عائلة مسلمة تحتفظ بمفتاح موقع قبر المسيح فى القدس

الخميس، 30 نوفمبر 2017 04:04 م
عائلة مسلمة تحتفظ بمفتاح موقع قبر المسيح فى القدس قبر المسيح
القدس (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما يرخى الليل سدوله يتجه أديب جودة ابن إحدى الأسر المسلمة إلى واحد من أقدس المواقع فى الديانة المسيحية سالكا الأزقة الحجرية فى البلدة القديمة المسورة بمدينة القدس حاملا المفتاح العتيق لهذا الموقع.

 

يقول جودة إنه منذ قرون تم الاتفاق على ائتمان عائلته التى تعد من أبرز العائلات فى القدس على مفتاح يوحى شكله بالمهابة هو مفتاح كنيسة القيامة المبنية فى الموقع الذى يعتقد كثيرون من المسيحيين أن المسيح صلب ودفن فيه.

 

ويقدر أن هذا الترتيب يرجع إلى عهد القائد صلاح الدين الأيوبى الذى استرد المدينة من أيدى الصليبيين فى العام 1187.

 

قال جودة (53 عاما) "بكل أمانة هذا شرف عظيم لمسلم أن يحتفظ بمفتاح كنيسة القيامة أهم الكنائس فى المسيحية".

 

وائتمنت عائلة أخرى من أقدم العائلات المسلمة فى المدينة هى عائلة نسيبة على مهمة فتح أبواب الكنيسة وإغلاقها ويتولى أفرادها القيام بهذه المهمة إلى اليوم. وتحتاج المهمة لأصابع قوية إذ أن طول المفتاح يبلغ 30 سنتيمترا ويزن 250 جراما.

 

ويختلف المؤرخون فى الظروف التى أدت إلى هذا الترتيب. ويقول بعض الباحثين إن صلاح الدين هو الذى منح العائلتين هذه الوصاية من أجل تأكيد هيمنة المسلمين على المسيحية فى المدينة. كما كان لها تداعيات مالية إذ فُرض رسم دخول على الزائرين كان يتم تحصيله عند الباب.

 

غير أن جودة يقول إن الوثائق لا ترجع إلا إلى القرن السادس عشر ويعرض عشرات "الفرمانات" التى أصدرها الحكام فى عهد الامبراطورية العثمانية بمنح الوصاية على المفتاح لأسرته.

 

وتضم البلدة القديمة فى القدس اليوم مواقع مقدسة عند الديانات السماوية الثلاث. وقد استولت إسرائيل عليها وعلى المناطق الأخرى فى القدس الشرقية من الأردن فى حرب عام 1967.

 

وفيما بعد أعلنت إسرائيل أن مدينة القدس كلها عاصمة موحدة لها. ولا يحظى هذا الإعلان باعتراف دولى ويرفضه الفلسطينيون الذى يسعون لجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة.

 

ويقول جودة إن المفتاح عمره حوالى 800 عام ويضيف أن نسخة أخرى يحتفظ بها من المفتاح انكسرت بعد استخدامها على مدار القرون.

 

وقال جودة "بدأت أتعلم ذلك وأنا عمرى ثمانى سنوات. يتوارثه الأبناء عن الآباء. وأنا أقوم بتلك المهمة منذ 30 عاما وأشعر أن كنيسة القيامة بيتى الثانى".

 

وتشترك الكنيسة الأرثوذكسية وكنيستا الأرمن والروم الكاثوليك فى الإشراف على الكنيسة حيث تشتد التوترات فى كثير من الأحيان حول السيطرة على قطاعاتها المختلفة.

 

وتقول إيسكا هارانى الباحثة فى الديانة المسيحية إن ائتمان أسرتين مسلمتين على المفتاح والأبواب يسهم إلى حد ما فى الحفاظ على السلام بين الطوائف.

 

وأضافت هارانى "من المؤكد أن الكنيسة نموذج يحتذى به للتعايش". 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة