كتبت منذ أيام قليلة مقالة بعنوان «كان ياما كان فيه مجلة اسمها الخيال.. وضاعت» حكيت فيها القصة التاريخية لنقل المجلة من الهيئة العامة لـقصور الثقافة إلى قطاع الفنون التشكيلية، وأشرت فى معرض كلامى إلى أسباب عدم «إصدار المجلة»، بعد مرور أكثر من عام على قرار النقل، لكننى أعترف أن الأسباب التى ذكرتها تتأخر بعض الشىء عن السبب الأصلى لضياع المجلة.
المشكلة الرئيسية لما نحن فيه هو أن الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة اتخذ خطوة نقل مجلة الخيال، ثم جاء القرار إلى الدكتور خالد سرور ولم يعترض، ولم يقل للوزير إن لديه «عقبات» رئيسية فى تنفيذ ذلك القرار أهمها أن القطاع جهة غير مستعدة إداريا، فهو ليس جهة نشر، بل إن دوره خاص بتقديم خدمة للفنانين التشكيليين وليس من حقه النشر، وآخر ما يستطيع نشره هو «كتالوج» المعارض.
كذلك فإن قطاع الفنون التشكيلية ليس لديه صلاحية البيع، فهو حتى لو استطاع أن يصدر المجلة تحت أى بند فليس من حقه أن يبيعها وأن «يورد» ما حققته إلى وزارة المالية، كما يحدث فى الهيئات المخصصة لذلك، وبالتالى فهل كان سيقدمها «هدايا» مجانية على هامش معرض أو فعالية فنية.
ومن المشكلات التى واجهت المجلة فى قطاع الفنون التشكيلية أنه ليس لقطاع حق المطالبة برقم إيداع، ولم يكن معروفا هل ستكمل المجلة أعدادها على ما سبق فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، أم أنها سوف تصدر العدد «صفر» عن قطاع الفنون؟
ومن جهة أخرى كيف كان القطاع سيدفع أجور العاملين فى المجلة خاصة الكتاب والفنانين الذين يشاركون من الخارج، وهل فى بنوده ما يسمح له بذلك؟
إذًا جوهر الموضوع هو أن قطاع الفنون التشكيلية ليس الجهة المخصصة للنشر، وليس لها إطار تسويقى لمنتجاتها، بل هو خدمى يقدم خدمات مجانية.
وأتوجه هنا بحديثى إلى الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، وأقول له من حقك أن تغير مجلس تحرير المجلة، أما مسألة نقلها إلى جهة أخرى فإن ذلك يحتاج إلى دراسة لهذه الجهة ومعرفة إن كانت لوائح المكان تسمح بذلك أم لا، خاصة أن تغيير اللوائح يدخل بنا فى دائرة كبيرة من البيروقراطة التى تتجاوز الوزارة وتحتاج إلى تدخل البرلمان.
هذا الكلام يؤكد أن مجلة الخيال فى خطر حقيقى، وأننا تحركنا فيها دون تخطيط سليم، صحيح أن قطاع الفنون استطاع أن يوفر مكانا وجهاز كمبيوتر لفريق العمل، لكن الأمر يحتاج أكثر من ذلك، أما مسألة التمويل والورق وغير ذلك فهى مسائل فرعية، واستقالة ثلاثة من مجلس التحرير، حدثت بعد مرور سنة من العمل وتجهيز المادة دون صدور شىء.
وأريد أن أختم كلامى بأن ما تقدمه مجلة الخيال هو «صحافة» بمعنى أنه إذا مر وقت عليه ولم ينشر يفقد فائدته، فالمادة التى عمل عليها مجلس التحرير ثم مرت سنة ولم يتم نشرها، فهى مجهود ضائع بلا فائدة، لذا على وزارة الثقافة أن تسارع وتنقل مجلة الخيال إلى جهة منوط بها النشر حتى نستطيع أن نراها مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة