زار أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الإثنين، العاصمة اللبنانية بيروت فى زيارة عمل هامة للمشاركة فى افتتاح أعمال الاجتماع الثالث والعشرين لآلية الأمم المتحدة للتنسيق الإقليمى، والذى تستضيفه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لغربى آسيا (الإسكوا)، كما شملت الزيارة مقابلة كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برى.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، إن أبو الغيط ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الذى عقد بالإسكوا نوه فى إطارها إلى أن عملية التنمية فى الوطن العربى تشهد تحديات مختلفة ترتبط بالدرجة الأولى بالظروف الاستثنائية التى تمر بها المنطقة، خاصة فى ضوء النزاعات المسلحة التى عاشتها عدة دول عربية على مدار السنوات الأخيرة والتى كبدت العالم العربى خسائر اقتصادية كبيرة تجسدت فى اتساع الفجوة الغذائية وتزايد معدلات الفقر والشح المائى، مشيرًا إلى أن الأمر يستدعى الأخذ بإصلاحات جذرية حقيقية فى مجالات العمل التنموى وإصلاح الاختلالات الجوهرية فى البنى الاقتصادية والتنموية فى العالم العربى، بما يُؤْمِن الاستثمار المتوازن للموارد وتحقيق الرخاء الاقتصادى والاجتماعى للأجيال القادمة.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية، على أن الجامعة العربية ليست مؤسسة معنية بالسياسة فقط، بل أن لها مهام أخرى لا تقل أهمية، وذلك فى ضوء كونها المؤسسة الجامعة لمجمل النشاط العربى فى مختلف أوجه التنمية كالاقتصاد والشئون الاجتماعية والصحة والتعليم والبيئة والسكان وغير ذلك من الموضوعات الحيوية ذات الاتصال الوثيق بحياة المواطن العربى، وأن الجامعة تمثل الوعاء الحاضن لكل الجهود المخلصة التى تبذل على صعيد التنسيق بين المؤسسات العربية العاملة فى كافة هذه المجالات، وأنها تعمل أيضا فى ذات الوقت كحلقة وصل بين الجهات الرسمية العربية والمنظمات الإقليمية والدولية المنخرطة فى العمل التنموى.
وأوضح الوزير المفوض محمود عفيفى، أن الأمين العام التقى على هامش الاجتماع بالدكتور محمد على الحكيم، وكيل سكرتير عام الأمم المتحدة والأمين التنفيذى الإسكوا، فى لقاء شهد تناول كيفية العمل على تدعيم التعاون والمشاركات بين جامعة الدول العربية وهيئات ووكالات الأمم المتحدة العاملة فى المنطقة العربية من أجل تنفيذ برامج ومبادرات جديدة فى مجالات تخدم أولويات دول وشعوب المنطقة، خاصة فى المجال التنموى، على غرار مجالات الأمن العذائى وتأمين إمدادات المياه وسياسات الهجرة ومجالات العمل الاقتصادى والاجتماعى الأخرى.
من ناحية أخرى، أشار المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، إلى أن أبوالغيط بحث مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب آخر تطورات الوضع السياسى الداخلى فى لبنان بعد استقالة رئيس الحكومة السيد سعد الحريرى والاتصالات الجارية فى هذا الشأن، إضافة إلى مستجدات الوضع العربى، خاصة فى ضوء النتائج التى أسفر عنها الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية والذى عقد أمس 19 نوفمبر الجارى وصدر عنه مشروع قرار بشأن التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية الدول العربية.
وأوضح الوزير المفوض محمود عفيفى، أن الأمين العام حرص على أن يؤكد فى هذا الإطار أن القرار العربى الصادر أمس الأحد، لا يسعى إلى استهداف لبنان، خاصة وأن كل الدول الأعضاء تدرك تماما خصوصية الوضع اللبنانى ودقة التركيبة اللبنانية، وأن موضوع القرار الأساسى هو السلوك الإيرانى العدوانى فى المنطقة. وأضاف الأمين العام أنه يدرك تعقيدات المشهد اللبنانى الحالى ويرى من المفيد والمهم أن يتحاور اللبنانيون حول شواغل أشقائهم العرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة