جددت مصر تأكيدها على أن القضية الفلسطينية تتصدر أولويات سياستها الخارجية سعيا لتحقيق حلم الفلسطينيين والعرب جميعا فى إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مشددة على أن ذلك يمثل ثابتا من الثوابت القومية لمصر مع إيجاد حلول عادلة لقضايا الوضع النهائى بموجب الشرعية الدولية.
كما شددت على أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل وشامل سيعرض المنطقة لمزيد من التوترات والمخاطر، التى سيكون لها آثارها البالغة على كافة الأطراف.
جاء ذلك فى كلمة مصر التى ألقاها السفير بهاء الدين دسوقى مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية أمام احتفالية الجامعة العربية بمناسبة "اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى" وذلك بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ومشاركة سفراء ومندوبى الدول العربية وسفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى مصر وممثلى المنظمات العربية والدولية ولفيف من الشخصيات العامة الفلسطينية والعربية.
وشدد "دسوقى" على أن إحياء التضامن مع الشعب الفلسطينى يشكل إيمانا حقيقيا بضرورة حل هذه القضية وإعادة الحق لأصحابه.
ولفت "دسوقى" إلى أن مصر تؤمن بأن سياسة الأمر الواقع واللجوء إلى القوة المفرطة أثبتت على مدار التاريخ فشلها فى تحقيق الأمن خاصة مع القضايا والحقوق الراسخة التى يدافع أصحابها بقوة عنها.
وأضاف "دسوقى" أنه على الرغم من كافة الصعوبات والتحديات التى تواجهها دولنا، استطاعت مصر، المدعومة بقرارات الجامعة العربية بشأن المصالحة الفلسطينية وبرعايتها لهذا الملف، أن تحقق تقدما مهما يعيد للفلسطينيين وحدتهم وينهى انقساما دام لعقد كامل من الزمن وكان له أثره السلبى الكبير على قضية الشعب الفلسطينى العادلة وحقوقه المشروعة".
ودعا "دسوقى" كافة الفصائل الفلسطينية إلى التمسك بما تحقق حتى الآن والالتزام بما تم الاتفاق عليه لما فيه صالح الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وقطاع غزة والعمل على تغليب المصلحة الوطنية وإرساء أفق لمستقبل حياة سياسية قوية.
وتابع "دسوقى": "أنه انطلاقا من مسؤولية مصر التاريخية إزاء أمتها العربية والإسلامية والمكانة التى توليها مصر للقضية الفلسطينية، نعيد التأكيد على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، التى أطلقها فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتعايش السلمى وعلى موقف مصر الثابت الراسخ الذى يدعو إلى استئناف عملية السلام والمفاوضات الجادة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وفقا للمرجعيات الدولية وأساس حق الدولتين بما يضمن حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
من جهتها شددت جامعة الدول العربية على ضرورة استمرار مسيرة المصالحة لإنهاء الإنقسام وإعادة توحيد المؤسسات وعناصر القوة الفلسطينية لمضاعفة الجهود والقدرات من خلال تدعيم بنية الدولة الفلسطينية وتخليصها من الاحتلال الإسرائيلى بتحقيق السلام العادل والدائم موضحة أن أهمية هذا الأمر تتضاعف فى ظل استمرار إسرائيل تطبيق سياسة ممنهجة لتدمير حل الدولتين.
وأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، خلال كلمته فى الاحتفالية باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، أن الجامعة العربية ستواصل التحركات والجهود وتعزيز الحراك العربى المنسق المشترك على الساحة الدولية من أجل ترسيخ مكانة دولة فلسطين وتوسيع دائرة الاعتراف بها وحصولها على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة مع مضاعفة الجهود لإنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من الاستقلال وتحقيق السلام مطالبا بممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال بآليات تشمل المقاطعة ومتابعة تنفيذ قرار مجلس حقوق الانسان بما يشمل توفير الحماية للشعب الفلسطينى على طريق إنهاء الاحتلال.
وحذر أبو الغيط من انسداد أفق التسوية السلمية مشيرا إلى أن ذلك ينذر بعواقب وخيمة ليس على المنطقة فحسب بل على العالم بأسرة مطالبا فى هذا الصدد بإطلاق آلية عملية تفاوضية جادة وفق آلية واضحة وإطار زمنى يفضى لإنهاء الاحتلال وأقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية معربا عن الأمل فى أن تنجح الإدارة الأمريكية فى دعم هذا المسار وأن تتواصل مساعيها جنبا إلى جنب كافة الشركاء الدوليين لتحقيق ذلك الهدف الذى طال انتظاره بإنهاء الصراع الممتد منذ عقود داعيا اللجنة الرباعية الدولية لأن تمارس دورا بناء ومواصلة الاضطلاع بمسئوليتها سعيا لتحقيق السلام.
وجدد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة فى كلمته التى ألقاها بهذه المناسبة التضامن مع مصر مؤكدا ثقته فى قدرتها على الانتصار على الإرهاب، والذى تخوض معركته نيابة عن الأمة العربية والأمة الإسلامية بل والإنسانية.
من جهته حمّل سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية "دياب اللوح" المجتمع الدولى مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما لحق بالشعب الفلسطينى من نكبة وتشريد وتشتيت فى أصقاع الأرض، والتدخل لوضع سقف زمنى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967، وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية كافة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والأراضى العربية المحتلة.
وأكد "اللوح" أن تحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة مرتبط ارتباطا وثيقا بتمكين الشعب الفلسطينى من نيل حريته وممارسة حقوقه الوطنية والسياسية كاملة.
وأشار إلى أن اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى والذى أقرته الأمم المتحدة عام 1977 يمثل اعترافا دوليا بحقوق الشعب الفلسطينى الثابتة غير القابلة للتصرف ولكفاحه العادل المستمر لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية.
وقال "اللوح" إنه الشعب الفلسطينى وقيادته مازالوا يعلقون آمالا كبيرة على أمتنا العربية وأشقائنا العرب وعلى القوى الدولية الداعمة لإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه".
وأكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى لازالت تواصل ارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الأعزل من قتل واعتقال واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة وتوفير الغطاء والحماية لجماعات المستوطنين المتطرفين للسيطرة على أراضى المواطنين الفلسطينيين الخاصة بالقوة وتدمير المنشئات الزراعية وردم آبار المياه وتخريب شبكات الرى.
وأشار "اللوح" إلى ما يتعرض له المسجد الاقصى من تهويد واستهداف للمقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا وانتهاك حرمته وتدنيس باحاته بالاقتحامات والانتهاكات اليومية بالمستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين وتضييق الخناق على سكان القدس بالملاحقة، والاعتقال، وسحب الهويات، وفرض الإقامات الجبرية، والطرد، والتهجير، وفرض الضرائب الباهظة ومصادرة الممتلكات الخاصة.
وأكد "اللوح" أن إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلى مؤخرا عن مخطط للسيطرة على الجزء الشرقى من مدينة القدس الشرقية والمسمى "منطقة E1 " وتهجير سكانه من الفلسطينيين وربطها بما يسمى "القدس الكبرى" لعزل القدس عن محيطها العربى فى الضفة الغربية يتطلب موقفا حازما من قبل المجتمع الدولى تجاه تلك الاعتداءات والانتهاكات لإنهاء تلك المظلمة التاريخية التى وقعت على الشعب الفلسطينى.
كما أكد أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن" يبدى اهتماما كبيرا ويؤكد دائما على أهمية إنجاز المصالحة الفلسطينية والمضى قدما من أجل إنهاء حالة الانقسام الفلسطينى البغيض وإعادة اللحمة الكاملة للوطن ومؤسساته وتمكين حكومة الوفاق الوطنى من تولى مسئولياتها كاملة وصولا إلى سلطة واحدة وقانون واحد.
ووقف المشاركون فى بداية الاحتفالية دقيقة حدادا على ضحايا الحادث الإرهابى على مسجد الروضة بشمال سيناء مؤخرا، مؤكدين تضامنهم مع مصر رئيسا وحكومة وشعبا فى مواجهة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة