بتحركات يسودها الارتباك ترفع دوائر الأمن والاستخبارات فى الدول الأوروبية حالة التأهب مع اقتراب احتفالات رأس السنة، وسط احتمالات مرتفعة بشن هجمات إرهابية من قبل تنظيم داعش الذى أطلق قبل أيام سلسلة من التهديدات المتنوعة توعد خلالها الأوروبيين بـ"كريسماس دامى".
وتعهد التنظيم الإرهابى منتصف الأسبوع الماضى بأن تتحول احتفالات الكريسماس فى القارة الأوروبية لـ"برك دماء"، رداً على ما تكبده التنظيم من هزائم على يد قوات التحالف الدولى الذى يضم جيوشاً أوروبية، بخلاف الجيوش العربية فى سوريا والعراق.
القلق ينتاب أجهزة الأمن الأوروبية قبل احتفالات الكريسماس
وفى صور نشرتها وسائل إعلام عالمية من بينها قناة "فوكس نيوز"، ظهر أحد عناصر تنظيم داعش ملثماً أثناء قيادتها سيارة ويظهر عبر زجاجها مبنى كنيسة الفاتيكان، ودون أسفل الصورة "انتظروا الكريسماس الدامى". كما ظهر مقطع فيديو بثته منصات على الانترنت تابعة للتنظيم يمزق خلاله أحد العناصر صورة البابا فرانسيس ويكسرون الصليب وتماثيل للسيد المسيح والسيدة العذراء.
التهديدات التى أطلقها داعش على مدار الأسبوع الماضى، قابلتها الدول الأوروبية على محمل الجد، فى ظل موجة الهروب التى لجأ إليها التنظيم من ميادين القتال فى سوريا والعراق، وعودة المقاتلين الأجانب فى صفوف داعش إلى بلدانهم الأصلية، وإقدام بعضهم على مدار الأشهر القليلة الماضية على تنفيذ عمليات بالفعل ما بين طعن ودهس وإطلاق نار منفرد.
وقال المفوض الأوروبى للهجرة والشئون الداخلية ديمتريس افراموبولوس للصحفيين، إن هناك مخاوف من وقوع هجمات إرهابية محتملة خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة، ومن الضرورى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأماكن العامة.
وقال افراموبولوس فى تصريحات نشرتها وسائل إعلام أوروبية مساء أمس إن هذه المخاطر منتشرة فى جميع أنحاء العالم ولا تتوقف فقط على أوروبا وتوجد أيضا فى أمريكا، ويجب اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة لمنعها، موضحاً أن فترة الأعياد دائما ما يحدث فيها هجمات إرهابية ويجب أن نتوخى الحذر وأن نستعد لمواجهتها.
داعش يوسع رقعة أهدافه بعد هزيمته فى سوريا والعراق
المخاوف الأوروبية عززتها واشنطن بتحذير أطلقته وزارة الخارجية الأمريكية لمواطنيها الذين يعتزمون السفر إلى دول القارة العجوز فى فترة الاحتفالات. وطالبت الوزارة مواطنيها بتوخى الحذر خلال تواجدهم فى تلك الدول نظراً لتزايد التهديدات الأمنية هناك، مشيرة إلى أن صلاحية التحذير تنتهى فى 31 يناير 2018.
وتشمل قائمة التحذير التى أطلقتها الخارجية الأمريكية دولاً من بينها فرنسا وروسيا والسويد والمملكة المتحدة واسبانيا وفنلندا"، ولا تشمل ألمانيا أو بلجيكا، على الرغم من أن هذه البلدان عانت من الهجمات إرهابية فى السنوات الأخيرة.
وقالت الوزارة إن الإرهابين يستمروا فى استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب بما فى ذلك الأسلحة النارية والمتفجرات، واستخدام المركبات والأسلحة الحادة التى يصعب من خلالها كشف أى هجوم.
بدوره حذر الخبير الأمنى بول كروكشينك، المختص فى ملف الإرهاب والتنظيمات المتطرفة بشبكة "سى إن إن" الأمريكية، من تنوع الأساليب التى يلجأ إليها تنظيم داعش الإرهابى، قائلاً إن أسلوب الدهس ينتشر بشكل سريع بين عناصر التنظيم كأحد العمليات المباغتة غير المتوقعة.
أحد عناصر داعش فى مقطع فيديو
وأضاف بحسب ما نشرته الشبكة الأمريكية إن داعش يعتقد أن عمليات الدهس وسيلة ناجحة لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا وجذب انتباه وسائل الاعلام، كما أنه يرى فى هذا الأسلوب خيارا سهلا لأنه لا يحتاج إلا إلى استئجار سيارة ما يجعل من الصعب جدا توفير حماية ضد عمل من هذا النوع".
وتوقع الخبير الأمنى الأمريكى رؤية المزيد من هذه الهجمات التى قال إن داعش "يفضلها بشدة ويحض عناصره عليها، فقد سبق أن وجّه دعوة لمناصريه لشن عمليات مماثلة فى أمريكا قبل عام من الزمن" وفق قوله.
