وجه الدكتور حسن راتب الشكر إلى وزير الموارد المائية الأسبق محمود أبو زيد ورئيس المؤتمر على دعوته الكريمة لحضور المنتدى العربى الرابع للمياه بالقاهرة، مشيداً بهذا المنتدى الهام، قائلا:"حينما تابعت جلساته تغيرت مفاهيم كثيرة لدى، وازدادت أهمية المؤتمر بحضور أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية جلسته الافتتاحية".
وأضاف راتب خلال كلمته بالجلسة الختامية لمنتدى المياه، أن حضور دولة الصادق المهدى وهو أحد الزعماء المخلصين لهذه الأمة العربية، فهو يملك من الرؤية السياسية على قراءة الواقع، وصاحب مدرسة فكرية، وأنا أتشرف بالانتماء لهذه المدرسة، وهو أول من نادى بمشاركة دول المصب دول المنبع، قبل أن تنفرد دول المنبع، وكنا نسمع هذا الكلام من قبل ولم نعيه إلا الآن، واستشهد راتب بكتاب الصادق المهدى "بين دول المنبع والمصب - الوعد والوعيد".
وأوضح راتب: "كنت أعتقد أن قضية وأزمة المياه فى الندرة، واتضح لى من خلال هذا المنتدى أن القضية هي الوفرة والمشكلة الحقيقية هى أزمة إدارة المياه، وأنا استشعرت بعد هذا المؤتمر أن هذه المنحة يمكن أن تكون منحة للدول العربية، ولكن بشروط وضوابط يجب أن نعلنها وأن يتم تحكيم المنهج العلمى، وقد شعرت بفخر كبير حينما قررت جامعة سيناء أن تحتضن بداخلها أكاديمية المياه والتى تتولى مسئولية إدارة هذه الحركة الحياتية الحاكمة فى عنصر الحياة، مستشهداً بقوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شىء حى".
وأكد راتب أن كثيرا من العلماء فضلوا هذا المؤتمر، ومنهم الدكتور سيف حمد ودراسته العظيمة فى المياه، وعلى الرغم من وفرة المياه فى حوض النيل "7 آلاف متر مكعب عند دولة المنبع"، لكنه يصل إلى دول المصب لـ 83 مليار فقط، ومن الواضح أن الندرة هنا والوفرة هناك نتيجة سوء الإدارة، وللمصادفة أن من يدير قضية المياه فى إثيوبيا هو أعظم أستاذ جامعى هناك فى الموارد المائية، وهذا نوع من التناقض، ومن هنا يجب عند طرحنا القضية بأسلوب علمى الاطمئنان بعنصرين هامين، رئيس دولة المفوضين بالسودان الأستاذ الدكتور سيف حمد ورئيس دولة إثيوبيا عالم فى الموارد المائية.
وتابع راتب أن مثلث المياه والطاقة والغذاء به خلل، حيث إن المياه لم تأخذ حظها من الدراسات والاستثمار ومن هنا أنبه وأدعو إلى توجيه الاستثمارات فى مجال المياه.
ووجه راتب دعوة إلى جميع الصناديق العربية للاستثمار ودراسات الجدوى فى المياه، معرباً عن تفاؤله بوفرة المياه فى حوض النيل، وأن المنهج العلمى سيجعل من مشكلة سد النهضة ومشكلة ندرة المياه وهذا تعبير خاطئ والمطلوب إعادة توزيع الثروة المائية لمستحقيها، ولن يحدث هذا إلا بمصالح مشتركة.
وأشار راتب إلى أن إثيوبيا بها 22 بحيرة و12 نهرا و7 آلاف مليار متر مكعب من المياه، وهى ثانى أغنى دولة فى مجال المياه، ولابد أن نتعامل بموضوعية ومنهجبة مع هذه القضية، ووجه دعوة الى إثيوبيا وباقى الـ7 دول من المصب حتى نجد حلا علميا فى إعادة الثروة المائية فى هذه المنطقة.
واختتم "راتب": أننا لا نستطيع أن نعيش بمعزل مما يدور حولنا من السياسة، ونحن فى ذكرى مولد رسول الله أن نتناول منهج النبى فى التعامل بالحكمة والموعظة والدراسة، وما حدث فى الروضة فى سيناء من إرهاب وقتل تحت مزاعم الجهاد، فأى جهاد هذا ومن أين تلك الأفكار مستشهدا بما سمعه فى الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضى من بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل وهويزور أول قاعدة نووية إسرائيلية بالشرق الأوسط، وهو يقول لن ننتصر على الأمة العربية والإسلامية بالسلاح، وإنما ننتصر بعد تفتيت 3 دول "العراق ومصر وسوريا"، ولن نعتمد على ذكاء شعوبنا حتى يتم تفتيتها بل على غباء الآخرين وجهلهم".
وعقب راتب على مقولة بن غوريون بأننا نرى الآن ما يحدث فى اليمن وسوريا وليبيا وفى غيرها من الشرق إلى الغرب والتقسيمات بيننا، والآن هناك أزمة فى المياه وحوض النيل، فهل جاء الوقت لأن تستيقظ تلك الأمة وتعى المخاطر المحيطة بها والمؤامرات تحاك بها حول مصادر غذائها ومياهها؟.