قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن نزوح كبار الدبلوماسيين من وزارة الخارجية الأمريكية أثار المخاوف بشأن قدرة أمريكا على التعامل مع أزمات السياسة الخارجية مثل أزمة كوريا الشمالية، موضحة أن عدد موظفى وزارة لخارجية الذين يشغلون مناصب رفيعة المستوى فى منصب سفير أو وزير سينخفض الى النصف بحلول نهاية العام ليصل الى 19 بعد أن كان 39.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير لريس بلايكلى أن إدارة ترامب شغلت فقط عشرة مناصب من أعلى 44 منصبا سياسيا في الوزارة، مشيرا إلى أنه الرئيس ترامب لم يقم بعد بتعيين مساعد وزير لشرق آسيا أو سفير في كوريا الجنوبية، رغم الأزمة الناجمة عن التجارب النووية مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون وأهمية هذا الملف.
أما فى الشرق الأوسط، فيضيف بلايكلى، أنه رغم دفع البيت الأبيض باتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أنه لم يعين بعد سفراء فى السعودية أو الأردن أو مصر أو قطر. كما لم تؤكد وزارة الخارجية حتى الآن مساعدا لوزير الشئون الإفريقية، وهو المنصب الذى من شأنه الإشراف عادة على الوضع في زيمبابوي بعد موجابي مع تزايد النفوذ الصيني في المنطقة.
ويقول بن كاردين، مسئول ديمقراطى بارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لصحيفة التايمز: "يبدو أن [إدارة ترامب] قللت من أهمية الدبلوماسية في إستراتيجيتنا الأمنية الوطنية ".
وكتب الديمقراطيون فى مجلس النواب رسالة احتجاج الأسبوع الماضى أعربوا فيها عن قلقهم إزاء "ما يبدو أنه تجاوز متعمد فى صفوفنا الدبلوماسية العليا".
وشارك السناتور الجمهوري جون ماكين في كتابة رسالة مماثلة تحذر ريكس تيلرسون، وزير الخارجية من "إن القوة الدبلوماسية الأمريكية تضعف داخليا مع ازدياد الأزمات العالمية المعقدة خارجيا".
وأشارت "التايمز" إلى أن تيلرسون يُعتقد على نطاق واسع أنه غير راض عن وظيفته، إذ لم تجمعه علاقة سلسلة مع ترامب. وفي أكتوبر الماضى، انتشرت تقارير تفيد بأن تيلرسون وصف ترامب بأنه "أبله". وقبل ذلك بأيام، بدا ترامب وكأنه يقوض تيلرسون، قائلا إنه كان "يضيع وقته" من خلال محاولة التحدث مع كيم جونج أون.
لكن يبدو أنهما يتفقان على قضية واحدة، -تضيف الصحيفة- لكن كلا منهما حريص على تقليص دور وزارة الخارجية بشكل كبير. وقد اقترح البيت الأبيض خفض ميزانيتها بنسبة 30 %، لتصل إلى نحو 38 مليار دولار في السنة، وهي خطوة وصفها ليندسي جراهام، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ، بأنها "راديكالية ومتهورة".
واستأجر تيلرسون شركتين للإدارة والاستشارات لتخفيض ما يعتبره بيروقراطية متضخمة. ورغم أنه لم يكن لديه خبرة حكومية عندما تم اختياره في ديسمبر الماضى ليكون وزير الخارجية، لكن العديد من الموظفين كانوا متفائلين فى البداية، نظرا لتجربته فى إدارة شركة إكسون موبيل، وهى شركة نفط ذات تاريخ طويل من العمل فى المناطق المهمة عالميا.
ومع ذلك، تراجعت الروح المعنوية فى الأشهر الأخيرة داخل مكتب تيلرسون، بحسب مصادر مطلعة. وفى أغسطس، أعلن عن خطط لإقصاء عشرات المبعوثين الدبلوماسيين الخاصين، بمن فيهم المسئولون الذين يتعاملون مع الأزمة السورية والاتفاق النووى الإيرانى.
وطبقا لجمعية السلك الدبلوماسى فان عدد الاشخاص الذين يتقدمون لامتحان القبول بالخدمة الخارجية الأمريكية سينخفض بمقدار النصف هذا العام.
وقال كاردين: "لقد فعل الوزير تيلرسون أشياء فى وزارة الخارجية الأمريكية التى تسببت فى نزوح كبار الدبلوماسيين المحترفين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة