أكد ستيفن بلانك، الباحث البارز بالمجلس الأمريكى للسياسات الخارجية، أن هناك احتمالا حقيقيا بأن ترسل الولايات المتحدة أخيرا أسلحة دفاعية قاتلة إلى أوكرانيا.
وقال بلانك -وفق ما نشره موقع أتلانتك كونسل الأمريكى اليوم الأحد- إن أوكرانيا تشن حربا دفاعية فى شرقها منذ حوالى أربع سنوات بعد أن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم وغزا الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا شرق أوكرانيا فى عام 2014
.
وأشار إلى أن العديد من الخبراء يقولون بأن تحسين الأسلحة سيغير الاختلال التكتيكى بين كييف وموسكو.
وأوضح بلانك أن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما عارض الفكرة خشية أن يؤدى ذلك إلا إلى تصعيد الصراع إلا أن مجلس الأمن القومى وافق الآن على حزمة مساعدات بقيمة 47 مليون دولار من شأنها أن ترسل صواريخ مضادة للدبابات وبطاريات مضادة للرادارات والأسلحة المضادة للهاون إلى أوكرانيا وأحالت رأيها إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للنظر فيها. وهذه هى الخطوة الأخيرة فى عملية تعكس موافقة وزارة الخارجية والبنتاجون والكونجرس.
وأضاف بلانك أن معظم التقارير الإخبارية تغفل حقيقة هامة وهى أن هذا القرار اتخذ بناء على وجهات نظر السفير الأمريكى كورت فولكر فى مفاوضاته الأخيرة مع روسيا؛ وكشف فولكر فى وقت سابق أن الولايات المتحدة تدرس إرسال مثل هذه الأسلحة إلى كييف.
وبالرغم من أن ترامب كان يرغب فى أن تدفع أوكرانيا على الأقل جزئيا ثمن هذه الأسلحة، فقد أذن الكونجرس له بإرسال هذه الأسلحة الدفاعية المعينة إلى أوكرانيا إذا اختار ذلك، وهذا يعنى أن مؤسسات الحكومة الأمريكية كاملة، باستثناء الرئيس حتى الآن، توصى بنقل هذه الأسلحة إلى كييف.
وتابع أن كل وكالة حكومية أمريكية ترفض تقريبا تصور التصعيد، وقد تميل موسكو إلى التصعيد مقابل نقل الأسلحة إلى أوكرانيا، ولكن التكاليف ستكون مذهلة بالنسبة لروسيا.
وأشار إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يعرف أن التصعيد يعنى الكثير من الضحايا الروس الذين لا يمكن إخفاؤهم عن الجمهور الروسي، وسوف يؤدى دائما إلى عقوبات أكثر شراسة.
ومن المرجح أن يؤدى التصعيد الروسى فى أوكرانيا إلى تكثيف وتسريع عمليات إعادة التسلح والانتشار المقبلة التى تقوم بها منظمة حلف شمال الأطلسى /ناتو/ فى منطقتى بحر البلطيق والبحر الأسود وتسريع عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
واستطرد أن هناك ثمة عامل آخر يجعل نقل هذه الأسلحة أكثر احتمالا وهو أن الإدارة تعهدت ببيع صواريخ الرمح المضادة للدبابات إلى جورجيا التى تهددها روسيا أيضا. وسيغير تسليح أوكرانيا أيضا دينامكيات ساحة المعركة فسوف يكون من الصعب على روسيا أن تطلق نيران المدفعية والدبابات دون أن تتكبد تكاليف عالية، ومن المرجح أن تحد من قدرة موسكو على شن هجمات يومية أو ليلية على قوات أوكرانيا، وكل ذلك يحد من قدرة روسيا على التصعيد.
وقال إن هذه الأسلحة سوف تؤدى أيضا إلى تحسن كبير فى نوعية ومعنويات القوات المقاتلة الأوكرانية منذ عام 2014، وستزيد من تحسين كفاءتها الفنية والروح المعنوية العامة للبلاد. ولها بعد سياسى هام، فإنها ستجعل من الصعب على موسكو أن تهدد أوكرانيا بآليات أخرى، بما فى ذلك الإرهاب والدعاية وحرب المعلومات والفساد. كما أنها ستزيد من مقاومة أوروبا والناتو لروسيا أيضا، وبالتالى تسليح أوكرانيا له أهمية تتجاوز بكثير تصحيح الاختلال التكتيكى بين موسكو وكييف.
وقال بلانك انه يؤيد منذ فترة طويلة عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا لأنها ضحية عدوان صارخ وهى تقاتل بشجاعة من أجل بقائها رغم العقبات الداخلية العديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة