منذ أيام قليلة مضت، وبعد 10 سنوات من العمل، تم افتتاح متحف اللوفر فى أبو ظبى، والذى صاحبة اهتمام كبير حتى أن الفنان المصرى فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، والذى كان مشاركا فى الافتتاح وصف ما شاهده هناك بأنه عمل عالمى، حيث أن الافتتاح شهده عدد من قيادات العالم السياسيين والثقافيين تقدمهم الرئيس الفرنسى ماكرون، وبالطبع هذا الافتتاح سبقه إعداد كبير وهذا الإعداد سبقه تصميم جميل ومميز .
ليس معرض أبو ظبى فقط ففى الأسبوع الماضى كان العالم الثقافى المهتم بالفن التشكيلى مشغولا بما يحدث فى دارى المزادات العالميتين دار سوثبى ودار كريستيز، وما حققاه من بيع وصل لدرجة أن دار كريستيز باعت لوحة "سلفاتور مندى" لدافنشى بـ 450 مليون دولار، لتحطم كل الأرقام القياسية المعروفة قبل ذلك، ما لفت انتباهى فى الأمر هو مستوى الضجة التى أحدثها الأمر، وأعتقد أننا بحاجة إلى أمر يقام فى مصر يملك هذه القدرة الدائمة على إثارة الجدل والكلام .
لا أنكر أننى شعرت بالغيرة بعدما شاهدت صور متحف اللوفر فى أبو ظبى، والاهتمام العالمى فى المواقع ووكلات الأنباء والصحف وتساءلت : ما الذى ينقصنا لنقدم أمرا مبهرا مثل هذا ؟ لدينا كل ما نحتاجه، بل لدينا أكثر مما نحتاجه، لكن هناك شيء ما غير مكتمل، أعتقد أن هذا الشىء يمكن أن نطلق عليه "الفكرة العالمية" .
ربما نفهم هذا الأمر إذا فكرنا فى بناء الأهرامات، فبينما يذهب البعض إلى أنها مجرد قبور لملوك مسرفين صنعوا كل ذلك فقط لمجرد الموت، يراها آخرون مشروعا قوميا عمل على تجميع الشعب المصرى، ويراها فريق ثالث بأنها فكرة عالمية، وأنا أميل إلى هذا الفريق، وأعتقد أن فراعنة عصر الأهرامات كانوا مشغولين بصناعة شيء لم يحدث من قبل، شيء يثير إعجاب الجميع، خاصة أهل البلاد الأخرى والقبائل البعيدة الوافدة لمصر للتجارة أو حتى للحرب .
أقول ذلك لأننا نعمل على مشروع مهم ينتمى إلى الفئة نفسها من الأمور التى أثارت إعجابنا وهو المتحف المصرى الكبير، والذى سيتم افتتاحه جزئيا فى العام المقبل 2018، ومن الواضح جدا من كم الاهتمام ومن حجم وعدد القطع الأثرية التى يتم نقلها إليه أن سيكون حدثا عالميا، لكن المهم أن ندرك نحن من داخلنا أنه حدث عالمى سيثير اهتمام كل الدنيا .
إذا الموضوع يتجاوز فكرة الإعداد للشىء وينتقل إلى فكرة الإدراك بقيمته، أن نعرف أننا سنغير خريطة السياحة العالمية، أن نضع تصورا لحجم السياحة الوافدة، أن نعرف الأماكن الأكثر تأثرا بهذا الحدث فى العالم والتركيز عليها بشكل أكبر من المناطق التى لا فائدة منتظرة من ورائها.
ما أريد قوله أننا نملك الكثير الذى لو أحسنا توظيفه لانتقلنا خطوات، بل قفزنا، إلى قلب العالمية التى نستحقها وتستحقنا، فهل ندرك ذلك ونفعله؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة