شادية والشعراوى.. أسرار وتفاصيل علاقتها بإمام الدعاة.. الفنانة سألته عن ما جمعته من أموال خلال حياتها الفنية.. والداعية نصحها: "احتفظى بما يكفل لك حياة كريمة".. وطالبها بالتواصل مع شمس البارودى بعد الاعتزال

الخميس، 30 نوفمبر 2017 01:03 م
شادية والشعراوى.. أسرار وتفاصيل علاقتها بإمام الدعاة.. الفنانة سألته عن ما جمعته من أموال خلال حياتها الفنية.. والداعية نصحها: "احتفظى بما يكفل لك حياة كريمة".. وطالبها بالتواصل مع شمس البارودى بعد الاعتزال شادية
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى سلام ترقد ..وفى هدوء ابتعدت ..ملاك جميل كنا  نأمن ونطمئن لوجوده فى هذا العالم حتى وإن اتخذ مكانا بعيدا عن الأعين، وطن عشنا فيه ونسجنا أحلامنا، على صوتها أحببنا وافترقنا، وودعنا أحبابنا ، وعشنا مشاعر الرومانسية والوجع والفرح والشقاء ، حتى عندما قررت الابتعاد ظلت شادية صاحبة المكان وأقوى من الزمان .

 لم ولن تكون معبودة الجماهير مجرد فنانة ، ولكنها صارت وطنا وحلما وحياة عشناها وستبقى فى ذاكرة كل منا ووجدانه، مهما ابتعدت سواء بالاعتزال أو الموت، فلم يشهد التاريخ الفنى نجمة حظيت بحب الجمهور بالإجماع مثل شادية ، حتى بعد اعتزالها تضاعف حبها ومكانتها فى النفوس، أعطاها البعد هالة من القدسية ومنحنا جرعات مكثفة من الشوق لهذا الملاك الذى كان يعيش بيننا، زاد الشغف لمعرفة أخبارها ، تمنينا جميعا أن نسمع صوتها أو نرى وجهها حتى وإن ظهرت عليه عوامل الزمن، ولسان حالنا يردد أغنيتها " والنبى وحشتنا فى غيابك عننا..فى الحب ياقلبى دوبنا والشوق دوب قلوبنا"

ظلت ولا تزال هذا الطيف الجميل المتفرد الذى رأى فيه الجمهور الحبيبة ، والدلوعة ، والمرأة القوية والأم الحنون  وبنت البلد "تفرحلك بفرحك وتقاسمك فى جرحك والهم تشيله عنك "، بل ورآها رمزا للوطن الذى يسعى للتحرر ومقاومة القبح والظلم، حين جسدت دور فؤادة التى ترمز إلى مصر الجميلة.

 

هكذا تعلق جمهور شادية ومحبيها بها ، وظل الحنين لها مشتعلا كالحنين للأم والوطن والحبيبة ، لم ينطفئ طوال أكثر من 30 عاما منذ قررت الاعتزال والابتعاد عن الاضواء ، واتخذت قرارا صارما وحاسما بعدم الظهور مطلقا ، فصنعت حول نفسها سياجا من العزلة للتفرغ لمهمة واحدة منحتها ما تبقى من عمرها بعدما منحت الفن والجمهور نصيبا كبيرا من هذا العمر.

قصة وأسرار الاعتزال

قررت معبودة الجماهير فى أوج شهرتها ونجاحها وجمالها أن تبتعد ، كانت تشعر بالقلق، فارق النوم عينيها، تقوم ليلا باكية، وتشعر بشيئ غامض يؤرقها ، خاصة بعد  إصابتها بوعكة صحية، ووفاة شقيقيها محمد وطاهر.

شعرت شادية بالرغبة فى زيارة بيت الله الحرام، فذهبت للعمرة، وهناك قابلت الشيخ الشعراوى صدفة على باب المصعد وفرحت لرؤيته وطلبت منه أن يدعو لها، وبعدها ذهبت لإجراء جراحة بأمريكا، وقضت معظم وقتها خلال هذه الرحلة فى قراءة القرآن والصلاة، فشعرت بالراحة التى تنشدها.

عادت شادية من رحلتها وقد قررت ألا تغنى إلا الأغانى الدينية، وبالفعل اتفقت مع الشاعرة علية الجعار على عدد من الأغنيات، وكان من بينها أغنية «خد بإيدى» التى غنتها فى آخر ظهور لها، فى الليلة المحمدية عام 1986، وارتعشت وبكت وهى ترددها بكل جوارحها.

وبعد هذه الأغنية فشلت كل محاولات شادية لحفظ أى أغان، حتى الأغانى الدينية التى اتفقت عليها، فذهبت لاستشارة الشيخ الشعراوى، وأخبرته بأنها لم تعد لديها رغبة فى الغناء وفقدت قدرتها على الحفظ، وأنها وعدت الجمهور بغناء الأغانى الدينية، ولكنها لا تستطيع الوفاء بهذا الوعد، فأجابها إمام الدعاة بأن الوفاء بوعدها لله أولى من الوفاء بوعدها للناس، فخرجت النجمة وقد قررت الاعتزال وعدم الظهور نهائيا، ورغم ذلك لم تحرم شادية الفن ولم تتبرأ من أعمالها.

 

الشعراوى وأموال شادية

 أكد محمد عبدالرحيم الشعراوى حفيد الشيخ الشعراوى فى تصريح لـ  "اليوم السابع" أن الفنانة شادية بعد اعتزالها أفتاها بعض الشيوخ بأن الأموال التى جمعتها من الفن حرام وأن عليها أن تتخلص منها، فتوجهت لتسال الشيخ الشعراوى فأفتاها بأن تحتفظ بما يضمن لها حياة كريمة ومستوى لائق، وتحتفظ بمن يعملون لديها ويخدمونها وأن تتبرع بما يزيد عن ذلك.

اختارت معبودة الجماهير معية الله، وحافظت على ألا يشغلها عنه شىء حتى وفاتها، تضاعفت أعمالها الخيرية التى لم تعلن أو تتحدث عنها، فكما كانت النجمة نهرا فى العطاء الفنى، أصبحت نهرا لأعمال الخير والعطاء الإنسانى عشرات البيوت تعيش على رواتب شهرية خصصتها للفقراء.

 

هدمت فيلتها بالهرم وأقامت مكانها مجمعا خيريا يضم مسجدا ودار أيتام ودار تحفيظ قرآن، ومستوصفا خيريا، كما تبرعت بشقة بشارع جامعة الدول العربية لجمعية مصطفى محمود لإنشاء مركز لعلاج الأورام.

 

وقفت إلى جوار عدد من الفنانين الذين غدرت بهم الحياة، وخاصة فنانى الصف الثانى، ومنهم الفنانة سميحة توفيق التى قامت بدور "أم بدوى" فى مسرحية ريا وسكينة، وظلت شادية إلى جوارها حتى آخر أيام حياتها.

 

أسرار علاقة معبودة الجماهير بشمس البارودى

روت الفنانة المعتزلة شمس البارودى تفاصيل علاقتها بمعبودة الجماهير، فتقول: لم تجمعنى بالحبيبة شادية أى أعمال فنية ولم أقابلها فى فترة عملى بالفن، وبعد اعتزالى لم أكن أتواصل مع أحد من الوسط الفنى، وفوجئت فى أحد الأيام بعد اعتزالى بخمس سنوات بابنى عمر ينادينى قائلا: "واحدة اسمها شادية عاوزاكى على التليفون "

وتضيف: "لأول مرة أشعر بمدى جمال صوتها حين قالت لى السلام عليكم ورحمة الله  ياأختى فى الله، ولم أكن أتخيل أن تكون الفنانة شادية هى من تحدثنى، وقالت لى أنها ذهبت للشيخ الشعراوى، وقالت له عاهدت نفسى ألا أغنى إلا الأغانى الدينية، فقال لها: "عاهدى الله وكلمى أختك شمس ."

وتابعت البارودى قائلة: "بعدها جمعنى بشادية أكثر من لقاء، فزارتنى فى بيتى مرتين، وذهبت لها فى بيتها فى الجيزة وقبل أن تنتقل للإقامة مع أبناء شقيقها أكثر من مرة، وكنا نجتمع أنا وهى والشاعرة علية الجعار."

وعن تفاصيل هذه القاءات قالت شمس البارودى:"كانت علية الجعار تقول أشعارا فى حب الله ورسوله ، وكنا نقرأ القرآن  ونختمه معا ، ونتحدث فى الدين، وكانت الحاجة شادية  تسأل عن كل صغيرة وكبيرة حتى تتقرب إلى الله ، كما كانت تقص علينا رؤى جميلة تراها فى المنام."

