نجح 435 شابًا وفتاة فى القرى الواقعة على ضفاف بحيرة البردويل بشمال سيناء فى كسر حاجز البطالة بامتهان حرف جديدة خاصة بمستلزمات صيد الأسماك، وهى النشاط الرئيسى لسكان تلك المناطق.
الشباب تراوحت أعمارهم بين 18 وبين 29 عامًا، منهم خريجون وآخرون لم تسعفهم الظروف لتلقى العلم، خضعوا لدورات تدريبية مكثفة استمرت لنحو عام ممولة من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ونفذتها جمعية أهلية قائمة على خدمة الصيادين "جمعية كنوز البردويل"، تحت اسم "كنوز سيناء لتأهيل وتشغيل الشباب"، وتضمنت تعليمهم مهارة تصنيع شباك الصيد، وإصلاح وصيانة معدات الصيد، وتصنيع منتجات قائمة على الأسماك، والاستزراع السمكى وفقًا للطرق العلمية الحديثة.
وقال المهندس سامى الهوارى، رئيس مجلس إدارة الجمعية القائمة على تنفيذ مشروع تدريب الشباب، إنه فى فبراير 2016 تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية المنفذة، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة، بمقر وزارة التعاون الدولى لدعم الصيادين ببحيرة البردويل بشمال سيناء، وهذا بعد زيارة الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى لشمال سيناء وبرفقتها ممثلو الصناديق العربية ومنها الصندوق السعودى للتنمية، وتم دعم 10 من الصيادين بمواتير وشباك صيد، وعدد 5 من أبناء الصيادين بمشروع سيارة ربع نقل، ومن هذا المنطلق ولطلب شباب الصيادين بتدريبات إضافية أوسع وأشمل، تخص المهن المرتبطة بالصيد وافق جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على دعم الجمعية لتدريب 435 شابا وفتاة من أبناء الصيادين من سن 18 حتى 29 عامًا.
وأوضح "الهوارى"، أن المشروع استهدف فئة أصبحت بلا عمل من أبناء مجتمع الصيادين ببحيرة البردويل، مشيرًا إلى أن بحيرة البردويل مصدر رئيسى من مصادر الدخل لدى الشباب بشمال سيناء سواء كانت فرص العمل مباشرة أو غير مباشرة وظهرت مشكلة البطالة بشكل واضح فى زيادة أعداد الشباب الخريجين من أبناء الصيادين حيث إن البحيرة مساحتها 165 ألف فدان، ويعمل بها 1128 مركب صيد، ومتوسط عدد الصيادين حوالى 3000 صياد، وتم وقف التراخيص الجديده للعمل بالبحيرة لجهد الصيد العالى بها وللحفاظ على المخزون السمكى ويوجد أيضًا فترة منع الصيد بالبردويل لمدة 4 أشهورا من كل عام.
فكان التشجيع للشباب على التدرب والتأهيل حسب البيئة التى يقطنون بها وتحفيزهم على الاستفادة من خبرتهم وذويهم فى مجالات الصيد المختلفة من خلال التأهيل لهم كرواد أعمال لبدء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، وحصولهم على التأهيل الفنى والإداري، وتنمية فرص التدريب فى مجال الاستزراع السمكي، ومواجهة مشكلة البطالة بين مجتمع الصيادين ببحيرة البردويل خلال فترة المنع للصيادين، وهى فترة غلق بحيرة البردويل سنويا لمدة 4 أشهر بدون أى مصدر رزق لأسرهم.
وأشار إلى أن التأهيل تم بدورة تدريبية متكاملة تتضمنت 29 دورة مهن حرفية خاصة بالصيد، و29 دورة تنمية مهارات، و29 دورة ريادة أعمال، وشارك فى تدريب الشباب، متخصصون أكاديميون من كلية الثروة السمكية بجامعة السويس، ومن كبرى شركات إنتاج معدات الصيد، وقسم البحوث والمصايد ببحيرة البردويل.
وأوضح أن من أهم البرامج التدريبية للشباب كانت على تفصيل وتركيب وصيانة شباك الصيد البحرى، وتقشير وتعبئة وتغليف الجمبرى و الأسماك البحرية، وصيانة وإصلاح مواتير الصيد البحرية، والاستزراع السمكى إلى جانب برامج المهارات الحياتية والسلوكية، واستهدفت تقدير الاحتياج المجتمعى نظرًا لاحتواء المنطقة على شباب الصيادين ممن لم يحصلوا فى الغالب على قسط كافٍ من التعليم أو التدريب وتم إعدادهم بمهارات الاتصال الفعال، وفن الإقناع ولغة الجسد، والتفاوض، وبناء فريق العمل الفعال، ومهارة إدارة الوقت، برامج ريادة الأعمال الخاصة بإدارة المشروعات الصغيرة بهدف صناعة رجل أعمال صغير ناجح يستطيع أن يدير مشروعه الخاص.
من الشباب الذين نجحوا فى كسر حاجز البطالة بفتح ورشة إصلاح لمعدات الصيد، سليم سليم سلامة، من أبناء قرية سالمانة، قال إنه تم تدريبه على إصلاح وصيانة ماكينات الصيد، حتى أصبح يجيدها ونال ثقة الصيادين ممن يلجأون إليه لإصلاح معداتهم، لافتًا إلى أنه عشق مهنته رغم أنه لم يحصل من العلم إلا على شهادة "محو أمية "، وأصبحت تدر عليه دخلا مناسبا يكفى أسرته الصغيرة وطفليه "مى ومحمد".
وقالت خلود مصبح، إحدى السيدات اللواتى خضن تجربة التدريب فى قريتها "سالمانة"، ثم بدأت مشروعها، إنها تم تدريبها على طرق "تقشير وتعبئة وتغليف الجمبرى والأسماك البحرية"، وأصبحت تقوم بعمل وتصنيع هذه المنتجات فى منزلها، واستطاعت أن تحقق دخلا يصل لنحو 1300 جنيه شهريًا، يساعدها فى مواجهة أعباء الحياة.
وأضاف طاهر شهير، أحد الشباب المتدربين من قرية التلول على ساحل بحيرة البردويل، أنه لم تمنعه ظروف إعاقة السمع والكلام أن يشارك فى تدريب "تفصيل وإصلاح شباك الصيد البحرية" ضمن أنشطة مشروع كنوز سيناء لتأهيل وتشغيل الشباب، وحاليًا يقوم بنفسه، بتفصيل شباك صيد السمك لمجموعة من المراكب البحرية فى القرية ويحقق دخلا يصل لنحو 1400 جنيه شهريًا.
وقال الشاب منصور أبو شله، إنه تدرب على نسج شباك الصيد، وتعتبر مهنة مهمة لتحقيق دخل مناسب خصوصًا أن حاجة الصيادين متواصلة لتجديد شباكهم.
وأضاف أحمد سلمى، أحد الشباب، أنه استطاع أن يطور عمله فى إنتاج "غزل" الصيادين بما يناسب طبيعة الصيد فى بحيرة البردويل لافتًا إلى أن بحيرة البردويل يحتاج الصيد فيها لنوعيات جيدة من الشباك بجودة تصنيع عالية.
وبدوره أوضح المهندس سليمان العمارى، رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بشمال سيناء، أن دعم الجهاز للمشروع بهدف تنمية قدرات الشباب فى إيجاد بدائل غير تقليدية فى إقامة مشروعات جديدة تحقق لهم دخلا مناسبا، وكانت تجربة تأهيل شباب الصيادين من التجارب المميزة.
تدريب الشباب
أعمال التدريب
المهندس سامى الهوارى
أحد المتدربين
تدريب على المعدات
شاب فى مشروعة
إصلاح معدات
تصنيع منتجات
أعمال الصيد
استزراع سمكى
تدريب
تصنيع الشباك
نسج شباك
ورشة عمل