يوم بعد يوم، تتجلى براجماتية جماعة الإخوان، ويتضح للصغير قبل الكبير أن ما تفعله الجماعة فى العلن يختلف تمامًا عما تخطط له فى السر، فالجماعة التى ظلت تهتف سنوات ما قبل 25 يناير " على القدس رايحين شهداء بالملايين.. وخيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" لديها علاقات وطيدة بإسرائيل، ليس هذا فحسب، بل أن هناك قيادات إخوانية ظهرت مؤخرًا مع أعضاء سابقين بالكنيست الإسرائيلى وذلك فى إمارة الإرهاب "الدوحة".
مؤخرًا ظهر رفيق عبد السلام القيادى بحركة النهضة – إخوان تونس- وصهر راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة، بجوار "آرئيل مرغاليت" عضو الكنيست السابق، خلال مؤتمر معنون بـ" إثراء المستقبل الاقتصادى فى الشرق الأوسط" بالدوحة، الأمر الذى آثار حالة من الجدل داخل تنظيم الإخوان.
اللافت فى الأمر أن الذى كان وزير الخارجية السابق فى تونس، لم يعلن حضور عضو بالكنيست الإسرائيلى فى هذه الفعالية بل كشف الأمر برمته النائب الإسرائيلى عن حزب "العمل" سابقا، أرئيل مرغاليت عندما نشر ذلك عبر صفحته على موقع "فيس بوك".
وعلّق "مرغاليت" على صورة ظهر على يساره فيها القيادى بحركة النهضة ووزير الخارجية التونسى الأسبق رفيق عبد السلام وهو يتفحّص وثائق المؤتمر، "فى الدوحة فى محاولة لتعزيز التعاون الاقتصادى الإقليمى جنبا إلى جنب مع الدول العربية البراغماتية".
وتابع: "مع التوترات فى الشرق الأوسط يجب على إسرائيل أن تفعل العكس وتقود الجهود نحو التعاون وبناء الجسور فى المنطقة، والهدف المشترك هو إيجاد سبل لتعزيز التعاون المشترك بين إسرائيل والعالم العربى".
ظهور القيادى الإخوانى التونسى بجوار عضو سابق بالكنيست آثار غضب القوى السياسية فى تونس، معتبرة ذلك تطبيعا واضحا مع إسرائيل، وفضيحة كبرى لجماعة الإخوان.
وحاولت جماعة الإخوان تبرير هذا الأمر، إذ زعم الناطق الرسمى باسم حركة النهضة عماد الخميرى أن يكون رفيق عبد السلام قد حضر "مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادى فى الشرق الأوسط" بالدوحة، بوصفه قياديا فى الحركة، ولكن بشكل شخصى.
وقال المتحدث باسم إخوان تونس فى تصريحات نقلتها المواقع الموالية للجماعة:"رفيق عبد السلام حضر هذا المؤتمر لتقديم محاضرة حول موضوع الندوة وعادة ما تتمّ دعوة العديد من الباحثين والمختصين والخبراء من أنحاء العالم لمثل هذه الندوات ويكون الجلوس فيها بشكل عفوى وتلقائى وليس منظما أو متبوعا ببروتكول للمدعوين ومصادفة كان النائب السابق بالكنيست الإسرائيلى جالسا إلى جانبه".
ورغم تصريحات المتحدث باسم إخوان تونس الناعمة، إلا أن مصادر مطلعة فى حركة النهضة التونسية، قالت إنها ستقوم بمساءلة داخلية لرفيق عبد السلام القيادى فى الحركة و صهر رئيسها راشد الغنوشى، بسبب ظهوره، فى صورة تجمعه مع العضو السابق فى الكنيست الإسرائيلى، أرئيل مرغاليت، خلال مؤتمر إقليمى نظم فى العاصمة القطرية الدوحة مؤخرًا.
وبحسب صحف تونسية، أكدت المصادر، أن الحركة ستقوم بمساءلة عبد السلام، حول مدى علمه بمشاركة ممثلين إسرائيليين، مشيرة إلى أن هذا الأمر، فى حال حصوله فعلًا، سيمثّل خروجًا عن "ثوابت وأدبيّات الحركة" حسب قولها.
الجدير بالذكر، أن المؤتمر التاسع لحركة النهضة الذى انعقد فى يوليو عام 2012 قد شدد على ضرورة ما وصفه "تجريم التطبيع"، معتبرًا أن القضية الفلسطينية "تبقى قضية مركزية للأمة".
"الإخوان ترفع شعار الضرورات تبيح المحظورات لتوطيد علاقاتها بإسرائيل".. هكذا وصف ثروت الخرباوى القيادى الإخوانى السابق علاقة الجماعة بإسرائيل، مؤكدًا أن هذه العلاقة قديمة وليست حديثة، مشيرًا إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسى عندما توسط ما بين تل أبيب وحركة حماس عام 2012 ليس لأنه رئيسا لمصر بل كان مكلفا من قبل مكتب الإرشاد بهذا الدور.
وأشار "الخرباوى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن عزمى بشارة عضو الكنيست الإسرائيلى السابق والذى يعمل مستشارا للأسرة الحاكمة فى قطر، وتربطه علاقة قوية بجماعة الإخوان، هو الوسيط ما بين الإخوان والمخابرات الإسرائيلية، موضحا أن فتح ملف العلاقة بين الإخوان وبإسرائيل يحتاج إلى دراسات وأبحاث لأنها علاقة قديمة رغم أن الجماعة تتظاهر فى العلن بأنهم يبغضون إسرائيل ويحرقون علمها لكن فى السر تربطهما علاقة تاريخية.
وعن الشخصية التى قادت العلاقات بين الإخوان وإسرائيل، قال "الخرباوى" :" عندما كنت داخل الإخوان، كان بين الحين والآخر تأتينا الأخبار داخل الجماعة بأن عصام العريان قابل شخصيات إسرائيلية مرموقة فى مؤتمرات خارج مصر، وكان هذا ما بين فترتى 87 و94، فخلال هذه الفترة كان يلتقى العريان الذى يعتبر مهندس هذه العلاقة المشبوهة بسياسيين وصحفيين وباحثين من إسرائيل فى دول ومؤتمرات تعقد فى ماليزيا وغيرها من الدول.
وبالنسبة لفكرة أن الجماعة كانت تزعم فى فعالياتها بأنهم ضد إسرائيل، قال "الخرباوى":" الجماعة تعمل بشعار الضرورات تبيح المحظورات، ولذلك لا تجد لديهم أى غضاضة فى أن يلتقوا بشخصيات إسرائيلية من أجل مصلحة التنظيم، مضيفًا :" على ما أذكر أن عصام العريان القيادى الإخوانى قد التقى بشخصية مؤثرة فى تل أبيب بماليزيا وأكد له أن الجماعة ليس لها مانع من إقامة علاقة مع إسرائيل وتنفيذ اتفاقية كامب ديفيد حال وصولهم لحكم مصر وذلك قبل ثورة 25 يناير، وأنهم كتنظيم الإخوان يرون أن إسرائيل أمر واقع وبالتالى يجب التعامل معها ولا يمكن إنكارها، مشيرًا إلى أن عصام العريان قد نادى عام 2012 عندما كانت الجماعة فى الحكم بعودة اليهود لمصر للحصول على حقوقهم.
وحول إعلان جماعة الإخوان إجراء تحقيق مع رفيق عبد السلام صهر راشد الغنوشى بسبب ظهوره بجوار عضو سابق بالكنيست الإسرائيلى، فسر "الخرباوى" هذا الأمر قائلا :" هناك خطابان داخل جماعة الإخوان عامة، الخطاب الأول وهو على مستوى القيادات وهو الذى يؤكد أنه ليس مانع من وجود علاقة بين التنظيم وإسرائيل، بينما الخطاب الثانى هو الموجه لقواعد الجماعة والأفراد هو أن تل أبيب عدو وليست صديقا، لذلك ستقوم الجماعة بإجراء تحقيق صورى مع صهر الشاطر من أجل استيعاب غضبة الشباب".
محمد حبيب
الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان، قال "للأسف الخطاب الذى وجهه الدكتور محمد مرسى إبان توليه حكم البلاد إلى شيمون بيريز الذى قال فيه " صديقكم الوفى محمد مرسى نتمنى الرغد لبلادكم " تكشف حجم المأساة، متسائلا أين هذا من نظرتنا التى تعتبر إسرائيل محتلة لفلسطين التى تمثل أرض العروبة والإسلام وأنه من غير الممكن أن تترك الأمة العربية هذا الكيان يعبث فى الأرض فسادا من قبل 48 وحتى اليوم.
وأضاف حبيب فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع " أطلقت على هذا الخطاب أيامها خطاب الفضيحة وبعدها حينما وقف بارك أوباما فى القدس يتكلم عن أنه يجب أن تكون القدس عاصمة أبدية لإسرائيل لم يتنفس أحد من الإخوان بأى كلمة وكانوا على قمة السلطة فى مصر وقلت أين هؤلاء من الشعارات التى كان يرفعونها أثناء الحملة الانتخابية ومنها "على القدس رايحين شهداء بالملايين".
وردا على سؤال هل تعتبر حديثك دلالة ومؤشرات على وجود علاقة تربط الإخوان بإسرائيل قال حبيب طبعا فيه كلام ذكره عبد العظيم حماد فى كتابه قصة الوحى الأمريكى والارتباط البناء بين أمريكا والإخوان وذكر فيه تفصيلات فى غاية الخطورة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة