سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على استغلال ملاك شقق فى برج "ترامب "الفاخر فى بنما للقيام بعمليات غسيل أموال غير قانونية، رغم أنهم لا يسكنون فيها.
وأضافت الصحيفة أن برج ترامب وفندق ترامب أوشن كلوب انترناشونال عبارة عن ناطحة سحاب مكونة من 70 طابقا على شكل شراع. وافتتح هذا المشروع الذى يعد أول فندق لدونالد ترامب، الرئيس الأمريكى، على الساحة الدولية، فى عام 2011، وهو مزيج من الوحدات السكنية، وغرف الفنادق وكازينو. وتعد ناطحة السحاب واحدة من أطول البنيات فى أمريكا اللاتينية، واستطاع رجل الأعمال الأمريكى الشهير أن يحقق مكاسب تقدر بـ13.9 مليون دولار فى صورة رسوم إدارية وغيرها خلال السنوات الثلاث الماضية.
برج ترامب فى بنما
ورغم أن هذا البرج يعد شهادة مشرقة على مدى دهاء الرئيس الأمريكى التجارى، إلا أن هناك أمرا غريبا يحدث فى الليل فى هذا البرج عندما يخفت صخب الشوارع وتغلق الشركات بالمبنى، فكثيرون ممن اشتروا شقق لم يستخدموها كمكان للسكن وإنما لغسيل الأموال، مثل أموال العصابات الروسية والتهريب والمخدرات.
وقال تحقيق مشترك بين "رويترز" وشبكة "إن بى سى" الإخبارية إلى جانب تقرير لمؤسسة "جلوبال ويتنس" غير الهادفة للربح إن ناطحة سحاب تحمل اسم "ترامب" كانت له علاقة بالجريمة المنظمة الدولية.
وتناولت التقارير بالتفصيل كيف أعطى رجل الأعمال ترامب المشروع لابنته إيفانكا حتى تكتسب منه خبرة عقارية، وكيف وجدت هذه التقارير مجموعة من الشخصيات المتهمين بالاحتيال والفساد والاختطاف.
وخلصت منظمة "جلوبال ويتنس" أن ترامب ربما لم يقصد أن يسهل النشاط الإجرامى ولكن برج بنما الذى يملكه "ربط" بين مصالحه المالية وبين محتالين، موضحة أن "ترامب لم يفعل شيئا يذكر لمنع ذلك، والواضح هو أن عائدات الاتجار بالمخدرات لدى الكولومبيين تم غسلها من خلال نادى ترامب اوشن كلوب وأن دونالد ترامب كان واحدا من المستفيدين".
وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد ما يدل على أن منظمة ترامب أو أعضاء عائلة ترامب كسروا القانون أو عرفوا الخلفيات الإجرامية لبعض وسطاء البرج والمشترين والمستثمرين.
وقد أحال البيت الأبيض وإيفانكا ترامب طلبات التعليق على هذا التقرير إلى منظمة ترامب التى أصدرت بيانا بدورها تؤكد عدم مسئوليتها عن البرج.
وقال البيان "لم تكن منظمة ترامب المالك أو المطور أو البائع لمشروع ترامب أوشن كلوب بنما، ونظرا لدورها المحدود، فإن الشركة لم تكن مسئولة عن تمويل المشروع ولم تشارك في بيع وحدات أو التعامل مع أى وسطاء عقاريين".
واعتبرت صحيفة "الجارديان" أن هذه الرواية ربما تكون صحيحة –الخاصة بعدم مسئولية منظمة ترامب عن البرج- مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى فاز فى انتخابات العام الماضى على وعد بتجفيف منابع الفساد فى واشنطن وبناء جدار لمنع المخدرات والمهاجرين غير المرغوب فيهم. ويبحث روبرت مولر، المحامى الخاص الذى يحقق فى التأثير الروسى فى الانتخابات، فى التعاملات التجارية لترامب.
وأوضحت أن ترامب أعار اسمه لبرج بنما ولكنه لم يمارس أى نوع من الرقابة الإدارية على بناء البرج ولم يكن تحت أي التزام قانوني مباشر للاجتهاد للتأكد من الأشخاص الآخرين المعنيين.
لكن آرثر ميدلميس المحامي السابق المساعد لمنطقة مانهاتن والرئيس السابق لبرنامج جي بي مورغان العالمي لمكافحة الفساد قال لرويترز إنه نظرا لأن بنما "ينظر إليها على أنها فاسدة للغاية"، فإن أي شخص يعمل في مجال الأعمال التجارية عليه أن يبذل العناية الواجبة للتأكد من سجل المتعاونين في قطاع الأعمال، وإذا لم يفعلوا ذلك، فهناك مخاطرة محتملة فى القانون الأمريكى بأن يكونوا عرضة لتحمل المسئولية لأنهم تغاضوا عن المخالفات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة