فى خطوة لإعلاء مصالح لبنان الوطنية، وبعد غياب امتد لما يقرب من 3 أسابيع، أعلن رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى تراجعه عن استقالته التى أعلنها فى الرابع من الشهر الجارى على هامش زيارة كان يجريها إلى العاصمة السعودية الرياض، مشيرا إلى أنه "استجاب لما تمناه الرئيس ميشال عون الذى طالبه بالتريث".
وبعد أقل من 24 ساعة على العودة إلى بيروت، قال الحريرى على هامش مشاركته فى احتفالات عيد الاستقلال الـ74: "أبديت تجاوبى مع تمنى الرئيس، أملا فى أن يشكل ذلك مدخلا جديا لحوار مسئول يجدد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطنى ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع أشقائه العرب".
الحريرى خلال كلمته للبنانيين
وطالب الحريرى بشراكة حقيقية من كل القوى السياسية تقدم مصالح لبنان على أى مصالح أخرى بهدف الحفاظ على سلامة العيش المشترك بين اللبنانيين لإعادة بناء الدولة، واختتم كلمته قائلا: "لبنان أمانة غالية أودعها الشعب اللبنانى فى ضمائر كل الأحزاب والتيارات والقيادات فلا يجوز التفريط فى هذه الأمانة.. حفظ الله لبنان وحفظ شعبه الطيب".
الحريرى الذى حرص على زيارة القاهرة لعقد مباحثات هامة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل التوجه إلى قبرص مساء أمس، ومنها إلى العاصمة اللبنانية، أثار ردود فعل واسعة بقراره العدول عن استقالته، حيث أجمع العديد من الساسة اللبنانيون أن الخطوة تعكس حرصه التام على مصالح بيروت واستقرارها، موضحين أن لقاءه مع الرئيس السيسي شكل رسالة قوية لإيران وحزب الله لما قدمته مصر من ثقل للدولة اللبنانية.
وزيارة الحريرى التى بدأها بالرياض وتخللت محطات عدة بعد إعلان الاستقالة وقبل التراجع عنها، من بينها باريس والقاهرة حملت الكثير من الرسائل لعدة أطراف فى مقدمتها إيران وحزب الله للتأكيد على رفض اللبنانيين أن يكونوا جزء من صراعات طهران الإقليمية، والتى لا تخدم مصالح لبنان أو علاقاته بمحيطه العربى.
وتضمنت زيارة القاهرة نقاشات هامة عن الأوضاع داخل لبنان والتدخلات الإيرانية ودور حزب الله وتحركاته خارج وداخل الدولة اللبنانية والتى أضرت بمصالح بيروت فى الفترة الماضية، والتى كانت بحسب مراقبين سبباً رئيسياً فى استقالة الحريرى.
الحريرى قبل مشاركته فى الاحتفالات
وبعد الرسائل التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لضيفه اللبنانى سعد الحريرى مساء أمس الثلاثاء، وفى مقدمتها ضرورة التوافق بين كافة الأطراف داخل لبنان على إعلاء المصالح الوطنية العليا، قال السياسى اللبنانى توفيق هندى، المستشار السابق لرئيس حزب القوات سمير جعجع، إن كافة الأطراف داخل لبنان عليها العمل لصالح لبنان أولاً وأخيراً، مشيراً فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن التدخلات الأجنبية فى شئون لبنان يجب أن تتوقف وبشكل عاجل.
وأضاف "هندى"، أن زيارة القاهرة حملت رسالة قوية لكافة الأطراف الإقليمية المتنازعة على القرار والتوجه اللبنانى وفى مقدمتها إيران، مشيرا إلى أن الدولة المصرية واضحة فى هذا الشأن ولن تسمح لأى طرف بالعبث فى استقرار لبنان وأمنه.
وعن الجولة الطويلة التى بدأها الحريرى بداية الشهر الجارى وحتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قال "هندى" إن الحريرى أراد توجيه رسالة لإيران وحزب الله مفادها أن العالم العربى والغربى كلاهما يدعم لبنان وأمنه واستقراره، وأن بيروت ليست وحيدة فى وجه التدخلات.
وعن سيناريوهات ما بعد العودة إلى بيروت، وتفاصيل زيارة القاهرة والتراجع عن الاستقالة، قال بشارة خير الله ، مستشار رئيس لبنان السابق ميشال سليمان إن مصر ستظل ممسكة بدور الريادة فى ملفات الإقليم والقضايا العربية ، مشيرا إلى أن زيارة الحريرى إلى القاهرة إيجابية فى كل جوانبها، لافتا إلى أن الرئيس السيسي لديه من القدرات والخبرات ما يجعل كافة الأطراف اللبنانية تضعه محل ثقة لقدراته على المساهمة فى حل الأزمة اللبنانية.
رئيس وزراء لبنان فى ضيافة الرئيس السيسي
وعما بعد التراجع عن الاستقالة، توقع بشارة خيرالله مستشار الرئيس اللبنانى السابق أن الحريرى سيشارك فى مباحثات تشكيل حكومة جديدة بشروط جديدة عن السابقة أهمها عدم تدخل حزب الله فى شئون العربية ومن جهة أخرى يشارك الحريرى فى الاحتفالات الوطنية باعتباره رئيس حكومة سابق .
وأضاف أن لقائه مع السيسي منح لبنان القوة أمام العالم، قائلا: "نثق فى قدرة الرئيس المصرى على المساهمة بقوة فى حل أزمة لبنان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة