كشفت روسيا عن مخطط أمريكا لإفشال جهود مصر الكبيرة فى إتمام المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، والتى تؤكد على دور مصر الرائد فى المنطقة والذى لا بديل عنه فى توحيد صفوف العرب.
وفى هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت التعامل مرة أخرى بمعايير مزدوجة فى السياسة الخارجية، مما عرقل البيان الصحفى الصادر عن مجلس الأمن الدولى دعما للاتفاق المتعلق باستعادة الوحدة الفلسطينية.
وأوضحت الخارجية الروسية فى بيان لها أنه فى يوم 16 نوفمبر منع وفد الولايات المتحدة الأمريكية فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع بيان روسى مصرى مقترح للصحافة لإنهاء الانقسام الفلسطينى وإعلان الاتفاق الذى وقع فى القاهرة يوم 12 أكتوبر، حيث بذل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى جهود كبيرة لتحقيق ذلك.
وأشار الوفد الأمريكى إلى أن سبب منع البيان هو "عدم اليقين من تنفيذ الاتفاق"، وأكدت وزارة الخارجية الروسية "أن هذا مثالا آخر على ازدواجية معايير السياسة الخارجية الامريكية".
من جانبه، قال صلاح أبوختلة، القيادي بحركة فتح، إن اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال الأسبوع الجاري سيكون فرصة تاريخية لإتمام المصالحة بصورة متكاملة.
وأوضح "أبوختلة"، في مداخلة هاتفية لبرنامج "رأى عام" مع الإعلامى عمرو عبدالحميد، على قناة "tEN"، مساء الأحد، أن "رسالة محمد دحلان بخصوص المصالحة لكل الأطراف، ومن سيقوم بتعطيل والمرواغة في المصالحة سيتحمل المسؤولية أمام الشعب الفلسطينى".
وأكد أن "العقوبات لم ترفع عن قطاع غزة منذ المصالحة، وهناك حالة من المرواغة من البعض بخصوص المصالحة، مما أدى إلى تسرب الإحباط للشعب الفلسطينى، ونأمل فى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، ووضع تصور سياسى للوضع فى فلسطين بعد المصالحة".
وقال الدكتور مصطفى البرغوثى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن اجتماع المصالحة الموسع والذى سيعقد فى القاهرة بمشاركة جميع القوى السياسية الفلسطينية، يمكن أن يمثل فرصة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية المفقودة.
وأضاف البرغوثى - فى بيان له - "وإذا تحققت الوحدة فإن أهم هدف للمصالحة سيتحقق وهو تقوية البنيان التحررى الفلسطينى وتعظيم قدرته فى وجه محاولات تصفية القضية الوطنية الفلسطينية وسيمثل ذلك مدخلا لتعديل ميزان القوى المختل لصالح الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال ومنظومة الأبارتهايد العنصرية التى أنشأها والتقدم على طريق تحقيق الحرية والتحرر والاستقلال ومن شأن ذلك تحقيق الهدف الثانى وهو استعادة الشعب الفلسطينى للديموقراطية المفقودة، ولحقه الطبيعى فى انتخاب ممثليه وقادته، وما يعنيه ذلك من استعادة لمبدأ فصل السلطات وإعادة وجود مجلس تشريعى، أو برلمان دولة، قوى وفعال، وتكريس استقلال القضاء وإعادة بناء النظام السياسى الفلسطينى بما يضمن ديموقراطيته وشرعيته التمثيلية وفتح الطريق لسياسات اقتصادية واجتماعية تركز على دعم الصمود الوطنى على الأرض فى مواجهة الاستعمار الاستيطانى والحركة الصهيونية".
وأضاف البرغوثى: "أنه ذا انجزت المصالحة فسنكون كفلسطينيين قادرين على تقديم نموذج متقدم لكل المحيط العربى بإرساء مبدأ الشراكة والتشارك، والتعددية السياسية على أسس ديموقراطية".
يذكر أنه يوم 12 أكتوبر فى القاهرة، تم توقيع اتفاقا على المصالحة النهائية بين حركة فتح فى الضفة الغربية وحماس فى قطاع غزة، ووفقا للترتيبات، سيتولى مجلس الوفاق الوطنى السلطة الكاملة في جميع الأراضى الفلسطينية فى موعد أقصاه 1 ديسمبر. وبالإضافة إلى ذلك، فقد اتفق الطرفان على نقل المعبر الوحيد على الحدود بين مصر وغزة فى رفح للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة