فى تطور متلاحق للأوضاع فى زيمبابوى، ما بين مظاهرات شعبية مؤيدة لقادة الجيش، وتصريحات متضاربة حول سيناريوهات حل الأزمة، خلال ما يزيد عن 72 ساعة من تحركات الجيش للاستيلاء على السلطة، وما أعقبه من احتجاز الرئيس روبرت موجابى ووضعه قيد الإقامة الجبرية، أعلن الحزب الحاكم فى زيمبابوى (زانو بى إف) إقالة الرئيس روبرت موجابى من رئاسة الحزب وتعيين نائب الرئيس السابق إيمرسون منانجاجوا رئيسا جديدا له، وقال مصدر فى الحزب، إن جريس موجابى زوجة الرئيس فصلت أيضا من الحزب الحاكم.
اجتماع الحزب الحاكم
وكانت اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الوطنى الأفريقى الزيمبابوى/الجبهة الوطنية الحاكم فى زيمبابوى (زانو إف بى)، قد اجتمعت صباح اليوم، للموافقة على عزل رئيس البلاد روبرت موجابى، والذى يحكم البلاد منذ عام 1980.
ويأتى هذا الاجتماع بعد 4 أيام من سيطرة الجيش على السلطة، رافضا وصف ما حدث بالانقلاب، حيث كان موجابى مصرا على إكمال فترة الرئاسية، واصفا ما يحدث بأنه «انقلاب على الشرعية»، ولكن نجحت المظاهرات الشعبية إلى جانب حملة الاعتقالات التى طالت عددا من المسئولين فى الحكومة والحزب الحاكم، وموقف رابطة الشباب لحزب "الاتحاد الوطنى الأفريقى لزيمبابوى-الجبهة الشعبية" (زانو-الجبهة الشعبية) الحاكم فى زيمبابوى، فى إقالة موجابى وهزيمته .
ابن موجابى يستفز الشعب
وفى ظل تأزم وضع موجابى يأتى نجله، شاتونجا بيلارمين موجابى، ليضيف أزمة جديدة بمقطع فيديو يظهر فيه وهو يسكب زجاجة شمبانيا على ساعة يده التى تقدر بنحو 60 ألف دولار، وذلك بحسب موقع «news 24»، الجنوب أفريقى، خلال سهرة مع أخوه روبرت وأصدقائه فى ملهى ليلى فى ساندتون بجنوب أفريقيا، وذلك فى استفزاز واضح لمشاعر الشعب الزيمبابوى الذى يعانى أكثر من 70% منه شدة الفقر، وعلق على الفيديو قائلا: «حصلت على ساعة بـ60 ألف دولار، لأن والدى يحكم البلد كله».
إرادة الشعب تهزم موجابى
وسبق إعلان الإقالة تجمع عشرات الآلاف من سكان زيمبابوى وخرجوا إلى شوارع العاصمة هرارى للاحتفال بالإقالة المتوقعة لرئيس البلاد روبرت موجابى، وهتف المشاركون فى المسيرة: "إذهب، إذهب، يا جنرالنا" و"لا لسلالة موغابى الحاكمة"، ومن جهتها أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء بأن مسيرة التضامن مع أعمال جيش زيمبابوى جرت فى هرارى.
وكانت صحيفة "ذا هيرالد" الحكومية الرئيسية فى زيمبابوى قالت سابقا، إن حزب الاتحاد الوطنى الأفريقى الزيمبابوى/الجبهة الوطنية الحاكم، دعا الرئيس روبرت موجابى للاستقالة وذلك بعد سيطرة الجيش على السلطة، وقالت الصحيفة، إن فروع الحزب الحاكم فى كل الأقاليم الـ10 فى زيمبابوى التقت ودعت أيضا جريس زوجة موغابى للاستقالة من الحزب.
ومن جانب آخر ظهر تغييرًا أخر مفاجئ على الساحة تمثل فى تحول موقف حزب الاتحاد الوطنى الأفريقى الزيمبابوى "الجبهة الوطنية الحاكمة"، بزعامة زوجة موجابى، من الأزمة، فبعدما كان يصف تحركات الجيش بأنها "خيانة"، عاد مؤخرًا بموقف مغاير تمامًا، دعا فيه الرئيس روبرت موجابى، إلى الاستقالة، وتلك الدعوة كافية لتؤكد انهيار سلطة الزعيم الطاعن فى السن بعد سيطرة الجيش على السلطة.
لم يكتف الحزب الحاكم فى زيمبابوى، بمطالبة الرئيس موجابى، بضرورة الاستقالة من منصبه، بل اجتمعت أفرع الحزب الحاكم فى كل الأقاليم العشرة فى زيمبابوى، ودعت أيضًا "جريس موجابى"، زوجة الرئيس، للاستقالة من الحزب.
دعم إقليمى للشعب الزيمبابوى
وبالخروج قليلًا من الداخل الزيمبابوى، لتقييم الأزمة من منطلق ردود الفعل الإقليمية والعالمية، كان أول تأييدًا لتحركات الجيش فى زيمبابوى، من قبل رئيس كوت ديفوار، الحسن واتارا، الذى قال: "الوقت قد حان بالنسبة لـ"موجابى"، من أجل تسليم السلطة لجيل جديد".
كما قال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، إن المنطقة الأفريقية تدعم "شعب زيمبابوي"، فى تصريح جاء بعد سيطرة الجيش على الحكم فى البلد، وعلى الصعيد العالمى دعا وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، خلال لقائه وزراء خارجية أفارقة، إلى ضرورة العودة السريعة للحكم المدنى، فى زيمبابوى، مؤكدًا على أن الفرصة مواتية أمام هرارى، لكى تضع نفسها على مسار جديد، يجب أن يتضمن انتخابات ديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان".
ومع كل الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية اضطر رئيس زيمبابوى، المشهود له من أقرانه بدوره الهام والمؤثر فى مقاومة الاستعمار، للرضوخ وتسليم السلطة لإجراء انتخابات ديمقراطية، مقابل الخروج الأمن من الأزمة السياسية الطاحنة التى تمر بها البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة