أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

أيام تنظيم الحمدين باتت معدودة

الخميس، 02 نوفمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل التقديرات تشير إلى أن سقوط تنظيم الحمدين فى قطر بات مسألة وقت، وأن الأمر قد يستغرق أسابيع أو ربما بضعة أشهر، لكن النهاية باتت قريبة، خاصة أن كل الأحداث والتداعيات تدلل على أن نظام تميم بن حمد بات قاب قوسين أو أدنى من الرحيل، وهو ما يؤكده ارتباك النظام فى تصرفاته وتعاملاته الخارجية، حتى فى تعامله مع الإعلام الدولى فى محاولة للظهور بشكل المتماسك جاءت نتيجتها سلبية، فقد فشل عراب الخراب، حمد بن جاسم، أحد أركان تنظيم الحمدين، فى إنقاذ وجه تميم، بل إن ظهوره على شاشة تليفزيون قطر ربما عجل من الأحداث، وهو ما ظهر على سبيل المثال من ردة فعل البحرين، التى طالبت بتجميد عضوية قطر فى مجلس التعاون الخليجى، والتأكيد على أن المملكة لن تحضر أى قمة أو اجتماع يحضره مندوب عن الدوحة.
 
فشل حمد بن جاسم فى مد أمد تنظيم الحمدين، بل إن ظهوره تحول إلى نذير شؤم على بقية أعضاء وأركان التنظيم الإرهابى المتحكم فى قطر حاليا، كما فشل تميم فى حشد التعاطف الدولى، فقد كان ظهوره فى إحدى الشبكات الإخبارية الأمريكية نقطة تحول جوهرية ضده وضد نظامه، خاصة أنه ظهر مرتبكا، وكشف للجميع أنه لا يملك من أمره شيئا، وأن السلطة الفعلية ليست فى يده وإنما فى يد والده حمد بن خليفة، وعمه حمد بن جاسم، ووالدته موزة بنت ناصر آل مسند، ووفقا لما تردد فى الأوساط السياسية أن الارتباك ظهر على تميم فى حواره مع شبكة «cbs»، وهو الحوار الذى كان محددا أن يتم إجراؤه لمدة 40 دقيقة، وبالفعل تم تصوير اللقاء، لكن فجأة تدخل مستشارو تميم وطلبوا من القناة إلغاء إذاعة الحوار، لأن تميم ظهر خلاله مهزوزا ومهزوما، ولأن القناة سبق وأعلنت عن الحوار، فتم التوصل إلى اتفاق باختصار مدته إلى 20 دقيقة ثم إلى 6 دقائق فقط لدرجة أنه تم تفريغه من محتواه وبدا الحوار غير مطابق للأسئلة.
 
الارتباك القطرى زاد بسبب الأنباء المؤكدة التى ترددت فى الأوساط السياسية والدبلوماسية حول نية الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» إلغاء إسناد تنظيم كأس العالم 2022 لقطر، بسبب دعمها للإرهاب، وأيضا لتورط شخصيات قطرية فى قضايا فساد كروية، فضلا عن التحقيقات التى يجريها «فيفا» فى فضائح الرشوة الخاصة بفوز قطر بتنظيم كأس العالم، أخذا فى الاعتبار أن سحب تنظيم البطولة من قطر سيمثل ضربة قوية لتنظيم الحمدين داخليا وخارجيا.
 
ويضاف إلى ذلك، القرارات الأخيرة التى اتخذتها البحرين بفرض تأشيرة دخول على «المواطنين القطريين والمقيمين» فى قطر، فبموجب اتفاقيات مجلس التعاون الخليجى، يحق لمواطنى الدول الست الأعضاء فيه زيارة البلدان الأخرى فى المجلس دون الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، وهو ما كان ينطبق على الوضع بين الدوحة والمنامة، لكن عاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمر الثلاثاء الماضى بـ«فرض تأشيرة دخول إلى المملكة على مواطنى قطر والمقيمين فيها»، فى إطار «تشديد إجراءات الدخول والإقامة فى مملكة البحرين لتتماشى مع المقتضيات الأمنية الراهنة».
 
وجاء هذا القرار بعد يوم من دعوة وزير خارجية البحرين خالد بن حمد آل خليفة إلى تجميد عضوية قطر فى مجلس التعاون الخليجى حتى تستجيب لمطالب الرباعى العربى «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، وهى الدعوة التى تلاها اتهام الملك حمد لقطر بتقويض أمن دول مجلس التعاون الخليجى، وقوله فى جلسة الحكومة الأسبوعية: «طالما استمرت قطر على هذا النهج فإنه يتعذر على مملكة البحرين حضور أى قمة أو اجتماع خليجى تحضره قطر ما لم تصحح من نهجها وتعود إلى رشدها وتستجيب لمطالب الدول التى عانت منها الكثير».
 
كل ذلك يؤكد حالة الارتباك المسيطرة على تنظيم الحمدين، والتى كان من نتاجها حالة الاعتقالات والإجراءات القمعية التى تمارسها الدوحة ضد الشخصيات المعارضة لنظامه، رغم أنها تستخدم أسلوب المعارضة السلمية، ولم تلجأ أبداً لما يتبعه تميم من خلال دعم الميليشيات الإرهابية المسلحة فى الدول العربية، وربما نتذكر التهديد الذى أطلقه أحد مستشارى تميم قبل عدة أيام بأنه إذا خرجت بعض القبائل القطرية الرافضة لنهج النظام سوف تباد بالكيماوى.
 
وجاء هذا التهديد بعد أيام من اقتحام قوات القمع الإرهابية فى قطر قصر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى فى الدوحة، ومداهمة وحدات قوات أمن الدولة المكونة من 15 عنصرا القصر، ومصادرة نحو 137 حقيبة وعدد من الخزائن الحديدية تحوى جميع وثائق ومقتنيات الشيخ سلطان، وكذلك الأرشيف الضخم لوالده سحيم بن حمد آل ثانى وزير الخارجية السابق الذى يشكل ثروة معلوماتية وسياسية رفيعة القيمة، ويمثل تسجيلا دقيقا لتاريخ قطر وأحداثها الداخلية منذ الستينيات حتى وفاته عام 1985، فضلاً عن اقتحام الغرفة الخاصة للشيخة منى الدوسرى، أرملة الشيخ سحيم ووالدة الشيخ سلطان، وكذلك تجميد حسابات الشيخ القطرى عبدالله بن على آل ثانى بعد أن نجحت وساطته مع السعودية فى إيفاد الحجيج القطريين، وسطع نجمه ولقب ببديل تميم وارتفعت شعبيته، حيث عمل النظام على استهدافه، وأيضا سحب الجنسية من شيوخ قبائل معارضة للحكومة، حيث قررت السلطات القطرية سحب الجنسية عن شيخ قبيلة آل مرة المعارضة للحكومة ونحو 50 من أفراد أسرتهم، ومصادرة أموالهم.
 
كل هذه الإجراءات والتصرفات من نظام تميم تؤكد أنه يشعر بأن نهايته باتت قريبة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة