فى العالم أحداث كثيرة، منها الكبير ومنها الصغير ومنها الخطير، وفى ظل هذه الأحداث انشغل المصريون جميعهم بحدث خارج سياق الأجندة السياسية والإقليمية.
حدث يتعلق بالقلب وحده، هذا القلب الذى دخلته السعادة على يدها، ومسه الشوق بكلماتها، صار لها فى القلب قلب، وصار لها فى كل وجدان نصيب.
مرضت شادية، فساد الوجوم الوجوه، اضطربت حالتها الصحة فاضطرب الجميع، مصر مرضت الآن، مصر تتألم، والصوت الذى غنى للحبيبة الأولى، غنّينا له الآن «يا حبيبتى يا شادية يا شادية».
«وإيييييه.. على المكتوب صابرين» صابرون يا شادية على حكم القدر، صابرون على تلك الوردة التى أمتعتنا بعبيرها ذات يوم، وجملتنا بروعة منظرها ذات يوم، وتألمنا اليوم بقسوة مرضها.. صابرون على هذا الألم، داعين الله مبتهلين إليه، يا رب خفف عليها الألم، يا رب أنعم عليها بالرحمة، يا رب كن لها لا عليها.
شادية، هذا التاريخ من الصدق، هذا التاريخ من العفوية، هذا التاريخ من الإخلاص، صدقت موهبتها فأمتعت ملايين البشر، وصدقت حلمها فصارت فى جميع القلوب.
غنت ومثلت واجتهدت، دون تصنع أو زيف، فصار صدقها هو جواز المرور السريع إلى الوجدان، ملكت القلوب فلم تفارقها القلوب، تبعتها أينما كانت، وصحبتها أينما حلت، فى السينما.. فى للحفلات.. فى المسارح.. فى الراديو، حتى حينما اعتزلت لم تفارقها القلوب.
كان الجميع فى اشتياق لكلمة منها، لخبر يطمئن الناس على صحتها، لتلك النبرة المميزة فى صوتها.. أقل ظهور لها بالصوت أو الصورة كان جديرًا بتصدر مانشيتات الصحف وبرامج التليفزيون.
صارت «الدلوعة» أيقونة متفردة، صارت قدوة لمن يريد الاقتداء، صارت رسالة لجميع الموهوبين وجميع المخلصين، تشبثوا بإخلاصكم وسيجعل الله لكم فى القلوب نصيبًا، مثل نصيب شادية مصر وأيقونتها التى نراها دائمًا فى أوج الجمال والرقة والعنفوان مهما فعل بها الزمان.
> نشر هذا المقال بعنوان «شادية» فى 6 نوفمبر الماضى وأعيد نشره اليوم بعد أن «غاب القمر» ورحلت شادية.