أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف توقعت رواية "زرايب العبيد" ببيع مهاجرين فى ليبيا

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 06:57 ص
كيف توقعت رواية "زرايب العبيد" ببيع مهاجرين فى ليبيا رواية زرايب العبيد
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما يميز فن الرواية هو تحليله لخطوط الواقع بعمق، ما يجعلها تتوقع أحداثا قبل وقوعها، أو تتناول قضايا لم تثر الضجة فى وقتها لكنها مع مرور الوقت تكون سبقت الأحداث والواقع فى الحديث عنها.

الأمر يتشابه مع رواية "زرايب العبيد" للكاتبة الروائية الليبية نجوى بن شتوان، الصادرة فى عام 2016، عن دار الساقى للنشر ببيروت، وبين واقعة بيع علنية للمهاجرين ليصبحوا عبيداً فى ليبيا.

ورغم أن الرواية تدور أحداثها فى إطار تاريخى يرجع لعهد الدولة العثمانية، إلا أنها تناولت موضوع العبيد، التى ظهر الآن فى الجماهيرية الليبية بعدما بثت شبكة "CNN" الأخبارية الأمريكية، تحقيقاً استقصائياً صادماً عن تجارة الرق فى ليبيا والمعاناة الإنسانية التى يعيشها المهاجرون العالقون فى ليبيا، بعد فشلهم فى العبور إلى أوروبا.

وبحسب موقع "العربية" فاعتمد التقرير على مقاطع مصورة بطريقة سرية، أظهرت سوقاً لبيع البشر عبر مزاد علنى لبيع المهاجرين، لاستخدامهم كعمال أو مزارعين، والصدمة كانت بيع شخصين خلال دقائق قليلة، بألف ومئتى دينار ليبى، أى أقل من ثلاثمائة دولار، ويتم هذا وسط أجواء طبيعية وكأن سكان هذه المنطقة اعتادوا هذا المشهد المروع.

أما رواية الكاتبة نجوى بين شتوان، وبحسب قراءة نشرها موقع "الإمارات اليوم"، فتنتصر، لشخصيات مجهولة، لا تكتفى بمجرد فصل العبودية الأخير، بل تذهب إلى ما وراء ذلك: من أين جُلب أولئك المستعبدين؟ وما محطاتهم المختلفة: رحلة الأنين فى الصحارى، والسوط الذى يجلد ظهور فتيات فى العاشرة، وحرّاس القوافل الذين يبخلون بقطرة ماء على العبيد ويتركونهم ليموتوا ظمأى وسط رمال ملتهبة، ومن يعتدون على شرف بنات فى عمر الورد، وتؤرخ الرواية كذلك لتسلسل بعض "العبيد" فى تلك البقعة من الأرض، وتلقى مزيداً من الضوء على عاداتهم وثقافاتهم وأغانيهم، وبالطبع أحلامهم التى لا تكتمل أبداً، وتتعمّق الحكاية فى مأساة من انتهت بهم الحال فى "الزرايب".

ومن أجواء الراوية "تحترق زرايب العبيد، فينكشف كل ما كان خفيّا، تجمع بين السيد محمد والعبدة تعويضة علاقة حب تُعدُّ محرَّمة فى عُرف السادة الذين اعتادوا اتّخاذ العبدات خليلات. فيرسل الوالد ابنه فى تجارةٍ لإبعاده، وتسقى الأم تعويضة سائلاً فى محاولةٍ لإجهاض جنينها، ثم يتمّ تزويجها بأحد العبيد، عند عودة محمد من رحلته يعلم أنّ أهله قد قتلوا ابنه وأرسلوا حبيبته إلى حيث لا يدرى، فيبدأ البحث عنها، ولكن دون جدوى".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة