منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافى أنفقت قطر ملايين الدولارات على الميليشيات فى ليبيا، وذلك لخلق كتائب مسلحة تكون فى مواجهة أى محاولة لبناء جيش ليبى قوى يحمى البلاد.
وعقب إطلاق المشير خليفة حفتر لعملية عسكرية فى الشرق الليبى والإعلان عن البدء فى تشكيل جيش وطنى ليبى، بدأت القيادة القطرية ممثلة فى أمير قطر السابق ونجله تميم بن حمد فى تشكيل كيانات مسلحة موحدة تقاتل تحت راية واحدة، ووفرت الدوحة المال والسلاح ومعسكرات التدريب للكتائب المسلحة التى أطلقت عملية "البنيان المرصوص" بذريعة محاربة داعش فى سرت، وهى الحرب المزعومة التى كانت مدعومة بطيران أمريكى دمر المدينة الأهم فى ليبيا وسط صمت دولى.
وتكشفت طبيعة العلاقات بين قطر وقادة الكتائب المسلحة التى أطلقت مسمى عملية "البنيان المرصوص" فى الغرب الليبى، وذلك عقب إعلان متحدث باسم القوات - تتبع المجلس الرئاسى الليبى - محمد الغصرى، عن تدريب 500 عنصرا من الكتائب المسلحة فى الدوحة بدعم كامل من تميم بن حمد.
التحركات الخبيثة التى تقودها قطر بتحريك تلك الميليشيات تهدف لضرب أى محاولات لبناء جيش وطنى ليبى، إضافة لشن حرب إعلامية عبر القنوات التى تتبع تلك الميليشيات على دول الجوار الليبى التى تدعم الجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتروج قناة الجزيرة القطرية وعدد من الأذرع الإعلامية التابعة لقطر فى ليبيا، وفى مقدمتها قنوات الرائد والتناصح والنبأ لأكاذيب وإدعاءات حول تورط دول عربية فى شن غارات جوية على مدينة درنة التى تقع فى الشرق الليبى، وهى الإدعاءات التى فندتها العديد من الدول الداعمة للجيش الليبى، وفى مقدمتها مصر.
وتستضيف الدوحة عشرات الطلاب العسكريين التابعين لـ"البنيان المرصوص" وتوفر لهم معسكرات التدريب والغطاء الإعلامى والسياسى، ويتم تربية الطلاب على أسس إيديولوجية ضيقة بعيدًا عن فكر الوطن والدولة الوطنية الموحدة.
ورصدت القوات المسلحة الليبية هبوط طائرات قطرية خاصة فى غرب وجنوب ليبيا محملة بالأسلحة لدعم الكتائب والميليشيات التى تقاتل تحت راية "البنيان المرصوص" فى الغرب الليبى والتى ارتكبت العديد من الجرائم البشعة فى البلاد من سحل وتنكيل بجثث ضحايا الجيش الليبى فى عملياتهم الإرهابية.
وتزامنًا مع الاجتماعات التى تجرى بين عسكريين ليبيين ووفد من القيادة العامة للجيش الليبى فى القاهرة، دفعت قطر بأحد القيادات العسكرية للتطاول على الدول العربية الداعمة للجيش الوطنى الليبى وفى مقدمتها مصر والإمارات والسعودية، وذلك بهدف إفشال أى محاولات لتوحيد المؤسسة العسكرية فى ليبيا، وهو التحرك الذى سيفشل الطموح القطرى بإحداث الفوضى ومواجهة بناء جيش وطنى موحد.
تصريحات القيادى فى إحدى الكتائب المنضوية، تحت راية عملية البنيان المرصوص "محمد القنيدى"، والتى هدد خلالها مصر والإمارات والسعودية بشن عمليات عسكرية ردا على مزاعم وإدعاءات روجتها وسائل إعلام مدعومة من تميم بن حمد بأن تلك الدول تتدخل عسكريا فى ليبيا ، وهى المزاعم التى فندها مضمون بيان وزارة الخارجية المصرية بإدانة القصف الذى تعرضت له مدينة درنة يوم الاثنين الماضى بأشد العبارات، والذى أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين أبرياء، وقدمت مصر التعازى لأسر وأهالى الضحايا، وللقيادات السياسية والشعبية الليبية.
بدورها تقدمت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بأحر التعازى والمواساة لأسر الشهداء الذين ارتقوا نتيجة عمل إرهابى من قبل الإرهابيين فى ضواحى مدينة درنة الشرقية.
ونفت القيادة العامة للجيش الليبى على لسان المتحدث العسكرى أحمد المسمارى، فى بيان صحفى، أول أمس الثلاثاء، قيام أى من طائراتها بغارة جوية فى المنطقة ساعة وقوع الهجوم الإرهابى، كما أمرت القيادة العامة للجيش الليبى بفتح تحقيق فنى فى الواقعة.
وبالرغم من تصنيف عدد من الكيانات الإعلامية المدعومة من تميم بن حمد فى ليبيا لترويجها للفكر المتطرف، إلا أن المؤسسات ذاتها تروج لأكاذيب وشائعات إلى يومنا هذا، وتروج للفكر المتطرف الداعم للفكر الإيديولوجى على حساب الدولة الوطنية الموحدة، وتسعى الأذرع الإعلامية التابعة لتميم بن حمد إفشال جهود القاهرة فى توحيد مؤسسة الجيش الوطنى الليبى لمكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار فى البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة