فى دراما النصب باسم توظيف الأموال حلم الثراء السريع يتحول إلى كابوس إفلاس مفاجئ، وضربة الحظ تضل الطريق لتصبح ضربة على الرأس، والنصاب المحترف يعزف على أوتار الجشع داخل ضحاياه .
وتحت شعار "نصاب وطماع وثالثهما ضياع تحويشة العمر" يتكرر سيناريو توظيف الأموال وفى كل مرة هناك من يرفض التعلم من مصائب الآخرين ويعتقد أن العيب فيهم وليس فيه، ويذهب إلى النصاب بقدميه ويقول له "أرجوك اسرقنى"، وبعد فوات الأوان يكتشف أن القانون لا يحمى المغفلين.
البداية بزرع الثقة
ففى قرية المصلحة التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، والتى شهدت تكرار سيناريو تشغيل الأموال على أيدى صيدلي، تمكن من الانخراط بين المواطنين لمدة 10 سنوات، قادما من شبين الكوم، ليحقق ثقة كبيرة بين الجميع، جعلته مصدر للأمانة وعدم الشك، الأمر الذى أعطاه الثقة ليعزف منفردا على أوتار الغلابة، بالحصول على مبالغ مالية وصلت إلى ما يقرب من 4 ملايين جنيه، بزعم تشغيلها والحصول على أرباح سنوية وصلت الى 60 % ، الأمر الذى أدى إلى زيادة ضحاياه .
البلاغات
تلقى اللواء أحمد عتمان مدير أمن المنوفية إخطاراً من العميد سيد سلطان مدير إدارة البحث الجنائى يفيد بتقدم كل من " ع. م. م " 56 سنة بالمعاش، و " ر. م" 63 سنة، بالمعاش، و " أ. أ. د" 36 سنة عامل، و " م. ع " 31 سنة عامل، و " س. ج" 38 سنة ربة منزل ، و " م. ف. م "30 سنة ربة منزل، و " م. ج. م" 52 سنة ربة منزل وجميعهم مقيمين دائرة المركز بتضررهم من كل من " ع. إ. ا" 57 سنة صيدلى وزوجته " إ. ح. ع " 57 سنة ربة منزل ومقيمان بذات الناحيه، لقيامهما بالنصب عليهما والاستيلاء على مبالغ مالية مجموعها مليون ومائتان وأربعون ألف جنيهاً، لتشغيلها فى تجارة الأدوية مقابل أرباح شهرية وعدم تنفيذ ذلك.
شركة تصادر الأدوية
ازداد الأمر سوءا بالقرية، وخاصة بعد انفجار الأزمة بمصادرة إحدى شركات الأدوية للأدوية المتواجدة بالصيدلية الأمر الذى أجبر الجميع على الذهاب لتحرير المحاضر للمطالبة بمبالغهم المالية .
القبض على المتهم وزوجتة وانكارة النصب
ألقت وحدة مباحث مركز شبين الكوم برئاسة الرائد أحمد شمس، القبض على " ع. إ. ا" 57 سنة صيدلى وزوجته " إ. ح. ع " 57 سنة ربة منزل ومقيمان بذات الناحيه، لقيامهما بالنصب عليهما والاستيلاء على مبالغ مالية، وبمواجهة المتهمين أنكرا ما نسب إليهما وأضافا بإستلامهما المبالغ المالية مقابل تشغيلها فى التجارة ومحرر بها شيكات، وتم تحرير المحضر رقم 17207 جنح مركز شبين الكوم .
النيابة تقرر الحبس
قررت نيابة مركز شبين الكوم، حبس صيدلى المتهم على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، والكشف عن ملابساتها، فيما أخلت سبيل الزوجة وخرجت من سرايا النيابة .
تكرار البلاغات ووصولها ل 33 محضر
بعد القبض على الصيدلى، ازدادت البلاغات المحررة ضده، ووصلت إلى 33 محضرا كان آخرهم تقدم كل من " م . ع . م " 29 سنة، فنى تمريض، و " ج .س " 37 سنة، محاسب ومقيمان دائرة المركز ، و " أ . س . ع " 31 سنة، صاحب معرض سيارات ومقيم دائرة المركز ، و " ف . م . م " 52 سنة، أعمال حرة ، و " أ . أ . م " 43 سنة، محاسب، و " ن . ج . م " 49 سنة، ربة منزل ومقيمين دائرة المركز، بتضررهم من المتهمين لقيامهما بالنصب عليهم والاستيلاء على مبالغ مالية بإجمالى مليون وثمانية وثمانين ألف جنيه لتشغيلها فى تجارة الأدوية مقابل أرباح شهرية وعدم تنفيذ ذلك .
200 ألف جنيه لأربعة من الأصدقاء
روى عدد من الضحايا المآساة التى تعرضوا لها على يد الصيدلى، وقال محمد فتحى، احد الضحايا، إنه تم النصب عليه فى مبلغ وصل إلى 200 ألف جنيه، لافتا الى أن المبلغ لم يكن ملكه وحده ولكن يملكه أربعة من الأصدقاء بمعدل 50 ألف جنيه لكل فرد، وهو المتصدر للمشهد بينهم، لأنهم كانوا يريدون عمل مشروع، فسمع عن هذا الأمر، ونظرا لما للصيدلى من ثقة، أعطاه الأموال دون أى شك، ولم يصرف أى جنيه، وبعدها بثلاثة أشهر، تم القبض على الصيدلى، وتوجه لتحرير محضر ضده .
وأضاف فتحى، أن وقائع النصب امتدت بشكل كبير وفوجئنا بالعدد الكبير بمركز الشرطة، وذلك نظرا لمطالبة الصيدلى منا بعدم الافصاح عن الأمر لأى أحد حتى لا يكون هناك اى مشكلات الأمر الذى جعله ينتشر بين الناس بما اكتسبه من ثقة.
مندوب توزيع يروى الأزمة
قال محمد على ، مندوب توزيع باحد شركات الأدوية، أن الصيدلى كان مدان لعدد من شركات الأدوية، الأمر الذى جعل الشركات فى الشهر الأخير تمتنع عن تزويدة بالأدوية، علاوة على استدانته للشركة التى يعمل بها باكثر من 30 ألف جنيه، مشيرا إلى أن الصيدلية نشاطها لا يتخطى 150 ألف جنيه.
صاحب معرض سيارات : استولى على 180 ألف جنيه
وقال أحمد سعيد، صاحب معرض سيارات، إن الصيدلى أوهمه بأنه سيتم تشغيل الأموال فى العديد من المشروعات ومن بينها مخزن أدوية بالقاهرة يتم تصفيته، وأنه يريد أن يشتريه من أجل التجارة به، والحصول على مبالغ مالية كبيرة من الربح لهذا المخزن، لافتا إلى أن التعامل بدأ معه منذ أقل من أربعة شهور ولم يتحصل سوى على شهرين وبعدها لم يتحصل على أى أرباح، مؤكدا أنه هناك العديد من الذين تم النصب عليهم دون الحصول على أى شيكات أو أى إثبات على أنهم أخذوا مبالغ مالية والتى من الممكن ان تصل إلى أكثر من 4 مليون جنيه.
محامى المتهم يحاول الحل
قال محمد حسام انسى، محامى المتهم، أنه جارى التفاوض مع محرري المحاضر، وجارى توفير المبالغ المالية لهم حتى يتم التنازل عن المحاضر، لافتا الى أنه تم انهاء الأمر والتنازل لسبعة من المتقدمين بمحاضر، وجارى جدولة باقى المبالغ خلال فترة حبس المتهم، لافتا الى انه مع انتهاء مدة الحبس 15 يوما سيكون قد أنهى عدد كبير من المحاضر وإعطاء المبالغ المالية للشاكين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة