"نحتسبهم عند الله من الشهداء، ولا نقول أكثر من ذلك، وحسبى الله ونعم الوكيل فى من قتل مصلين الجمعة، وهم عزل ركع وسجد".. بهذا الحديث بدأ محمد أحمد إسماعيل الطنانى، موظف سابق بالصحة، ومقيم جزيرة سعود بمحافظة الشرقية، شقيق الشهدين فتحى الطنانى، مؤذن مسجد الروضة، ورضا الطنانى، سكرتير المجلس المجلى ببئر العبد.
قال محمد، لـ"اليوم السابع": بعد خروجه من مسجد القرية لتأدية صلاة الجمعة، هاتفه "فتحي" نجل شقيقه رضا، وأخبره أن والده وعمه فتحى الطنانى استشهدا، ومعهما عدد كبير من أهالى قرية الروضة.
وتابع الحديث: لم نعلم أن الوفاة كانت فى المسجد إلا بعد أن وصلنا إلى قرية الروضة، وأفادنى شهود العيان بقيام مجموعة مسلحة بإطلاق النيران عليهم أثناء الصلاة، وبعدها توجهنا إلى مستشفى الإسماعيلية، ودموعنا لن تجف من وقت مشاهدتهما ونحتسبهم عند الله من الشهداء.
من جانبها، أضافت خضرة محمد عبد السلام، زوجة محمد الطنانى، وهى تبكى أثناء الحديث وتردد "حسبى الله ونعمة الوكيل"، أنها تزوجت وهى صغيرة، وهى زوجة الشقيق الأكبر للشهيدين "رضا" و"فتحى" وهى التى قامت بتربيتهما وزوجتيهما، وعندما جاءها الخبر أصيبت بصدمة شديدة.
وكان الشهيد"رضا الطناني" سكرتير المجلس المحلى ببير العبد، وشقيقه "فتحي" مؤذن مسجد الروضة بشمال سيناء، استشهدا فى الحادث الإرهابى، الذى وقع بمحيط مسجد "الروضة" بسيناء، أثناء شعائر صلاة الجمعة، مما أسفر عن وقوع 305 شهداء من المصلين بينهم 27 طفلاً، وأصيب 128 آخرين.
يذكر أن المؤذن تم إحالته للمعاش منذ عامان لكنه رفض ترك المسجد، وظل يقوم بالآذان به، كما أكد أبناء، أنه قال لهم أنه سوف يقوم بالآذان بالمسجد حتى أخر يوم فى حياته، إلى أن استشهد وهو ساجد.