أحمد إبراهيم الشريف

يا أصدقائى: "الناس يحسبونكم نوعا من الذئاب"

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 06:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الشاعر العربى الكبير نزار قبانى فى قصيدته الشهيرة هوامش على دفتر النكسة «خمسةُ آلافِ سنهْ/ ونحنُ فى السردابْ/ ذقوننا طويلةٌ/ نقودنا مجهولةٌ/ عيوننا مرافئُ الذبابْ/ يا أصدقائى/ جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ/ أن تغسلوا أفكاركم/ وتغسلوا الأثوابْ/ يا أصدقائى/ جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ/ أن تكتبوا كتابْ/ أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ/ أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ/ فالناسُ يجهلونكم/ فى خارجِ السردابْ/ الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ».
 
رغم أن نزار قبانى كتب هذه القصيدة بعد هزيمة 1967، لكن تخيلوا أن الغرب لا يزال يرانا بهذه الطريقة، ولا يزال يظن أننا نوع من الذئاب لدرجة أن صحيفة «ديلى ميل» قالت: إن أما بريطانية مسلمة متزوجة من مصرى مُنعت من السفر إلى مصر مع طفلتها، خوفا من أنها ستتعرض لـ»الختان»، وأضافت الصحيفة البريطانية أن الأم وهى فى العشرينيات من عمرها اعتنقت الإسلام بعد أن التقت زوجها أثناء عمله فى فندق فى مصر، وأن الطفلة البالغة من العمر عاما واحدا ولدت فى إنجلترا وتريد والدتها أن تأخذها إلى مصر بشكل منتظم لزيارة والدها وأسرته، لكن القاضية جاسيل راسل حكمت بأن المرأة لا تستطيع السفر خارج المملكة المتحدة مع ابنتها حتى تبلغ 16 عاما، حيث رأت القاضية أن هناك خطرا حقيقيا من أنها ستعانى من ختان الإناث إذا ما سافرت إلى مصر.
 
عندما قرأت ذلك لم أغضب من القاضية البريطانية بقدر ما غضبت من أنفسنا، لأننا غير قادرين على تغيير نظرة الآخر لنا حتى فى أبسط الأشياء التى قطعنا شوطا طويلا فى إصلاحها، فختان الإناث فى مصر لم يعد مسيطرا مثلما كان قديما، فقد نشأ جيل مثقف وواعٍ بدأ يدرك أن هذا الختان لا يقدم سوى التشويه النفسى والعضوى للبنات، لذا توقفوا عنه، ومع ذلك نحن عاجزين عن نقل هذه الصورة إلى الآخرين.
 
للأسف الناس يحسبوننا نوعا من الذئاب ليس فى ذلك فقط، بل حتى فيما يتعلق بقضايا التطرف، كلنا نعرف أن فئة قليلة هى من ترتكب الآثام فى هذه الأرض، لكن الآخرين لا يعرفون ذلك يظنون أننا جميعا إرهابيون، وأن التطرف هو عقيدتنا التى نتحرك فى رحابها.
 
لا أريد أن أتهم الغرب بأنه عازف عن معرفتنا، وهذه حقيقية، لكن أريد أن أتهم أنفسنا بأننا غير قادرين على تغيير صورتنا لدى الغرب والشرق، وأننا نسقط، أحيانا، فى الاستسلام للصورة النمطية التى يظنها الآخرون عن أنفسنا.
 
لا أعرف ما الذى تفعله المؤسسات المصرية فى الخارج، والمتمثلة فى السفارات والمراكز الثقافية التابعة لها، هل تقوم بفعاليات تقدم خلالها صورة مصر بشكل جيد؟، وإن فعلت هل تقوم بذلك بشكل مغلق لعدد محدد من الناس أم أنها تفعله كما ينبغى أن يكون بحيث تشارك فيها الشعوب الأخرى وتنزل إلى الميادين والشوارع؟
 
الموضوع كبير وخطير ويحتاج عملا غير محدد بخطة زمنية، فتحسين الصورة يحتاج إلى رؤية، وأن يتحول إلى عقيدة ثابتة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة