اتفقت مصر مع قبرص على البدء فى مباحثات لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعى من حقول الغاز القبرصية بالبحر المتوسط إلى القاهرة خلال الفترة القليلة المقبلة.. "اليوم السابع" يرصد فى هذا التقرير أهم مزايا هذا المشروع العائدة على مصر وقبرص جراء تنفيذه.
كيف تستفيد مصر من الغاز القبرصى؟
تستفيد مصر من نقل الغاز الطبيعى المنتج من حقل أفروديت القبرصى، من خلال تلبية احتياجات السوق المحلى – الذى يعد السوق المستهلك الأكبر فى الشرق الأوسط – وتوفير الإمدادات اللازمة للقطاع الصناعى التى تحتاج لمزيد من إمدادات الغاز الطبيعى، أو محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعى، بالإضافة إلى توفير إمدادات إضافية جديدة من الغاز الطبيعى لمواكبة احتياجات النمو الاقتصادى والمشروعات الجديدة والتى تحتاج كميات مضاعفة من الغاز الطبيعى.
هل الاستفادة تتوقف على السوق المحلى فقط؟
استفادة مصر من الغاز القبرصى لا تتوقف فقط على تلبية احتياجات السوق المحلى، وإنما تمتد لتحقيق إيرادات مالية مختلفة نتيجة نقل الغاز القبرصى، وتسييله بوحدات الإسالة المصرية، وشحنه تمهيدا لإعادة تصديره إلى أوروبا.
هل يخدم هذا الخط خطط مصر فى التحول إلى مركز إقليمى للطاقة؟
التعاون المصرى القبرصى اليونانى يصب بالدرجة الأولى فى تحويل مصر إلى مركز إقليمى لنقل وتخزين وتجارة وتداول الطاقة بالبحر المتوسط، خاصة أن مصر تمتلك العديد من المزايا يؤهلها للقيام بهذا الدور، يأتى على رأسها وحدات الإسالة الواقعة على ساحل البحر المتوسط، وخطوط نقل الغاز من البحر الاحمر إلى البحر المتوسط، قناة السويس ومعامل التكرير.
كيف يجذب هذا الخط استثمارات أجنبية إلى مصر فى قطاع الغاز؟
من خلال العمل على تدفق غاز شرق المتوسط إلى مصر وتحقيق فائض كبير من الغاز، فإنه يمكن إقامة مجمعات صناعية قائمة ومعتمدة على الغاز الطبيعى لتحقيق القيمة المضافة مثل مجمعات البتروكيماويات، ويمكن أن تكون هذه الاستثمارات مشتركة، أو يمكن أن تكون استثمارات أجنبية خالصة خاصة الدول صاحبة إمدادات الغاز، وفى كلا الحالتين فإن ذلك يضمن تدفق الغاز وتحقيق قيمة مضافة منه، بالإضافة إلى تشغيل العمالة ودفع عملية التنمية الشاملة فى مصر.
هل هناك خطوات فعلية تم اتخذها فى مشروع نقل الغاز القبرصى لمصر؟
بجانب دعم القيادة السياسية المصرية والقبرصية للمشروع، وعقد العديد من القمم المصرية القبرصية اليونانية لدفع هذا المشروع، فإن هناك اتفاقية مبادئ موقعة بين مصر وقبرص وقعها المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية مع وزير الطاقة والصناعة القبرصى نهاية أغسطس 2016 بشأن نقل الغاز الطبيعى من قبرص إلى مصر عبر خط أنابيب بحرى من المنطقة الاقتصادية بقبرص إلى نقطة محددة فى المنطقة الاقتصادية الخالصة أو البرية بمصر بغرض توريده للشبكة القومية للغاز الطبيعى، أو العمل على إعادة تصديره من خلال مصانع الإسالة بمصر.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيىسى قد صدق فى سبتمبر 2014 على الاتفاقية الإطارية بين الحكومتين مصر وقبرص بشأن تنمية الخزانات الحاملة للهيدروكربون عبر تقاطع خط المنتصف الموقعة فى القاهرة 12 -12- 2013.
كم يتكلف هذا المشروع؟
بحسب تصريحات صحفية سابقة للمهندس طارق الملا وزير البترول، فإن خط الغاز الذى سيتم إنشاؤه ليربط بين مصر وقبرص تصل تكلفته إلى نحو مليار دولار، مبينًا أن هذا الخط يهدف إلى استقبال الغاز سواء لاستهلاك المحلى أو لإعادة التصدير، مضيفًا: جار التنسيق مع الجانب القبرصى للتعجيل بالمشروع.
ما هو تأثير التعاون بين دول شرق المتوسط على خريطة إمدادات الغاز إلى أوروبا؟
تعتمد دول أوروبا على إمدادات الغاز الطبيعى الروسية، لكن فى حال أن يصبح خط نقل الغاز القبرصى إلى مصر حيز التنفيذ، وتشجيع دول شرق المتوسط على تكثيف أعمال البحث والتنقيب واكتشاف وتنمية حقول غاز جديدة بما يعنى وجود طفرة مستقبلية، والقيام بخطوات مماثلة لنقل غازهم إلى مصر، فإن ذلك يعنى أن دول أوروبا الغربية ستقلل اعتمادها على الغاز الروسى لصالح الغاز المصرى وغاز دول شرق المتوسط المنقول إليهم عبر التسهيلات المصرية.
ما هى عائدات قبرص من هذا المشروع؟
من خلال نقل الغاز القبرصى إلى مصر فإن ذلك يعنى فتح منافذ جديدة للاستفادة من غازها من خلال تصديره إلى مصر بما يعمل على تعظيم إيراداتها والدخل القومى بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة