فى شهر أغسطس عام 2016 اتخذ الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، قرارا، أثار جدلا فى وقته، وهو نقل إصدار مجلة الخيال من الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى قطاع الفنون التشكيلية، وذلك باعتبار قطاع الفنون هو الوحيد المختص بعرض وتقديم النماذج والأخبار التشكيلية بالشكل المطلوب، لكن الذى حدث هو أننا لم نعد نر هذه المجلة منذ أكثر من عام ويبدو أننا لن نراها قريبا.
ما أتذكره وما سجلته التصريحات الصحفية، هو أن الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أبدى موافقته الكاملة، وأكد منطقية إصدار مجلة الخيال من قطاع الفنون التشكيلية، لأنها معنية بالحركة وهموم الفن التشكيلى، وعندما سئل عن عدم وجود إدارة للنشر فهذا لا يعنى مشكلة فهناك كثير من المجالات التى لا تحتاج لإدارة وموظفين ومكاتب تكلف الدولة أعباء مالية كبيرة من أجل إصدار المجلة، لكننا للأسف لم نر صدى لهذه الروح الإيجابية.
ومع ذلك تم تشكيل مجلس تحرير برئاسة محمد الطراوى لكن قبل أن يقدم المجلس شيئا قرر ثلاثة من أعضائه الاعتذار عن مواصلة العمل، وهم الفنان أحمد سميح، مدير تحرير المجلة، والفنان والناقد التشكيلى عز الدين نجيب مستشار التحرير بالمجلة، والفنانة والناقدة التشكيلية سوزان شكرى.
وعاد الدكتور خالد سرور فى تصريحات صحفية جديدية أفاد بأن مشكلة المجلة تكمن فى التمويل، ومن ذلك مثلا أنه حاول التواصل مع هيئة المصرية للكتاب لطباعة المجلة، لكن الهيئة اعتذرت بسبب صعوبة توفير الورق اللازم لإصدار المجلة.
المهم أنه كانت عندنا مجلة اسمها الخيال، لكن الواقع قضى عليها تماما، وبدأنا نتعود على عدم وجودها، أو وجود بديل لها، وبالتالى سيبدأ الخيال يتراجع بشكل عام فى كل شىء.
الأزمة مش أزمة مجلة، لأنه عبر التاريخ الثقافى اختفت مجلات كثيرة كانت أقوى تأثيرا من «الخيال» وهذه سنة لا يمكن لأحد أن يوقفها، لكن الأزمة فى أن وزارة بحجم «الثقافة» ليست قادرة على إصدار مجلة، وأنها تسوق الأسباب التى يمكن أن نقبلها من ناشر غلبان أو من محب للفن التشكيلى قرر أن يصدر مجلة لكنه لم يستطع أن يكمل ما بدأه، لكننى، فى الحقيقى لا أعرف أن أتقبل أى عذر من مؤسسة بحجم وزارة الثقافة تقول بأنها غير قادرة على إصدار مجلة بسبب «التمويل».