فى اعتقادى أنه لو سامح الله الإرهابيين على كل شىء فلن يسامحهم على تلك الصورة التى نشرتها صفحة اتحاد قبائل سيناء على مواقع التواصل الاجتماعى للطفل «محمد» الذى فقد أباه فى تفجير مسجد الروضة، صورة بألف طلقة، صورة بألف معنى، صورة بألف وجع، لا تكذب الصورة ولا تتجمَّل، صورة تقول وتقول وتقول لمن يريد أن يزيح الغشاوة عن عينه و«الغباوة» عن قلبه، صورة تكاد تسمع منها صوت البكاء، وتكاد تشعر بحرارة الدمع المنهمر على وجنتين طازجتين، صورة مالحة، سقتها دموع طفل رأى الفقد الأليم، صورة تخبرك بأن هذا الطفل تحمل ما لا طاقة له به، ففاض منها الوجع على كل من ينظر إليها.
استشهد المئات فى واقعة مسجد الروضة فانفطرت 100 مليون قلب بعد شيوع الخبر، لكنى أرى أن تلك الصورة التى نشرتها صفحة اتحاد قبائل سيناء قادرة على توصيل رسالة الألم إلى جميع من يتنفس على وجه الأرض، صورة تبكى الحجر حقا، تمتزج فيها الصدمة بالوخز العميق، تتعانق فيها كل معانى الألم، وجع وجع وجع، صورة قادرة على تجنيد ملايين الملائكة لتثأر لهذا الملاك الباكى، صورة كفيلة بأن تشعر كل من له قلب بالرغبة فى الثأر لهذه النبتة التى انقطعت عن أصلها بفعل فاعل وقح وخسيس.
يا محمد دموعك هذه ستتحول إلى نيران تحرق قلب كل من أحرقك قلبك، ستتحول إلى حمم بركانية تهبط على أدمغة الذين دنسوا خلقة الله وحشوا رؤوسهم بالقذارة الفكرية والأكاذيب التكفيرية، ستتحول إلى صواعق حارقة، تشل كل آثم، وتطعن كل قاتل، وتفقأ عين كل شامت، وتقطع شفه كل ساخر، ستتحول إلى سيوف من لهيب، تجتث تلك الجرثومة من حياتنا وتطهر أراضينا من كل خبث.
دموعك يا محمد آية من الله لنا، ورسالة منه للعالم، لو نظر العالم إليها بعين قلبه لأدرك ما تدفعه مصر من عمرها وشبابها وقوتها نيابة عن البشرية كلها فى حربنا مع الإرهاب، فاصبر يا محمد واحتسب واعلم أن مصر أكبر ممن فتحوا للدمع نهرا فى عينيك، وأن ثأرك دين فى رقبة كل من ارتوى بنيل هذه البلد، واستظل بسمائها واحتوته أرضها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة