"الحمى عمى" من الأمثال الشهيرة فى تراثنا الشعبى، فعلاقة الزوجة بحماتها معقدة للغاية، ففى أغلب الأوقات تكون والدة الزوج هى أكثر الأزمات التى تعترض طريق السعادة، وفى القرى الصعيدية التى يفضل بها الزوج العيش فى منزل والده تصبح العلاقة أكثر تعقيدا.
تروى "نجاة" ربة منزل 25 عاما، قصة معانتها مع والدة زوجها التى كانت سببا فى انفصالهما وتشريد ابنتها الوحيدة، بدأت قائلة: لم يشأ لى القدر أن أستكمل تعليمى، فالبنت فى مجتمعنا طريق سعادتها هو زواجها، لذلك وافقت عائلتى على إتمام زواجى من أول عريس تقدم لى بالرغم من أن ظروفه المالية كانت سيئة للغاية.
واستطردت "نجاة": تنازلت عن العديد من أحلامى، ووافقت على العيش بشقة صغيرة فى منزل والده فى منطقة الأعقاب بمحافظة أسوان، لم أنعم بحياة خاصة منذ زواجنا، فكنت بمثابة خادمة لحماتى طيلة اليوم ولا أتمكن من الخروج او الدخول من المنزل إلا بإذنها، وكانت أحيانا تمنعنى من الصعود إلى شقتى، إلا عند المساء.
وأوضحت الزوجية قائلة: زوجى كان شخصا سلبيا للغاية، فكان يترك والدته تحبسنى داخل شقتى طيلة اليوم، وعندما أعترض عن ذلك أتعرض للضرب والإهانة منها ومنه فى نفس الوقت، تحملت كثيرا على أمل أن تتحسن علاقتها بى يوما ما، لكنها كانت تكرهنى وتكره ابنتى وحفيدتها فلا يعرف قلبها إلا القسوة.
وتروى قائلة: أدركت أننى لن أتحمل حياتى الزوجية عندما قررت حماتى طردى من منزلها بملابس النوم، وذلك على خلاف بسيط لتأخرى عن إحضار الطعام، فاعتدت على بالضرب وأجبرتنى على ترك المنزل بملابس النوم، فكنت ارتدى جلبابا شفافا ولم تقبل بأن أرتدى ملابس تسترنى وطردنى وابنتى، وأغلقت الباب.
واختتمت نجاة قائلة: "شعرت بالإهانة عندما طالبت من جيرانى ثمن المواصلات للذهاب لمنزل عائلتى، وعندما عاتبت زوجى على ما فعلته أمى قال لى إننى مخطئة وأنه لن يتمكن من مواجهتها، أصريت على الانفصال، إلا أنه رفض لذلك تقدمت بدعوى طلاق منه أمام محكمة الأسرة بعد أن اكتشفت أن بعدى عنه وعن حماتى غنيمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة