يمكن أن تعتبر قرار منع المحامى نبيه الوحش من الظهور على التليفزيون، تدخلًا جراحيًا عاجلًا فى جسد الإعلام الذى أصابه العطب، لدرجة أن الضيوف يكفرون بعضهم على الهواء، والمذيعات يخرجن عن شعورهن فيهذين بعبارات تليق بردح الحوارى، لكننا نعلم أن ليس كل الأمراض تداويها الجراحة، خصوصًا تلك التى تصيب الضمير، فالإعلام فى مجمله يدرك أن الإثارة نهايتها ليست جيدة، إلا أن أطرافًا فيه مازالت تؤمن بأن الفرقعة تمنح شعورًا دراميًا بسرعة الانتشار والشهرة، وأن ضيوفًا بعينهم فى موضوعات بعينها ستمنحك أكبر قدر من الغبار والجدل، وهذه الطريقة أقرب للنخاسة منها لرسالة الإعلام، لكن القضاء عليها لن يكون بفرمانات المنع، الحل يكمن داخل الوسط الإعلامى نفسه، حين يحترم معدو البرامج ومذيعوها ما يقدمونه للناس ويعتبرونه رسالة سامية، لا مجرد تعبئة لأوقات الهواء.