى أبو العباس أحد أقدم وأشهر المساجد التى بنيت فى الإسكندرية، حيث يشتهر بقبابه المميزة الشكل، وهو من أهم ما يميز منطقة بحرى، حيث يعد من أهم المقاصد السياحة الدينية الإسلامية، خاصة وقت إقامة مولد " المرسى أبو العباس" الذى يقام فى شهر يوليو من كل عام وتقيم الطرق الصوفية به احتفالات كبرى تتضمن مسيرات احتفالية تجوب الشوارع المحيطة، وتمتلئ ساحة المسجد بالزغاريد والأجواء الاحتفالية والزائرين من مريدو الشيخ المرسى أبو العباس، كما يعد المسجد هو المكان الرئيسى لإقامة الاحتفالات الدينية الرسمية بحضور قيادات وزارة الأوقاف والقيادات التنفيذية بالمحافظة.
ويعود تاريخ المسجد إلى عصور إسلامية قديمة، حيث يضم المسجد ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى، الذى يتصل نسبه بالصحابى سعد بن عبادة، حيث كانت تعرف تلك المنطقة قديما بإسم مقبرة " باب البحر" ، و قد عرفت الجبانة بهذا الاسم نسبة إلى موقعها خارج هذا الباب جهة الشمال، فيما بين مينائى الإسكندرية الشرقى والغربى، حيث شبه جزيرة الفنار، وكان هذا الجزء من شبه الجزيرة والذى يتوازى مع أرض المدينة الحديثة مخصص فقط لمقابر المسلمين.
وتتضح هذه المقابر على خرائط علماء الحملة الفرنسية بواسطة خطوط صغيرة سوداء وممتلئة المدافن الخاصة بالعائلات، وتشكل أضرحة من الرخام الأبيض أو الحجر الجيرى، وبنيت فى بساطة تتفاوت درجة تزيينها بالرسوم والكتابات، وتعرف أيضًا هذه المقبرة "بقرافة الجزيرة"، وقد أطلق الرحالة على هذه المقبرة اسم "مقبرة الإسكندرية" لكثرة من دفنوا بها من أعلام المدينة وعلمائها وشيوخها، ومنهم أحد أعلام التجار السكندريين وهو "محمد بن عبد اللطيف البرلسى السكندرى"؛ المتوفى عام 881هـ (1476م)، وأخيرا أبو العباس المرسى المتوفى عام 685هـ 1287م الذى أطلق اسمة على المسجد الشهير.
ومؤخرا تقدمت منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية، بطلب إلى اللجنة الدائمة للآثار، لتسجيل المسجد كأحد الآثار الإسلامية بمحافظة الإسكندرية، خاصة أنة يقع بجوار قلعة قايتباى، أحد أهم الآثار الإسلامية بمحافظة الإسكندرية، كما يتميز المسجد بطراز معمارى مميز، يعبر عن تراث الفن الإسلامى، بالإضافة إلى أن مقبرة "باب البحر" تعد من التراث الإسلامى بالمحافظة.
قلعة قايتباى
قلعة قايتباى: شاهد على التاريخ وأهم أثر إسلامى فى المدينة
تعد قلعة قايتباى والتى تقع فى أقصى غرب الإسكندرية من أهم المقاصد السياحية بالإسكندرية، نظرا لأهميتها التاريخية، وساحة قلعة قايتباى الممتدة خارج أسوار مبنى القلعة الرئيسى تعد من أهم مقاصد الزوار والوافدين.
وتنتشر بمنطقة ساحة القلعة الممتدة حتى كورنيش الإسكندرية، بمنطقة بحرى، جميع مظاهر البهجة التى تشتهر بها تلك المنطقة، حيث يوجد بمدخل القلعةعربات " الحنطور" القديمة بشكلها المميز وعجلاتها الملونة، وسائقوها يدعون السائحين والوافدين للتنزه بها على كورنيش الإسكندرية، على وعد بقضاء وقت ممتع ورحلة فريدة من نوعها، بالإضافة إلى الهدايا التذكارية التى يأتى معظمها من كائنات بحرية غريبة تم تجفيفها، وتستقبل القلعة فى الإجازات ما يقرب من 20 ألف زائر.
أما بجوار القلعة وفى منطقة بحرى فيوجد مرسى القوارب الشهير، الخاص بتأجير القوارب الصغيرة، والتى تسع لشخص أو شخصين، وهى قوارب النزهة، بالإضافة إلى اليخوت الكبرى داخل ساحة القلعة والتى تسع أكثر من 10 أفراد، وتعد من أجمل الرحلات التنزهية فى الإسكندرية خاصة فى الأيام ذات الجو المعتدل.
دير مارمينا
دير مارمينا غرب الإسكندرية.. اليونيسكو " تضع منطقة أبو مينا ضمن قائمة التراث العالمى
يعد الدير القديم للقديس مارمينا والذى يقع فى مدينة برج العرب غرب الإسكندرية بمنطقة كينج مريوط، ويبعد نحو 50 كم من المدينة، هو أحد المناطق الأثرية الهامة فى العالم، إذ تم تسجيل منطقة دير مارمينا الأثرية فى سجل أهم المناطق الأثرية بمنظمة اليونيسكو، ليكون المنطقة الوحيدة المسجلة فى المنظمة العالمية بمحافظة الإسكندرية، حيث وجهت منظمة اليونسكو عام 1979 عناية خاصة بمنطقة "أبو مينا الأثرية"، وأقرتها ضمن الـ57 منطقة فى العالم كتراث إنسانى، يجب العناية به والمحافظة عليه عالميًا، وقد أصدرت بهذا الصدد كتابًا عام 1982، يتضمن وصفًا موجزًا لكل من هذه الـ57 منطقة كتسجيل تاريخى لحضارة الإنسان، إلا أنه مؤخرا تم وضع منطقة آثار " أبو مينا " فى القائمة الحمراء لأكثر المناطق المهددة فى العالم، بسبب غرق المنطقة الأثرية بالمياه الجوفية.
يتم حاليا رفع كفاءة المنطقة الاثرية مرة أخرى بعد إزالة التعديات عن المنطقة، وتركيب طرمبات لشفط المياه الجوفية، من قبر القديس مارمينا وإعادة ترميم المنطقة الأثرية وإعادة افتتاحها للزيارة مرة أخرى قريبا.
أما دير "مارمينا العجائبى" الجديد فهو يعد أحد أهم الأديرة الأثرية والسياحية بمحافظة الإسكندرية، وقد وضع البابا كيرلس السادس حجر أساس دير الشهيد مارمينا العجائبى بمريوط، وأعاد إحياء المنطقة فى 27 نوفمبر 1959، بمناسبة الاحتفالات الخاصة بذكرى استشهاد القديس مارمينا والذى يوافق 15 هاتور من الشهور القبطية.
الكنيسة المرقسية ونقوش أثرية
الكنيسة " المرقسية وسط الإسكندرية تعد أول كنيسة تم إنشائها فى أفريقيا
تعد الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بمنطقة محطة الرمل، هى أول كنيسة أُسست فى قارة أفريقيا بالكامل، وتعتبر أحد أهم أماكن السياحة الدينية بعروس البحر الأبيض المتوسط.
أنشئت بمنزل صانع أحذية مصرى يدعى "أنيانوس" وهو أول المؤمنين بالمسيحية، وقد حول منزله إلى كنيسة، لتكون بمثابة أول كنيسة بقارة أفريقيا وانتشر منها الإيمان المسيحى إلى باقى الدول الإفريقية.
وقد سميت الكنيسة المرقسية نسبة إلى القديس مارمرقس، الذى جاء إلى الإسكندرية عام 61 م، حيث بشر أهلها بالمسيحية مؤسسًا كرسى الإسكندرية الرسولى المعروف باسم الكنيسة القبطية، لذلك يدعى البطريرك باسم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
منطقة أبو مينا الأثرية
ويوجد بالكنيسة حاليا مقر رأس القديس مارمرقس ولكن أباء الكنيسة القدماء قاموا بسد السرداب بكتلة خرسانية كبرى، خوفًا على رأس القديس مرقس من السرقة، خاصة بعد محاولات متكررة والتى نجح بحارة من فينسيا فى القرن التاسع فى سرقة جسد القديس المتواجد حاليًا داخل كاتدرائية ضخمة فى إيطاليا بمدينة البندقية، ويعد أحد أهم مزارات السياحة الدينية بها ويحظى بتقديس وإقبال كبير على زيارة مزار جسد القديس.
كما يوجد بالكنيسة بها مقبرة أثرية، تقع فى وسط الكنيسة من الناحية الجنوبية، وتضم رفات الآباء البطاركة للكرسى البابوى فى الألفية الأولى الميلادية، وقد تم تدوين أسمائهم على لوحة رخامية باللغات القبطية والعربية والإنجليزية، وبها أيضا عدد من الأيقونات الأثرية بالكنيسة، حيث يوجد بها 4 أيقونات من الموزاييك من تصميم الفنان القبطى "إيزاك فانوس"، كما يوجد بالمدخل أيقونتان أثريتان للسيد المسيح والسيدة العذراء وقد تمت تغطيتها بالذهب والفضة.
من جهة أخرى يوجد بالكنيسة الكرسى البابوى الأثرى الذى جلس علية العديد من بابوات الإسكندرية فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ومنهم البابا كيرلس الخامس أطول من جلس على الكرسى البابوى لمدة 52 عامًا و9 أشهر وخلال سنوات التطوير تم الاحتفاظ بحامل الأيقونات الرخامى والكرسى البابوى والأيقونات الأثرية بالكنيسة، ونقل الأعمدة الرخامية التى ترتكز عليها الكنيسة إلى المدخل.
وحاليا تعد الكنيسة واحدة من أضخم الكنائس فى أفريقيا والشرق الأوسط إذ تسع نحو 1200 مصلى جلوسًا، ونحو 1500 مصلى آخرين وقوفًا، كما انة ملحق بها المقر البابوى الجديد، ومسرح يستخدم لعرض الأعمال الفنية الدينية الهامة من كافة كنائس الإسكندرية، وتستقبل عددًا كبيرًا من الزيارات الدينية من كافة أنحاء العالم والزيارات الرسمية لسفراء وقناصل الدول الأجنبية.
مبنى قلعة قايتباى
المسجد يتميز بطراز معمارى فريد
مسجد المرسى أبو العباس
الاحتفال بأحد الأعياد داخل الكنيسة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة