تعالت للأسف فى الفترة الأخيرة موجة من النقد العنيف المنظم تجاه مؤسسة الأزهر الشريف، تمثلت فى تحميله المسؤولية المباشرة عن انتشار الفكر المتطرف فى المجتمع لأسباب عديدة، كما جاءت على لسان المنتقدين كان أبرزها، أولا: عدم قيامه بإصدار الفتاوى التى تكفر العناصر الخسيسة التى تقوم بالعمليات الإرهابية فى مصر، ثانيا: عدم قيامه بتنقية مناهجه حتى الآن مما علق بها من آراء وأفكار يمكن تفسيرها على نحو متشدد، ثالثا: عدم قيامه ببذل الجهد الواجب نحو قضية تطوير الخطاب الدينى التى تمثل أحد أهم الأولويات الفكرية لدى الدولة فى الفترة الأخيرة.
ومع كل التقدير والاحترام لكل الآراء، أرى أن تحميل الأزهر الشريف وحده لكل الخطايا الفكرية والثقافية التى يعانى منها مجتمعنا منذ فترة طويلة فيه ظلم شديد لهذه المؤسسة العريقة، فلطالما تربينا فكرياً وأخلاقياً على أيدى نخبة أجلاء من علماء الأزهر الشريف فتعلمنا منهم كل ما يرتقى بفكرنا ويسمو بأخلاقنا، ولطالما كان الأزهر الشريف ولا يزال هو أيقونة ومنارة العلم فى الدول العربية والأفريقية، ويعتبر هو والكنيسة المصرية حجر الزاوية لجموع المواطنين فى الاسترشاد بالعلوم والآراء الدينية والأخلاقية الصحيحة.
رفقاً بالأزهر أيها السادة، فهو ليس مسؤولاً عن عشرات الخطايا الأخرى التى ارتكبناها على مدى سنوات طويلة وكان لها الدور الرئيسى فى انتشار الفكر المتشدد، وأبرزها على الإطلاق، انهيار منظومتى التعليم والثقافة، وتراجع دور الأسرة فى التنشئة الأخلاقية السليمة.