 

وأضافت :" كنت ساعات كتير بانشغل بأولادى، وحين أتصل بها أجد صوتا غريبا يرد، وعندما تعرف اننى أنا المتصلة تضحك وتخبرنى بأنها هى الحاجة شادية، حيث كانت تغير صوتها حتى لا تتحدث مع شخص غريب ولا يعرف أحد رقمها فتنشغل بالمكالمات عن ذكر الله، حيث زهدت الدنيا تماما وكانت تستعد لهذا اليوم الذى تلقى فيه ربها، بالكثير من أعمال الخير، ولا أنسى أنها ساندتنى ووقفت إلى جوارى بعد وفاة أمى"

 

شادية تتحدث عن اعتزالها

عاشت معبودة الجماهير متصالحة مع نفسها وتاريخها، مؤكدة سعادتها بما قدمته فى كل مرحلة من مراحل حياتها، فبعد ارتدائها الحجاب تحدثت عن تجربتها فى ندوة بجمعية مصطفى محمود الخيرية وبحضوره ، والفنان محمد عبدالوهاب ، وقالت: الحمد لله نجحت فى شغلى وأديت رسالتى، فالفن رسالة وعمل كبير وموهبة خلقها الله فى الإنسان المهم إزاى الإنسان يستغلها».

 

وتابعت: «بيتنا متدين واتربينا وإحنا صغيرين على الصلاة، لكن أيام الشغل كنت بانشغل باللبس والماكياج علشان عاوزة أنجح، ولأن ربنا بيحبنى وصلت لمرحلة شعرت فيها بالقلق، وعدم الراحة أوالسعادة فى الشغل».

وأضافت: «أعوض دينا عندما استغرقتنى الأيام والدنيا فأنستنى واجبات المحبة.. فكان لابد من جرعة مكثفة من التأمل والعبادة والقراءة والمعرفة».

رفضت شادية حضور أى تكريم أو مناسبات اجتماعية أو التواصل مع الإعلام، بعد اعتزالها، حتى إنها رفضت قراءة أدعية فى شهر رمضان للإذاعة، خوفا من أن يشغلها شىء عما قررت ألا تنشغل عنه.

ولم تكن تتواصل مع أحد من الوسط الفنى بخلاف الفنانة المعتزلة شهيرة التى توطدت علاقتها بها منذ أعادت الأخيرة تقديم بعض الأدوار التى سبق أن قدمتها شادية، فشجعتها دلوعة الشاشة، حتى إنها أنابتها لحضور التكريم الذى أقامه لها المركز الكاثوليكى.

 

تفاصيل السنوات الأخيرة

وفى الفترة الأخيرة من حياتها انتقلت معبودة الجماهير التى لم تنجب رغم زواجها ثلاث مرات للإقامة مع أبناء شقيقها الذين قالت عنهم «أقرب الناس ليا ولاد أخويا، أنا مربياهم، وربنا مهنينى بقرايبى وأسرتى، ماكنتش باستمتع بيهم أيام الشغل وربنا بيعوضنى».

 

عاشت شادية ما تبقى من عمرها مع القرآن، واكتفت بمعية الله، تناجيه فجرا وحتى الساعات الأولى من الصباح، حيث اعتادت أن تختم القرآن مرة كل شهر، وقالت لمن حاولوا إقناعها بالظهور: «أنا اديت سنين كتير من عمرى للفن والإعلام وزهقت من الزحام، سيبونى مع الله، لا أجد سعادة إلا فى قراءة القرآن».

ورغم ذلك كانت  شادية التى تعلق قلبها بحب مصر تتابع كل الأحداث التى يمر بها الوطن، ولا يرتجف قلبها المطمئن إلا عندما تشعر بالخطر على حبيبتها مصر، ولكنها كانت تتحدث بتفاؤل شديد عن المستقبل قائلة :" مصر مذكورة فى القرآن وربنا حارسها وكل أحوالها هتتصلح».

 

 رحلت شادية صوت الوطن الجميل الذى سيظل يتردد فى نفوسنا إلى الأبد "مهما اتغير الزمان واتبدل المكان ، ستبقى شادية الضحكة الحلوة والحب الباقى "

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة