أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الهجوم الإرهابى الغادر، الذى استهدف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، الذى أدى إلى استشهاد نحو 235، وإصابة 109 آخرين.
وقال المرصد إن الهجوم الإرهابي الغادر والخسيس انتهك حرمات الله وقتل المصلين العزل وهم في بيت من بيوت الله يؤدون حق الله عليهم ويقفون بين يديه آمنين مسالمين، إلا أن جماعات الغدر والخسة استحلت دماءهم ولم تراع حرمة بيت ولا عصمة دم، فانهالت آلة القتل عليهم تحصد أرواحهم الطاهرة لتكون شاهدة على الجرم والإرهاب الذى فاق كل الحدود وانتهك كل الأعراف.
وأكد المرصد أن بيوت الله لم تكن أبدًا مجالاً للقتل والتنكيل والذبح إلا على أيدى من يدعى زورًا أنه جاء مطبقًا للشرع ومقيمًا للعدل وداعيًا للإسلام، وهم أبعد الناس عن حقيقة الشرع وتعاليمه، فالإسلام إنما حرم الاعتداء على الأنفس المعصومة، وجعل قتل نفس بغير حق كأنما هو قتل للناس جميعًا: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}".
ولفت المرصد إلى أن استهداف مسجد الروضة بالتحديد يكشف عن تصعيد جديد من قبل التنظيمات الإرهابية ضد التيارات الصوفية في سيناء، خاصة وأن تلك التنظيمات ترى في الطرق الصوفية تهديدًا خطيرًا لها ولمعتقداتها التي تحاول نشرها في القبائل التي في سيناء إلا أنها تواجه مواجهة قوية من قبل الصوفية هناك، والذين يتخذون مواقف ويتبنون أفكار تناقض وتهاجم أفكار التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وغيرها، يضاف إلى ذلك تكاتف القبائل السيناوية ومساندتها لقوات الجيش والشرطة في حربها ضد معاقل الإرهاب وعناصره التي تختبئ هنا وهناك، وبطبيعة الحال تكون التيارات الصوفية في مقدمة المؤيدين والمساندين لجهود القضاء على الإرهاب والتطرف هناك، ما دفع الجماعات الإرهابية إلى استهدافها بعمليات إرهابية غادرة كما حدث في مسجد الروضة، في محاولة لدفعها للنأي بنفسها عن المواجهة المسلحة مع قوات الجيش والشرطة، إلا أن هذه العملية الغادرة قد دفعت القبائل السيناوية إلى مزيد من التكاتف مع مؤسسات الدولة في مواجهة تيارات التكفير والإرهاب، وقد أصدر اتحاد قبائل سيناء بيانًا قال فيه إنه لن يتقاعس عن محاربة الإرهابيين وقتلهم أينما وجدوا، مرجعين سبب الهجوم إلى الكره الذي يكنه المتطرفون لأهالي القرية الذين قاطعوهم وطردوهم انتقامًا لأبنائهم ممن قتل على أيدي الغدر والخيانة، ما يؤكد أن الأعمال الإرهابية إنما تعضد التماسك الداخلى وتقوى من النسيج المجتمعى المعادى للتطرف والإرهاب والمساند لقوى الدولة المصرية ومؤسساتها الحامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة