فى خطوة مفاجئة، ودون أى مقدمات، خرج رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريرى، السبت، من السعودية، معلنًا استقالته من منصبه، متعرضا فى خطابه لإعلان الاستقالة، للهجوم على إيران، وحزب الله، الذراع الإيرانى المسلح فى المنطقة العربية.
سعد الحريرى يعلن استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية
وقال الحريرى، فى خطاب بثته قناة "العربية": "أعلن استقالتى من رئاسة الحكومة اللبنانية"، مؤكدًا أن ما يعيشه لبنان حاليًا يشبه ما كان سائدًا قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريرى، كما تحدث عن وجود مؤامرات فى الخفاء لاستهداف حياته.
وبدأ رئيس الحكومة اللبنانية السابق، خطابه، بتصريحات هاجم فيها كل من إيران، وحزب الله اللبنانى، حليف طهران البارز فى المنطقة، وقال إن إيران ما تحل فى مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها فى الشئون الداخلية للبلدان العربية فى لبنان وسوريا والعراق واليمن.
سعد الحريرى: حزب الله سلاح إيران فى وجه العرب
ووصف الحريرى، حزب الله، أحد أبرز شركائه فى الحكومة، بـ"الذراع الإيرانى ليس فى لبنان فحسب، بل فى البلدان العربية"، مضيفا: "خلال العقود الماضية استطاع حزب الله - للأسف - فرض أمر واقع فى لبنان بقوة سلاحه التى يزعم أنه سلاح مقاومة، وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين".
وقال رئيس الوزراء اللبنانى السابق، سعد الحريرى، بعد تقديم استقالته من رئاسة الحكومة، إن أيدى إيران فى المنطقة ستقطع، بسبب توغلها فى شئوننا الداخلية، وتفاخرها بتدخلها فى بعض العواصم العربية، وشدد على أن الشر الذى ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها.
سعد الحريرى: إيران لديها رغبة فى تدمير العالم العربى
وقال فى خطاب الاستقالة، إن لإيران رغبة جامحة فى تدمير العالم العربى، مؤكدا على رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرا إلى أن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربى، معربًا عن خشيته من التعرض للاغتيال، قائلًا "لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة".
ووصل الحريرى، المولود فى السعودية، إلى سدة رئاسة الحكومة، فى نوفمبر 2016، بموجب تسوية سياسية أتت بحليف حزب الله الأبرز، "ميشال عون"، إلى سدة رئاسة الجمهورية بعد عامين ونصف من الفراغ فى رئاسة الجمهورية.
وخاض الحريرى، منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عاماً مواجهات سياسية عدة مع دمشق، وحزب الله، لكنه اضطر مراراً إلى التنازل لهذين الخصمين القويين، وكان والده رفيق الحريرى، رئيسًا للحكومة اللبنانية، حتى اغتيل فى تفجير ضخم استهدف موكبه فى بيروت، فى العام 2015، واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر فى اغتياله عناصر من حزب الله بالتورط فى العملية.
واجتاحت عاصفة من التأييد لـ"الحريرى" عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعد إعلان استقالته، حيث أشاد الإعلامى محمد فهد الحارثى عبر حسابه الرسمى على "تويتر بالاستقالة، قائلا: "موقف بطولى.. الرجل كان حازما فى مواجهة ايران.. وكان واضحا أن أجواء التهديدات تخيم على بيروت".
من جانبه، علق ثامر الشبهان، وزير الدولة لشئون الخليج العربى بالمملكة العربية السعودية، على استقالة "الحريرى، فى تغريدة على حسابه الشخصى، بموقع التدوينات المصغرة "تويتر": "أيدى الغدر والعدوان يجب أن تبتر".
جنبلاط: لبنان أضعف من أن يتحمل التداعيات السياسية والاقتصادية لاستقالة الحريرى
وفى الميدان السياسى اللبنانى سيطرت الصدمة على الساحة السياسية فى لبنان، كتب رئيس اللقاء الديمقراطى النائب وليد جنبلاط تغريدة على حسابه على تويتر، "بصراحة فإنّ لبنان أكثر من صغير وضعيف كى يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة، كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران".
وبحسب صحيفة النهار اللبنانية، تمنى النائب في كتلة "القوات اللبنانية" أنطوان زهرا، بأن تكون استقالة الحريرى "انتفاضة كرامة بوجه كل العراقيل السياسية أمام انطلاق الحكومة"، مخمنا أن يكون السبب الرئيسي وراء الاستقالة يعود لكلام مستشار المرشد الإيرانى للشئون الدولية على أكبر ولايتى بأن الانتصار اللبنانى السورى العراقى ضدَّ الإرهابيين يشكّل انتصار محور المقاومة، فهو ضمّ لبنان الى المحور الإيرانى دون استشارة اللبنانيين.
وشدد زهرا على أن الاستقالة هى رفض للأمر الواقع، فالمرحلة السياسية، كما قالها الحريرى تشبه مرحلة ما قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة