تنطلق الجولة الثامنة من مفاوضات السلام السورية فى العاصمة جنيف، مساء اليوم الثلاثاء، فى غياب الوفد الحكومى السورى الذى لم يعلن موقفه من المشاركة فى الجولة الحالية من المباحثات، وسط ترقب إقليمى ودولى لما ستسفر عنه هذه الجولة.
ومن المقرر أن تناقش الجولة الثامنة من المفاوضات 4 الملفات (سلات) وهى الحكم الانتقالى، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب فى ظل خلافات بين المشاركين حول أولوية المواضيع حيث يشدد وفد الحكومة السورية على أولوية مناقشة ملف مكافحة الإرهاب.
ووصل وفد المعارضة السورية ممثلا فى الهيئة العليا المفاوضات برئاسة نصر الحريرى ونائبيه جمال سليمان وخالد المحاميد، وعددًا من القوى الوطنية السورية، ويتوقع أن يتم عرقلة المحادثات فى هذه الجولة مع عدم إعلان الوفد الحكومى السورى لموقفه من المشاركة وسط توقعات بوصوله إلى جنيف غد الأربعاء والمشاركة فى المفاوضات ليوم واحد.
ويتمسك الوفد الحكومى السورى بعدم وضع شروط مسبقة قبيل انطلاق جولة المباحثات فى جنيف، رافضا شروط المعارضة السورية بضرورة تنحى الرئيس السورى بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية وهو ما يرفضه الوفد الحكومى السورى بشكل قاطع.
وأعلنت المعارضة السورية التى وصلت أمس الإثنين إلى جنيف، عن أنها ستلتقى المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا، عصر الثلاثاء، وأكد رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريرى فى مؤتمر صحفى عقده فور وصوله مساء الإثنين إلى جنيف، على أن الانتقال السياسى الذى يحقق رحيل الأسد فى بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا، ليعيد بذلك النقاش إلى المربع الأول الذى انطلقت منه محادثات السلام، ولطالما شكل مصير الأسد العقبة التى اصطدمت بها جولات التفاوض السابقة مع اعتبار دمشق هذه المسألة غير مطروحة للنقاش.
ويأمل المبعوث الأممى إلى سوريا أن تحقق الجولة الحالية من المباحثات تقدما حقيقيا فى العملية التفاوضية، والتطرق لعدد من القضايا المصيرية التى تهم أبناء الشعب السورى ومنها الانتخابات والدستور وعملية انتقال سياسى ديمقراطى وإعادة إعمار المدن المدمرة.
وكثف المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا من اتصالاته يوم أمس الإثنين مع وزارة الخارجية السورية لإقناع الوفد الحكومى بالمشاركة فى جولة المحادثات الحالية، والتى من المقرر أن تنطلق فى العاصمة جنيف، عصر اليوم الثلاثاء، ووعد ديمستورا الوفد الحكومى السورى بأن بيان المعارضة السورية الذى صدر فى الرياض عقب مؤتمرهم الثانى لن يؤثر فى مسار العملية التفاوضية فى جنيف.
وأكدت مصادر سورية، على رفض ستيفان ديمستورا لأى شروط مسبقة قبيل انطلاق العملية التفاوضية فى جنيف، موضحة أن المبعوث الأممى إلى سوريا ومكتبه الخاص عدلوا عن فكرة إقامة مباحثات مباشرة بين الوفدين خلال هذه الجولة، لرفض وفد الحكومة السورية الجلوس مع وفد الرياض، بعد بيانه الأخير والذى تضمن "ألفاظًا نابية وغير لائقة" بحق الحكومة والقيادة السورية، على حد قولها.
وكان من المتوقع وصول وفد الحكومة السورية إلى جنيف صباح أمس الإثنين، إلا أنه أرجأ السفر وبقى فى العاصمة دمشق، عقب صدور بيان وفد الرياض وما تضمن من شروط مبّطنة، واعتراض سورى على تفسير للقرار 2254.
بدوره قال المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا، إنه تلقى رسالة تفيد بوصول الوفد الحكومى السورى إلى العاصمة جنيف، غد الأربعاء، للمشاركة فى الجولة الثامنة للمفاوضات.
وبعد ظهر أمس وفى إحاطة لمجلس الأمن الدولى، قال دى ميستورا، إنه يترتب على الحكومة والمعارضة القدوم للتفاوض فى جنيف من دون أى شروط مسبقة، موضحًا أن الحكومة السورية لم تؤكد مشاركتها فى جنيف، وتابع: "تلقينا اتصالًا أن وفدها لن يأتى الاثنين لكنه قد يأتى قريبًا"، مضيفًا: "إن الوقت حان لتسوية الأزمة فى سوريا بعد هزيمة داعش وتحرير الرقة ودير الزور والبوكمال".
ومن المقرر أن تعقد الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن اجتماعا اليومً الثلاثاء فى جنيف بطلب فرنسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة