على مساحات متفرقة تنتشر منازلهم البسيطة، تضمها كثبان رملية بين ثنايا غرودها لتبعدهم عن كل رغد الحياة وجميل إمكانياتها، صغرهم لم يخفى شغف بصيرتهم للعلم، إنهم أطفال منطقة "الهجن" غرب مدينة العريش، الذين قادت أسرهم ظروف أحداث سيناء للسكن والمعيشة فى استراحات نادى الهجن وأخرين فى عشش متناثرة تبعد عن مدينة العريش غربا 20 كيلو مترا، وعن أقرب مدرسة إبتدائية 6 كيلو مترا يصعب على الأطفال قطعها فى كثير من الأحيان ليكون تعليمهم مجرد حبر على ورق.
العطش، كان واضحا على وجوه وحركات الصغار من أعمار مختلفة وهم يستمعون بإنصات ويتجاوبون بخفة ورشاقة لـ 3 معلمين حلوا ضيوفا عليهم فى يوم دراسى مفتوح عقد، حيث يقيم الصغار وبحضور ذويهم فى قاعة "نادى الهجن" التى تجاور مساكنهم.
اليوم الدراسى المفتوح هو مبادرة أطلقتها مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء وتحمل عنوان "حتعلم رغم ظروفى" ووجهت لقاطنى أحياء ومناطق المنقولين من الشيخ زويد ورفح ويسكنون محيط مدينة العريش والقرى التابعة لها، وتستهدف الوصول لمن حرمتهم الظروف من التعليم أو يجدون صعوبة للسير للمدارس، وإعادة اكتشاف مطالبهم والعمل على تحقيقها.
"وليد حسنى" تلميذ فى الصف الثانى الإبتدائى، كان من بين متميزين فى التجاوب مع المعلمين أثناء النقاش فى موضوعات القراءة والرياضيات، وهو ماجعله يحصد النصيب الأكبر من هدايا حملته القافلة للأطفال.
يقول "حسنى سليم" والد الطفل أنه يبعد عن المكان نحو 4 كيلو متر، وحضر ليقابل القافلة فى منطقة التقاءها الأهالى، وهو حريص على أن يعلم ابنه بجهود ذاتيه، وأردف قائلا صعب أن يحصل الطفل هنا على حقه الكامل فى التعليم فالظروف صعبة والمعيشة ليست بالسهلة فالطفل عليه السير 6 كيلو ذهاب ومثلها إيابا لذلك نفضل راحته وتعليمه بالجهد الذاتى.
أضاف "عبدالوهاب أبو عبيد"، من أهالى المنطقة، أن عدد الأطفال من مراحل دراسية مختلفة يصل لنحو 55 تلميذا، وهم أبناء تجمع "الهجن" وهم أسر منقولة من منطقة "الخروبة" التابعة لمركز الشيخ زويد، وغالبيتهم لديهم رغبة فى العلم شديدة، خصوصا أنهم أبناء أشخاص موظفين وحاصلين على درجات علمية ولكن ظروف الحياة أقوى من الجميع.
وأشار " أبوعبيد" إلى أنهم تقدموا بطلبات لفتح مدرسة فصل واحد وتسيير معلمين لها لتعليم أبنائهم، لافتا إلى أن المكان جاهز وهى قاعات نادى الهجن المغلقة .
وفد التربية والتعليم المنفذ للمبادرة، أجمع على أن الصغار يتمتعون بدرجة ذكاء عالى ويحتاجون لمن يقف معهم، وقالت "حسنة الشرقاوى" منسق القرائية بمديرية التربية والتعليم، أنها شاركت بجانب تعليمى للقراءة والكتابة، ولاحظت مدى قوة الأطفال فى التقاط المعلومة وسعادتهم لتواجد وفد المبادرة بينهم.
وأضافت أن وجودهم ليس فقط تعليمى ولكن لتعزيز الدعم النفسى لديهم من خلال التعلم واللعب والمرح وتوزيع الجوائز عليهم .
وقالت "منى برهوم" عضو المجلس القومى للمرأة، انها شاركت نيابة عن المجلس لدعم مبادرة التربية والتعليم لهؤلاء التلاميذ المتعطشين للعلم، واشارت إلى أن تجمع الهجن من بين تجمعات أخرى يتم زيارتها أسبوعيا والألتقاء بالأطفال فيها وهى تجمعات " الرحاب، الصالحين، الكيلو 17".
وأشار أحمد ممدوح أحمد، منسق مهارات الرياضيات بتعليم شمال سيناء، إلى أنه شارك فى نقاش الأطفال وتعليمهم جانب من مهارات الرياضيات، ولاحظ انهم أذكياء ولكنهم يحتاجون لرعاية واهتمام أكثر.
وقال الدكتور عبدالكريم الشاعر، وكيل مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، الذى كان على رأس القافلة التى زارت التجمع، انها مبادرة يتعاون فيها التعليم والمجلس القومى للمرأة ، وهى تستهدف دعم التلاميذ من كل النواحى، مشيرا إلى أنه إلى جانب القيام بتنمية مهارات اساسيات القراءة والرياضيات واللغات، تم عقد ورشة عمل مع الأهالى حول معوقات تعليم ابنائهم وكيفية حلها، وهى معوقات تكمن فى بعد المسافة عن المدارس، وبناء على هذه الورشة سيتم بحث مدى إمكانية توفير حافلة تقل التلاميذ للمدارس أو توفير فصل دراسى فى المكان.
محرر اليوم السابع بين التلاميذ
تلاميذ يبحثون عن العلم
بعد انتهاء الفعالية
عطشى للعلم
مع معلمة القراءة
اذكياء بالفطرة
حلقة علم
تلاميذ
مع معلم الرياضيات
مع معلم خلال اللقاء
الكل يتابع
ترفيه ولعب
بنات يبحثن عن العلم
يتجاوبون
تأهب
مع وكيل مديرية التربية والتعليم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة